اللواء: خطباء مهرجان 14 آذار في البيال لشباب الإستقلال الثاني تكريساً لدورهم

بعد الشرعة الإطار التي أطلقتها «الكتائب اللبنانية» قبل حوالي الشهرين، وبعد الوثيقة التي أطلقها «تيار المستقبل» الأسبوع المنصرم من بيت الوسط، قوى الرابع عشر من آذار، على موعد غدا مع محطّة بارزة، تتمثّل في إطلاق وثيقتها السياسية من «البيال»، باحتفال يحمل عنوان «14 آذار 2012.. الدولة»، بمشاركة ما يقارب الـ 3500 شخصية، تمّ توجيه الدعوات لها، جميعها تدور في محور الرابع عشر من آذار، مع الإشارة هنا، إلى غياب المشاركة المباشرة للمجلس الوطني السوري، الذي كان حاضرا بقوّة في ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري في الرابع عشر من شباط، عبر الرسالة التي وجهها إلى اللبنانيين عموما والرابع عشر من آذار خصوصا.

وسيكون لشباب «14 آذار»، وهيئات المجتمع المدني، حصّة الأسد في هذا الإحتفال، حيث من المرتقب أن تنحصر الكلمات التي سوف تلقى، على العناصر الشبابية، لإبداء رأيها وتطلعاتها نحو ما يجب أن تكون عليه قوى المعارضة مستقبلا، وبالطبع لن يغيب الربيع العربي عن تلك الكلمات، نظرا للدور الريادي الذي لعبه شباب الاستقلال الثاني، في إسقاط نظام الوصاية وإخراجه من لبنان في نيسان من العام 2005، وفي التمهيد للثورات الحاصلة اليوم، على يد الشباب العربي، في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن، وأخيرا وليس آخرا سوريا، التي يسطّر شبابها أروع الملاحم البطولية، في وجه آلة القمع التي يمارسها عليه نظام الرئيس السوري بشّار الأسد.

وفي مضمون الوثيقة، التي على الأرجح سوف يذيعها، رئيس كتلة المستقبل، الرئيس فؤاد السنيورة، فسوف تؤكّد على مجموعة ثوابت، سواء على المستوى الداخلي، أو على المستوى الخارجي، فعلى الصعيد الداخلي، ستنادي الوثيقة بمشروع الدولة، وبالنظام الديمقراطي اللبناني التعددي، وعلى العيش المشترك فيما بين اللبنانيين المسلمين والمسيحيين، كما وسوف تدعو الوثيقة إلى تحصين السلم الأهلي، عبر رفض الإستقواء بالسلاح وبالخارج، من أجل فرض الهيمنة على اللبنانيين.
الوثيقة، وفي جزء يسير منها، ستتناول موضوع سلاح «حزب الله»، ومن خلاله ستجدد قوى الرابع عشر من آذار، التأكيد على الطروحات التي أعلنها قادة المعارضة في ذكرى الرابع عشر من شباط في «البيال»، والتي أعلنها الرئيس سعد الحريري في خلال إعلان وثيقة تيار المستقبل.

وفي هذا السياق يشير عضو كتلة المستقبل النائب محمّد الحجّار لـ «اللواء» إلى أنّ «مشروع الرابع عشر من آذار مستمر، خصوصا وأنّ مشروع الدولة الذي نعمل من أجل ترسيخه، لا يزال يترنّح من جرّاء استقواء «حزب الله» بالسلاح، من أجل فرض هيمنته ومشروعه الخارجي المصدر على اللبنانيين، وإبقاء بالتالي سلاحه خارج مظلّة الدولة، التي تحمينا جميعا»، مضيفا إنّ «سياسة اليد الممدودة التي انتهجناها تجاه «حزب الله»، ولا سيّما من خلال المبادرة التي أطلقها الرئيس سعد الحريري، سوف نظل ننتهجها، على الرغم من أنّ «حزب الله» لم يقدّم أي خطوة إيجابية لغاية اليوم لملاقاتنا في منتصف الطريق».

ولن يغيب عن مضمون الوثيقة، ملف «الربيع العربي»، وفي هذا الصدد سوف تجدد قوى الرابع عشر من آذار، دعمها المطلق إلى الثورات العربية، ولا سيّما للثورة السورية، وستؤكّد على حق الشعوب العربية، في تقرير مصيرها، بعيدا عن ممارسات الأنظمة الدكتاتورية والقمعية، وستطالب بشكل غير مباشر من الرئيس السوري بشّار الأسد، الإصغاء إلى شعبه والتنازل عن السلطة، من أجل حقن الدماء، والتمهيد إلى انتقال سوريا، نحو نظام ديمقراطي عادل.
وعلى الرغم من أهمية الوثيقة، التي سوف تطلقها قوى الرابع عشر من آذار غدا في «البيال»، لا تزال هناك قطبة مخفية، بشأن عدم دعوة المعارضة مناصريها، للنزول إلى ساحة الشهداء، في زمن يملأ الشباب العربي، كافة ساحات الدول العربية، وهو ما جعل قوى الثامن من آذار تستغل هذا العامل، لتلعب على وتر تراجع شعبية القوى الاستقلالية، الأمر الذي يرفضه النائب الحجّار جملة وتفصيلا، لافتا إلى أنّ «هذه المعزوفة سئم منها اللبنانيون، لدرجة أنّ مثل هذه الأكاذيب باتت لا تنطلي على جمهور الثامن من آذار، الذي بات يعي جيدا حجم النكسات التي أصيب ويصاب فيها فريق السياسي».

الحجار يشدد على أنّ «مشروع الرابع عشر من آذار، مستمد من جمهوره، الذي في كل مرّة يتمكّن من إحباط المشاريع الانقلابية لفريق «القمصان السود»، الذي سيطر على الحكومة، في صباح يوم أسود»، خاتما بالقول: «إنّ من قام بالانقلاب، يبدو اليوم عاجزا عن مجاراة التطورات والمتغيرات الحاصلة في المنطقة العربية، ومن هنا نرى كيف لا تكاد حكومة الانقلاب تخرج من كبوة لتدخل في أخرى، ما يجعل الفشل حليفها في كل الخطوات التي تحاول القيام بها».
بعد جهته، اوضح عضو كتلة «الكتائب اللبنانية» النائب ايلي ماروني ان «خطباء ذكرى 14 آذار سيكونون من المجتمع المدني»، معلناً ان «لا كلمات لقيادات قوى 14 آذار كما حصل في ذكرى 14 شباط».

وقال «كل حزب في «14 آذار» اطلق وثيقته الخاصة حول ما يحصل في المنطقة، لكنهم اجمعوا على اهمية الثورات العربية، اضافة الى الثوابت والمسلمات، ومن المؤكد ان الخطباء في ذكرى 14 آذار سيركزون على اهمية ثورة الارز ودورها في اطلاق الثورات العربية، وتفعيل دور الشعوب في اسقاط الانظمة الديكتاتورية». واشار الى ان «المعارضة السورية اذا لم تكن ممثلة شخصياً في الاحتفال، ستكون حتماً حاضرة في المواقف والكلمات التي ستلقى، لان الثورة السورية هي الحدث».
وختم ماروني «اليوم 14 آذار في «عزّ ربيعها»، وهي ترى شقيقاتها الثورات العربية تزدهر وتنمو، لكن احياناً كثيرة كلمة صغيرة تعبّر عمّا نريد اكثر من النزول الى الشارع»، مؤكداً ان «جمهور قوى الرابع عشر من آذار جاهز للنزول الى الشارع في اي وقت، لكن اللبنانيين اليوم في غنى عن تخبّط جديد، نحن نتطلّع الى الوقت والظرف المناسبين، وستشاهدون بأمّ العين ان 14 آذار مازالت هي هي كما في العام 2005».

السابق
الحياة: سليمان يجدد تمسك لبنان بحل سلمي لأزمات المحيط
التالي
السفير: الخلاف يتواصل في مجلس الأمن: كلٌ يريد وقف العنف على طريقته