-أحمد الاسعد:المنطقة لن تبدأ فصلا جديدا إلا إذا تغير النظام في إيران

رأى المستشار العام لحزب "الانتماء اللبناني" احمد الاسعد في مؤتمر صحافي عقده "انه كثر في لبنان، سواء على المستوى الشعبي، أو في صفوف الطبقة السياسية، يعتقدون أن مجرد سقوط النظام السوري – وهو سيسقط حتما – سيؤدي تلقائيا الى تغيير جذري في الوضع في لبنان، وفي توازن القوى، ويبدي هؤلاء تفاؤلا مفرطا بتحسن الوضع"، معربا عن اعتقاده، "انه في هذا تفكير ينطوي على قدر كبير من السذاجة، وجميعنا نتذكر كيف أن كثرا اعتقدوا في العام 2005 أن خروج الجيش السوري من لبنان سيكون كافيا لكي تتغير الأمور، ويحصل تبدل كبير في المشهد السياسي، ولكن نعلم جميعا الى أين وصلنا".

وتابع:"إن هذا التفاؤل بالتغيير الجذري عند سقوط النظام السوري لا يأخذ في الاعتبار عنصرا أساسيا، وهو أن المشكلة الرئيسية في المنطقة هي ايران. فسوريا هي الأضعف بين الحليفين، وعندما يسقط النظام السوري، سنرى أن أزلام سوريا في لبنان سيصبحون أزلام ايران، وما يزيد الأمر سوءا هو طموحات ايران النووية".

ورأى "أن قيام إيران الأسبوع الفائت بمنع مفتشي وكالة الطاقة الذرية من دخول بعض قواعدها، هو أمر خطير جدا. فمن ناحية، هذا المنع يثبت أن إيران تخفي شيئا ما في برنامجها النووي، وإلا لما كانت عندها أية مشكلة في فتح مراكزها النووية كلها أمام المفتشين في سبيل تأكدهم من أنها للاستعمالات السلمية، وتحديدا لانتاج الطاقة الكهربائية".

ومن ناحية أخرى، فإن منع ايران المفتشين من دخول مراكزها النووية يعزز احتمال قيام اسرائيل بتوجيه ضربة جوية ضد مراكزها النووية. إن اي ضربة جوية اسرائيلية للمراكز النووية الايرانية تعني كارثة على المنطقة بأكملها. والأهم من ذلك، أنها ستكون هدية لأحزاب "المتأسلمين" كلهم في منطقتنا وبالتالي مشكلة كبيرة أمام تقدم الحريات والديموقراطية".

اضاف:"ان أي هجوم مماثل سيكون في الواقع هدية ل"حزب الله" والأحزاب التي تشبهه ولايران التي تحرك هذه الأحزاب وتدعمها، لأن هذا الهجوم يساهم في تقوية قضية هذه الأحزاب وحجتها والذرائع التي تبرر بها نهجها. كما إن هجوما مماثلا سيثبت مجددا أن إسرائيل لا تريد السلام في الشرق الأوسط، بل بالعكس تماما، تحرص على تغذية التطرف وتقويته في سبيل تبرير وجودها وسياستها، كما يبدو كذلك أن أي ضربة جوية من هذا النوع، ستصب في مصلحة النظام الإيراني، الذي سيستفيد من الفرصة لقمع المعارضة المحلية واستعمال "البروباغندا" الخاصة به في المنطقة".

ولفت الى "إن المطلوب اليوم هو أن يبعد الشيعة في المنطقة، الآن أكثر من أي وقت مضى، أنفسهم عن النظام الإيراني. فهذا النظام يأخذ المنطقة بأكملها إلى نفق مظلم جدا، ولاسيما الشيعة فيها وخصوصا الشيعة في لبنان، فنحن جميعا نعلم بأن "حزب الله" سيرد فورا على ضربة جوية إسرائيلية ضد إيران، مع ما يعني ذلك بالنسبة للبنان".

وقال:"هنا يأتي دور الولايات المتحدة الأميركية، فإذا لم تعمل الديبلوماسية على إقناع إسرائيل بعدم مهاجمة إيران، فإن على الولايات المتحدة ودول العالم عندها تهديد إسرائيل بإجراءات ملموسة وبعقوبات في حال قررت القيام بهجوم مماثل. إن هذا الأمر هو ضرورة على الولايات المتحدة ودول الغرب بشكل عام كي تظهر صدقيتهم".

وفي الختام رأى "ان المطلوب اليوم، هو أن يتحرك الشعب الإيراني. فنحن جميعا نعلم أن المنطقة لن تبدأ فصلا جديدا إلا إذا تغير النظام في إيران. إن "الربيع العربي" لن يكتمل اذا لم يصبح كذلك "ربيعا فارسيا". الإيرانيون يريدون ذلك، فهم على غرار كل الشعوب في القرن الـ21، متعطشون للحرية والديموقراطية لكنهم خائفون لأنهم يخضعون لنظام أكثر قمعية حتى من النظام السوري. ولكننا ندعوهم الى التصرف والمبادرة الآن وقبل فوات الأوان، وقبل أن يجر نظامهم المنطقة بأكملها إلى الفوضى ويجعل بذلك انتفاضتهم ضده أكثر صعوبة بكثير".   

السابق
قاسم استقبل وفداً من «الجمعية الصينية للتفاهم الدولي»
التالي
ابي نصر: اندلاع الفتنة في لبنان سيؤدي إلى تداعي الوطن بكامله