الشرق الأوسط: الجيش اللبناني يتحدث عن محاولة لاختراقه مذهبيا وطائفيا قال إن التحديات تنذر بعواقب وخيمة

حذر الجيش اللبناني من أي محاولة لـ"اختراقه أو النيل من تماسك جنوده وولائهم"، مؤكدا أنه "سيضرب بيد من حديد أي محاولة وسيتابع بحزم وقوة ملاحقة العابثين بالأمن وبصيغة العيش المشترك بين اللبنانيين"، مشيرا إلى صعوبة الفترة الراهنة نتيجة "الحراك في سوريا والملف النووي الإيراني". وتحدثت قيادة الجيش عن "محاولة الإيقاع بالعسكريين والنيل من مناعتهم الوطنية عن طريق إثارة الغرائز الدينية والمذهبية لدى بعضهم لحملهم على سلوك خيارات فئوية لا تخدم مصلحة الجيش واللبنانيين جميعا".

ووجهت قيادة الجيش – مديرية التوجيه نشرة توجيهية إلى العسكريين بعنوان "الحفاظ على مسيرة السلم الأهلي وتحصين الوطن من الأخطار"، أشارت فيها إلى أن "التطورات الإقليمية والدولية تستمر في التفاعل على خلفية عدة ملفات بدءا من الملف النووي الإيراني والتهديد بمعالجته عسكريا، وصولا إلى الحراك الذي يشهده الشارع العربي، وتحديدا الجار الأقرب إلى لبنان، أي سوريا، وانتهاء بالاستحقاقات السياسية والانتخابية التي يتوقع أن يشهدها العالم هذا العام"، لافتة إلى أن "لبنان لم يكن يوما في منأى عن التطورات التي كانت تحصل في المنطقة، فهو بحكم تنوعه السياسي والثقافي كان ولا يزال يشكل واحة تعبير ديمقراطي قل نظيرها، وإذا كانت التطورات قد أظهرت بوضوح مدى اتساع الخيارات لدى اللبنانيين ونظرتهم إلى ما يجري حولهم، فإن السياسة التي اتبعتها الحكومة اللبنانية حيال التطورات الأخيرة، إنما تنبع من إدراكها لحجم التحديات الطائفية والمذهبية التي باتت تحرك الشارع العربي، ومن ضمنه لبنان، مما ينذر بعواقب وخيمة لو استفحل هذا الأمر وتطور إلى صراع مذهبي".
وتابعت قيادة الجيش: "في أكثر من منطقة كانت تواجهكم تحديات وضغوطات لثنيكم عن متابعة أداء رسالتكم، مرة من خلال الحملات السياسية التي حاولت التقليل من حجم إصراركم على حماية ساحتكم الداخلية من ارتدادات الخارج، ومرة من خلال محاولة الإيقاع بالعسكريين والنيل من مناعتهم الوطنية عن طريق إثارة الغرائز الدينية والمذهبية لدى بعضهم لحملهم على سلوك خيارات فئوية لا تخدم مصلحة الجيش واللبنانيين جميعا، وهذه المحاولات البائسة مهما بلغت نتائجها فهي ساقطة حتما إلى غير رجعة، كما ضحاياها، ويبقى الجيش الذي لن يتهاون في حماية بنيانه حفاظا على أرواح الشهداء وآمال المواطنين".
وفي معرض حديثها عن التحديات التي تواجه الجيش، أشارت القيادة إلى "افتعال حوادث أمنية هنا وهناك لاستنزاف قدرة العسكريين على تحمل الصعاب وعلى فرض الأمن وحماية المواطنين"، مضيفة: "آخر التحديات تمثل في المظاهرات التي شهدتها العاصمة الأحد الماضي، والتي أثبتم (العسكريون) فيها كما كنتم دائما أنكم قادرون على حماية انتقال المتظاهرين وأماكن تجمعهم والحؤول دون وقوع أي احتكاك في ما بينهم".

السابق
اللواء: التفاهم على معالجة أزمة الإنفاق الإضافي يمهّد لتعيين رئيس مجلس القضاء ميقاتي يُعِدّ لقطع الحساب والمستقبل يرحب بانتظار الصيغة النهائية
التالي
الحياة: سليمان: نراعي القانون الدولي لحماية النازحين والقضاء أفرج عن جنود سوريين لعدم حيازتهم أسلحة