رضوان السيد: لتحييد الدولة عن الدين وتحقيق نهوض فكري في الإسلام

شدد الدكتور السيد على أن المطلوب حماية الدين من الدولة وليس حماية الدولة من الدين، لأن الدين عندما يدخل في النظام السياسي تطحنه الدولة بسبب صراع المصالح، لافتا إلى النموذج الاميركي في حياديته تجاه الدين، معتبرا ان ليس هناك نهوض كبير في الفكر الإسلامي الحديث باستثناء ما صدر عن الأزهر من وثائق وهذا ما يمثل مشكلة حقيقية، مشيرا إلى أن الحركات الإسلامية وخاصة في مصر تتطور بالممارسة لكنها لا تتطور من الناحية الفكرية والنظرية.

وأضاف أن مصر تمثل الساحة الرئيسية للمخاض الفكري الهائل في الإسلام لإقامة مجتمعٍ سياسي مستقر. وأكد أن هناك تحديات كبيرة أمام العرب والمسلمين ليس لأن الإسلام سيء أو جيد بل لأن هذه المجتمعات مرت بأكثر من ستين عاما في ظروف سيئة تركت آثارها السلبية".

وعن التخوف من تداعيات الثورات على المسيحيين، اعتبر انه إذا كان المسيحيون يظنون أنهم في "فوهة المدفع" فإن معظم المسلمين خائفون من الفوضى، مشيرا الى انه في حال حصلت انتكاسات في مسار الثورات فإن المسيحيين سيكونون آمنين أكثر من المسلمين.

وقال إن التغيرات العربية كانت مفاجئة لجهة القيام بها من قبل فئات شابة متعلمة ومن الطبقة الوسطى وبطريقة سلمية ورفعها شعارات متجذرة في الداخل والخارج، كالحرية والكرامة والديموقراطية، بعدما عاشت المنطقة العربية في ظل ثنائية الأنظمة السلطوية العسكرية والمتطرفين الإسلاميين.

وعدد سلسلة مسائل رئيسية تميز التغيرات العربية، فرأى ان علاقة الشباب والثقافة السلمية والقيمية هي ما تميز التغيرات العربية، لأن الفئات التي قادت التغيير حملت الثقافة والشعارات نفسها بأسلوب سلمي، وهذا ما لم تعرفه الدول العربية طيلة العقود الماضية.

وأضاف أنه في وقت كان يتوقع الباحثون عدم سقوط الأنظمة وحصول صدامات عنيفة مع الحركات الإسلامية، حصل التغيير من قبل الفئات المتعلمة وأبناء الطبقة الوسطى ذوي الثقافة الكوسموبوليتية. وأشار إلى أنَّ الضغوط العالمية والاميركية على الانظمة وخاصة بعد 11 أيلول، منحت هذه الانظمة فرصة للاستمرار لعشرة أعوام إضافية، على اعتبار أن هذه الأنظمة في نظر الغرب هي السد المنيع امام التطرف، لكن الأميركيين وبعد التفكير بالإنسحاب من العراق وتقرير بايكر هامليتون وتفاقم مشكلاتهم بدأوا ينهجون أسلوب الإستيعاب واستعمال القوة الناعمة، فتراجع الضغط على الحركات الجهادية الإسلامية.

ورأى السيد أنَّ هناك إشكالية تتمثل في العلاقة بين الشباب الذين قادوا الثورات والحركات الإسلامية، وقال إن الشباب هم الذين أطلقوا الثورات وعاد الإسلاميون ليشاركوا فيها لاحقا، واشار الى أن هناك اتفاقا بين الجانبين على 3 نقاط هي التحرك السلمي وإسقاط الأنظمة وإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية والإنتخابات الديموقراطية، لكن الخلاف بين الجانبين يكمن حول مفاهيم الدولة المدنية ومعنى المواطنة وحرية التعبير، والممارسات لجهة التعاطي مع المطالب الشعبية والعودة إلى الإنتظام السياسي والاجتماعي.

وشدد على أهمية أن يشارك المثقفون في صياغة مستقبل مجتمعاتهم ويتجاوزوا أوهام القيادة والنخبوية وينصرفوا إلى تنمية ثقافة الفرد والمواطنة.

وعن علاقة المؤسسات الدينية بالثورات، طالب المؤسسات الإسلامية بتحقيق النهوض الفكري لتمييز الدين عن السياسة، ودعا المؤسسات المسيحية إلى الخروج من منطق الحماية والذمية والرهان على الأنظمة لأنها ساقطة حتى لو بقيت لاعوام قليلة.

واعتبر ان المؤسسات الدينية بدت بعد الثورات منهكة وضعيفة وغير مؤهلة للتعامل مع الواقع الجديد، في حين تميز شيخ الأزهر بحركته التي اعتبرها السيد أنها أنقذت الإسلام السني.   

السابق
كيوان: العالم العربي يعيش مرحلة انتقالية ستكون مطبوعة بالخضات
التالي
مراسلة الـ”mtv” من تشيكيا: الرئيس سليمان شدد على ضرورة تطبيق القرار 1701 واستكمال الجهد الدولي لمكافحة الارهاب