نظام يكذب ويصدّق الكذبة

كلما قرأت أو سمعت في وسائط الإعلام أنّ النظام السوري يتعرّض لمؤامرة من الغرب يتملكني الضحك والبكاء والغضب في آنٍ معاً.

فكيف يمكن لهذا النظام أن يفكر بهذه الطريقة؟.. وهل يمكن أن يصدّق، للحظة واحدة، ما يقول؟

في إحدى الأقنية التلفزيونية عُرضت صور لأحد المستشفيات، ومن بينها صور لجرحى مصابين وهم ممدّدون على الأسرّة وعُلقت بهم الأمصال، وقد ثبتت أرجلهم بقيود من حديد الى الأسرّة… فهل هؤلاء الجرحى متآمرون على النظام؟!.

إحدى الممرّضات اعترفت بأنها أُجبرت على قتل أحد المصابين… فهل هذه مؤامرة على النظام؟

بلغ عدد الأطفال الذين قتلوا في شهر واحد 160 طفلاً، وعدد النساء القتيلات في الشهر ذاته 150 امرأة.. فهل هؤلاء الأطفال والنساء هم من يتآمرون على النظام؟!.

النظام يقصف يومياً الناس والمدن بالدبابات والمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ والطائرات… ويقول إنّه يقضي على المؤامرة وعلى العملاء…

فهل مدينة حماة عميلة؟ وهل مدينة حمص عميلة؟ وهل مدينة درعا عميلة؟ وهل سائر المدن السورية المنتفضة كلها عميلة ومتآمرة؟!.

عندما احتل النظام مدينة حماة قبل نحو شهرين ظننا أنّ حماة في فلسطين المحتلة وليست في سوريا… واحتلال بابا عمرو حصل بعد 26 يوماً من القصف والتدمير واستخدام جميع أنواع الاسلحة الفتّاكة وحصار حمص وقطع المياه والتيار الكهربائي عن الناس… فهل بابا عمرو بالذات وحمص عموماً متآمران على النظام؟

يستعمل النظام فرقاً خاصة محترفة ومدرّبة على احتلال المدن وقتال الشوارع… فهل هذه المدن في فلسطين أم في سوريا؟!.

كم مرّة احتل النظام حماة ودرعا وسواهما؟.. تقريباً مرّت سنة على الأحداث، وكل يوم يسقط نحو 40 قتيلاً كمعدل وسطي… فهل أوقف هذا العنف المطالبة بإسقاط النظام؟

وهل توقف اتهامه بأنه ضد الحريات وضد الانتخابات؟

ماذا يريد هذا النظام بعد؟؟ والى أين سيصل… وبعد سنة تزداد الأمور سوءاً… أما آن له أن يدرك الحقيقة التي لا بديل عنها وهي أنّ عليه أن يرحل!

السابق
الاسير: سنتصدى للتشيّع
التالي
أهالي حاصبيا شكوا عدم إنتظام التيار الكهربائي خلال ساعات التغذية