الأسير.. حرّ طليق

على عكس إسمه كان الشيخ الأسير في ساحد الشهداء حراً طليقاً.
على عكس ما شاع من تخويف للناس بحرب طائفية تارة وأهلية تارة آخرى وفتنة تودي بالصغير قبل الكبير .. مرّ الإعتصام المزدوج بسلام.
أحمد الأسير مواطن لبناني قبل أن يكون داعية إسلامي .. لن أقول سلفي، وكيف أقولها إن كان هو في إحدى مقابلاته التلفزيونية قال: " أنا لست سلفيا بالمفهموم الحالي للسلفية". من هنا نستطيع أن نقول أن ما ينطبق علينا من قوانين … هي نفسها تنطبق على الشيخ الأسير وأتباعه.

حيث ورد في الدستور اللبناني الفصل الثاني – في اللبنانيين وحقوقهم وواجباتهم أكثر من مادة تتحدث عن حرية الإعتقاد وصون الحريات الشخصية وغيرها من التفصيلات.
وهنا الأسئلة تطرح نفسها، لماذا من غير المسموح بنظر البعض من دعاة حفظ حقوق الآخرين بممارسة الحريات لفئة من الناس بالتعبير عن رأيها؟ ولم يكتوفوا عند هذا القدر من التعدي على حريات الآخرين .. بل يُصرون على تسميتهم بالسلفيين رغم أن الشيخ الأسير نفسه ومن معه لا يرون أنفسهم سلفيين، وهل القضية متعلقة بالمظهر؟ هل كل من أطلق لحيته ولبس العبائة أصبح سلفي؟ أليس هذا هو الإرهاب الفكري؟

ثم ماذا لو؟
ماذا لو أن الأسير لم يكن شيخاً، ولم يكن طليق اللحية ، ويلبس "سبور" وعلى الموضة، كيف ستكون ردة فعلكم عليه؟
ثم أننا لا نفهم هذا التناقد الحاصل في شخصيات البعض، تارة يقولون أن رجال الدين خط أحمر او عدم المساس بهم حتى لا تُستفز الطائفة المعنية، وهل هذا مسموح للبعض وللبعض الآخر أم أن سياسة الإنتقاء هي الحل؟ القوي لا يُمس والضعيف يُلعن أصله وفصله، وهل الإنتقاء لدعاة الحرية مقبول ؟
أسئلة كثيرة بحاجة للإجابة عليها.. خاصة وأن الأسير في خطابه الأخير لم يتعرض لأي طائفة في لبنان، بل كان معتدلاً في خطابه ومن الواضح أنه إنتقى كلماته بعناية حيث تطرق لعدة محاور أساسية وأغلق الباب على الكثير من منتقديه. ومع العلم أن العنوان الأساسي هو نصرة الثورة السورية، الا انه تطرق للقدس وتحريرها وطمأن المسيحيين ودعاهم لعدم الهجرة، وقد تناول مسألة إحراق القرآن الكريم وما يتعرض له المسلمون في العالم… ثم لم ينته الا بشكر الاجهزة الأمنية متقدما بالاعتذار منهم على المجهود الجبار الذي بذلوه في هذا الطقس الصعب.

هنا سؤال يُطرح بقوة من هو المنفتح على الآخر؟
مشكلة الشيخ الأسير أن لا غطاء سياسي له، كما إعتدنا في لبنان، حيث يجب أن يتوفر الغطاء السياسي حتى يصبح الأمر المطلوب شرعياً وإلا سيكون مهاجماً من كل الأطراف.
حتى اليوم تأنى منطقة صيدا عن المواجهة بكافة أطرافها فلا نسمع لهم رأي فيما يخص الأسير ومؤيدوه، لكن هل يطول هذا السكوت؟

السابق
جنبلاط يرفض دفع فدية مقابل نحّاس
التالي
الإحتلال عاين مكان إقامة الجدار عند بوابة فاطمة