.jpg)
جرعة خبيثة تهدد حياته وتفتك بماضيه وحاضره وتمثل الخطر الأكبر على مستقبله وأمانيه. جرعة تحولك أيها الشاب الصالح المتوازن الى جسد ينقصه الأمل، ويفتقر الى كيان واع، جسد لا يدرك من الحياة إلا جرعة يتناولها ليغيب عن أنظار الكون بأسره، ويسرح في خيال مليء بالأوهام والأكاذيب. المخدرات آفة زادت آفات المجتمع اللبناني واحدة من حيث الأرقام كثيراً من حيث النتائج.
مدير مديرية الصحة النفسيّة في (الهيئة الصحية الاسلامية) الدكتور عدنان الحسيني شرح لـ(شؤون جنوبية) ما تقوم به هذه الجمعية من أعمال لمكافحة آفة المخدرات ولتوعية المجتمع على مخاطرها.
استهلّ الدكتور عدنان الحسيني، حديثه بالكلام عن بداية عمل مديرية الصحة النفسيّة في الهيئة الصحية بعد حرب تموز حيث اعتمدت في عملها طريقتين، الأولى وهي الطريقة الوقائية التي تركزت على المحاضرات والندوات والورش التدريبية لتوعية الناس على آفة المخدرات من جهة، وعلى الأمراض النفسية المنتشرة من جهة ثانية.
أما الطريقة الثانية، والتي كانت الطريقة العلاجية فقد تركزت على علاج المدمنين على المخدرات ومعالجة الأفراد الذين يعانون من مشاكل وحالات نفسية.
ويضيف الحسيني:" في العام 2008 كان افتتاح مركز العناية النفسيّة بدار الحوراء حيث كانت المعاينات بشكل مجاني، ولكن بعدها أصبحت بشكل شبه مجاني نظراً للتكلفة حيث شمل العلاج العلاج النفسي، وعلاج اختبارات الذكاء والعلاج الحركي لمن لا يملكون القدرة على الحركة أو على السمع. وبعدها انتقلنا الى النشاطات والدورات التدريبية التي لم تعد تقتصر على الشق الوقائي، بل توسعت لتُعنى بالشق العلاجي".
دورات تدريبية
وفي العام 2009 قامت (الهيئة الصحية) بدورة تدريبية لأطباء الصحة العامة في الجامعة اليسوعية تناولت الحالات النفسيّة. وفي العام 2010 أقمنا دورة تُعنى بكيفية التعامل مع المخدرات، وكيفية ازالة السموم من جسم المدمن حيث درّبنا عشرة أطباء.
مركز جويا الرعائي… قيد العمل
يشير الدكتور عدنان الحسيني أن مركز جويا افتتح في العام 2009، وهو بالاضافة الى كونه مركز نفسيا يستقبل الحالات النفسيّة المختلفة فانه أيضا مركز يعمل على معالجة المدمنين على المخدرات عبر مراحل متعددة، يقوم بايجازها بالشكل التالي:
1- المرحلة الأول تتلخص باستقبال المدمن في (دار الحوراء)، وعرضه على طبيب مختص الذي يقوم بتحويله الى مركز جويا ليبدأ بالعلاج، بعد تأكد الطبيب من حاجته لذلك، ونقوم بالعمل خلال فترة تمتد من عشرة الى عشرين يوما على ازالة السموم من جسمه، اي تخفيف كمية السموم في الجسم، ومنعه من إدخال كميّات إضافية الى جسمه، والقيام بإعطائه مضادا للمخدّر الذي اعتاد عليه.
2- المرحلة الثانية هي مرحلة علاج ما بعد ازالة السموم، وتتمثل في اعادة تأهيل المُدمن، وتكوين شخصيته أي تمكين هذا الشخص من مواجهة الحياة وصعوباتها بشكل يضمن عدم عودته الى الادمان، وهذه المرحلة قد تمتد من ستة الى تسعة أشهر، أي نعمل خلالها على التمكين النفسيّ والجسديّ والعقليّ للمُدمن.
الكادر الطبي
وفيما يتعلق بالكادر الطبيّ أو المعالج، سواء في مركز المعالجة النفسيّة في (دار الحوراء) أو في (مركز جويا الرعائي)، فقد أشار الدكتور الحسيني الى أن أطباء ومعالجين نفسيين متخصصين يتولون مهمة الإشراف والمعاينة والعلاج.
وحول الاهتمام المتزايد للهيئة الصحية الاسلامية، فقد علق معتبراً أن الصدمات النفسيّة والحالات ما بعد عدوان تموز، وارتفاع أعداد المصابين، إضافة الى زيادة عدد المدمنين والشباب المنحرفين ليس على صعيد المنطقة أو لبنان فحسب بل على صعيد العالم بأسره، تطّلب إهتماماً كبيراً وإلتزاماً أكبر.
مشاريع الهيئة الصحية في إطار حملة الوقاية من المخدرات
1- الاصدارات المختلفة:" بروشيرات، ملصقات، كُتيّبات، فلاشات تلفزيونية إرشادية وصور مختلفة…".
2- ندوات ومحاضرات متنوعة في العديد من المناطق اللبنانية.
3- مسرحية (أنا حر)، التي تتلخص فكرتها بمجموعة من القصص المرويّة على لسان المدمنين أنفسهم يخبرونها لأقرانهم لأخذ العبرة.
4- فيلم (دمرتني)، ويعرض هذا الفيلم القصير تجربتين واقعيتيين لمُدمنين تخلّصا وبصعوبة من الإدمان، وعادا الى حياتهما الطبيعيّة.
5- بانوراما (صرخة)، بانوراما مشهدية تهدف الى تعريف المراهقين على مخاطر المخدرات ومعاناتها بأسلوب جديد ومبتكر.
6- رعاية المدارس الكرويّة في بيروت، إنطلاقاً لما للرياضة من دور في تفريغ طاقات الشباب وتوجيهها نحو المكان المناسب لها.
7- ماراتون (أكثر ذكاء من أن تبدأ)، نشاط رياضي ترفيهي، نشاط أكد على ضرورة أن تكون الرياضة البديل عن التعاطي والإدمان. والعديد من النشاطات الأخرى من ورش تدريبية وأيام صحية مجانية وغيرها.
(أكثر ذكاء من أن تبدأ) هو شعار إحدى الأنشطة التي نظمتها الهيئة الصحية، ولكنها من ناحية أخرى عبارة صغيرة تمثل إحدى أهم الأسباب لتبقى بمنأى عن المخدرات، أنت أيها الشاب أكثر ذكاءً من أن تقع بشرك الادمان.
