حكمة الرئيس

يتساءل كثيرون عن الفائدة التي تعود للبنان من وراء تلك الزيارات التي يقوم بها الرئيس ميشال سليمان الى دول غير مؤثرة.
السؤال بحد ذاته ينطوي على نيات خبيثة تستبطن القول إن تلك الزيارات غير مفيدة أو ربما هي "تقطيع وقت" وتُدرَج تحت هذا العنوان سلسلة من الاتهامات الموجهة للرئيس مثل أنه "لا يحل ولا يربط" أو أنه فاقد للصلاحيات وأخطرها أنه لا يمثل "المسيحيين"!

في هذا السياق، يذهب بعض أصحاب النيات السيئة الى التساؤل: من أين يأتي الرئيس بكل هذه الحكم والعبارات التي يضمنها كلماته إن في افتتاح جلسات مجلس الوزراء أو في ما تنقل عنه الدائرة الإعلامية في القصر.
هنا يتخذ الكلام منحنيات مؤذية كأن يقال إن الدائرة الإعلامية ليست شاطرة إلاّ في تدبيج تلك المقولات الحمورابية أو أنها مقصّرة في تدعيم علاقات الرئيس برجال الإعلام.
والحق يقال إن تلك الاتهامات باطلة وتنطلق من حسابات غير واقعية وهدفها تشويه صورة الرئيس ومستشاريه الإعلاميين.

صحيح أن هؤلاء لم يخترعوا البارود ولكنهم أوفياء ويتصرفون وفق ما يرغب فيه الرئيس الذي اختار الوسطية السياسية مؤمناً بدور الحَكَم بين الفرقاء.
ليس الرئيس سليمان من ذلك النوع المحب للظهور ولا يرغب مستشاروه في توريطه في ما لا يريد وما لا يفيد.
ثم إن خصوم الرئيس ينتظرونه عند الكوع ويعرف أصدقاؤه كما مستشاروه أنه لا يهوى الصدام والتصادم.
أما بالنسبة لتلك الزيارات فهي تفيد المغتربين وتبقي على علاقات لبنان ومصالحه في المحافل الدولية.
لو ترك الأمر لمستشاري الرئيس الإعلاميين لأفاضوا في الدفاع عنه.. ولكنه، هو، لا يرغب في ذلك!
  

السابق
الأوّل من آذار مدخل لربيع دافئ
التالي
لبنان في القمة