ضاهر: اعتماد النسبية يغيّر الأمور

لم يكن سهلاً على الشعب المجري تقبّل فكرة وجود نائب عربي في برلمانه، ليصبح سابقة تاريخية حتى في كل دول أوروبا الشرقية. الطبيب الجرّاح بيار شكيب ضاهر من بلدة القليعة، يدير أحد المستشفيات المجرية، وقد اختاره حزب الشباب، الذي ينتمي اليه (منذ عام 1989)، أول نائب عربي لتمثيله في البرلمان، بعد فوزه في الانتخابات عام 2010.
على خلفية زيارة رسمية للبنان، منتدبا من رئيس الحكومة المجرية، وبصفته سفيراً فوق العادة ورئيسا للجنة الصداقة مع المغرب والمشرق العربي وعضو لجنة العلاقات الخارجية، التقينا ضاهرفي زيارته الخاطفة لمسقطه القليعة، بعد أكثر من 31 عاماً من الغياب، تخلّلتها زيارتان عائليتان في وقت سابق.

هدف الزيارة كما شرح لنا "إطلاق علاقات تجارية بين لبنان والمجر لتشجيع الاستثمار المتبادل بين البلدين لما في ذلك من مصلحة مشتركة، وخصوصا أن المجر بعد تولّي حزب الشباب اليميني المعتدل الحكم، تقوم بانتفاضة اقتصادية لافتة أوروبياً لتحريرها من الديون والأعباء المالية التي تسبّب بها سلفه الحزب الاشتراكي، ومن التأثير الأوروبي الغربي، إفساحا في المجال أمام الإفادة من الإنتاج المحلّي".
انطلاقاً من هذه المعطيات، كانت الوجهة عربياً، وتحديداً لبنان، فجاء ضاهر على رأس وفد رسمي للقاء مسؤولين اقتصاديين لبنانيين للبحث في إمكان إطلاق مشاريع استثمارية بين البلدين. وبعد هذه الجولة سترفع اللجنة تقريرها الى الحكومة لوضع دراسة قد تسمح مستقبلا لرجال أعمال لبنانيين بالاستثمار في المجر في مجالات عدة مثل الفنادق والزراعة وغيرها… وأوضح أن المجر "تريد انفتاحاً عربياً لاقتصادها، وتدعم بقوّة هذا الأمر، مشيراً الى "أن مجرياً (من أصل لبناني) يصدّر نحو 60 في المئة من إنتاج الجبنة المجرية".

وكيف يقوّم تجربته السياسية، وهل تشبه السياسة في بلده الأم؟ أجاب: "لبنان يتميّز عن بقية الدول العربية لجهة الديموقراطية التي يتمتّع بها، لكنّ ما يجعله مختلفا عن الدول الأوروبية أن الطائفية هي التي تحكمه وتتحكّم فيه. واعتقد أنه اذا اعتُمد نظام النسبية في الانتخابات والحكم، تتغيّر الأمور".
وإذ شدّد على هويّته المجرية، أكد أن لبنانيته متأصّله فيه وفي عائلته، واضعا كل امكاناته في خدمة وطنه الأم.  

السابق
شبّيح وحرّ ولا ثالث لهما
التالي
حمص الأسيرة في بيروت