النهار: مهمة أنان تغرق في دماء حمص اقتراب في المواقف بين الغرب وروسيا

بفارق ساعات عن جلسة لمجلس الامن تناولت الربيع العربي، حجبت مجزرة راح ضحيتها عشرات الاطفال والنساء في حمص امس، الجهود السياسية التي تحاول العثور على حل سياسي للأزمة السورية التي تقترب من دخول سنتها الثانية. وتبادلت المعارضة والنظام الاتهامات بالمسؤولية عن المجزرة التي دفعت "المجلس الوطني السوري" المعارض الى طلب تدخل عسكري عربي واجنبي عاجل، وجعلت المبعوث المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي انان الذي وصل الى محطته التركية بعد سوريا وقطر، يطلق صرخة "الى وقف القتل الان".
وأعلنت لجنة تحقيق مستقلة تابعة لمجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان ان المدنيين السوريين يتعرضون لعقاب جماعي من النظام. وفي المقابل اتهم وزير الاعلام السوري عدنان محمود "مجموعات ارهابية" بارتكاب "افظع المجازر بحق المواطنين في حي كرم الزيتون في حمص من اجل استغلال سفك الدماء السورية بهدف الضغط لاستدعاء مواقف دولية ضد سوريا".
والى 50 شخصاً راحوا ضحية المجزرة في حمص، تحدث "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له عن سقوط 22 قتيلاً معظمهم من العسكريين في اعمال عنف شهدتها سوريا. وأبلغ الناطق باسم "الجيش السوري الحر" العقيد مصطفى عبد الكريم قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية عن "مقتل 250 عنصراً من الشبيحة الذين يستخدمهم نظام الرئيس السوري بشار الأسد وتدمير دبابتين وناقلتي جند وآليات عسكرية أخرى في رنكوس بريف دمشق" .
وصرح الناطق باسم "المجلس الوطني السوري" المعارض في اسطنبول جورج صبرا بأن المعارضة انشأت مكتب تنسيق لإرسال الأسلحة إلى مقاتلي المعارضة بمساعدة حكومات أجنبية. ورفض تحديد مكان المكتب أو الحكومات المشاركة في العملية.

انان

وفي انقرة، قال انان الذي التقى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان: "ثمة تقارير خطيرة ومروعة عن اعمال وحشية وانتهاكات (في سوريا)… يجب أن يتوقف قتل المدنيين الآن. على العالم ان يبعث برسالة واضحة وموحدة بأن هذا الامر غير مقبول بالمرة".
وحض الرئيس السوري بشار الأسد على التحرك خلال "الأيام المقبلة". وقال: "لم تنهض الحكومة السورية بمسؤوليتها عن حماية شعبها وبدل ذلك عرضت مواطنيها في مدن عدة لهجمات عسكرية واستخدام مفرط للقوة… هذه العمليات المخزية مستمرة… لن يكون الامر سهلا. سيستغرق وقتاً وآمل الا يكون طويلاً لأننا لا نستطيع تحمل استمرار هذا الأمر بعض الوقت. ولن تحل القضية اليوم".
المجزرة

وروى عامل طبي في حمص يعمل في ضاحية الخالدية التي تسيطر عليها المعارضة، ان كثيراً من ضحايا المجزرة قتلوا بسكاكين، وقال: "شاهدت أنثيين تعرضتا للاغتصاب إحداهما عمرها نحو 12 أو 13 عاما. كانت مغطاة بالدماء ومن دون ملابسها الداخلية. وكانت إحداهما مخنوقة وهناك كدمات في رقبتها. بعض الجثث التي شاهدتها وخصوصاً للاطفال كانت مذبوحة".

مجلس الأمن

وتصدرت الأزمة السورية أمس جلسة رفيعة المستوى عقدها مجلس الأمن عن "الربيع العربي". بيد أنه بدا واضحاً أن الدول الخمس الدائمة العضوية فيه لم تصل بعد الى اتفاق على طريقة التعامل مع الأوضاع المتدهورة في سوريا.
ومثّل دعم العملية الديبلوماسية لأنان نقطة الإجماع الوحيدة بين وزيري الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون والروسي سيرغي لافروف، اللذين اجتمعا على هامش الجلسة العامة التي عقدها مجلس الأمن عن "الوضع في الشرق الأوسط، تحديات وفرص" والتي تحولت منبراً للحديث عن الأوضاع المتدهورة في سوريا وعجز المجتمع الدولي عن اتخاذ أي خطوات ملموسة حتى الآن لوضع حد لسفك الدماء الجاري هناك منذ سنة.
ولاحظ ديبلوماسيون راقبوا خطب كلينتون ولافروف، فضلاً عن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون ووزراء الخارجية البريطاني وليم هيغ والفرنسي آلان جوبيه أن "هناك اقتراباً في المواقف، وخصوصاً من حيث دعم مهمة أنان، ولكن لم يتضح ما إذا كانت كلينتون وافقت على النقاط الخمس للاتفاق بين لافروف ووزراء الخارجية العرب" خلال عطلة نهاية الأسبوع في القاهرة، علماً أن جوبيه اعتبر هذه النقاط "غامضة".
ولوحظ أن لافروف قال: "مما لا شك فيه أن السلطات السورية تتحمل قسطاً هائلاً من المسؤولية عن الوضع الراهن".
ورفضت كلينتون "أي مساواة بين عمليات القتل المتعمدة التي تنفذها الآلة العسكرية الحكومية وأفعال المدنيين المحاصرين الذين يدافعون عن أنفسهم".

السابق
السفير: الخلاف يتواصل في مجلس الأمن: كلٌ يريد وقف العنف على طريقته
التالي
مذيع ينام خلال قراءة نشرة الأخبار