تطاول تونسي غير لائق على فنانينا.. من دون حجة او بسبب التعريّ ؟!

هناك إشكالية وقع فيها وزير الثقافة التونسي المهدي مبروك، عندما كان يرسم خريطة طريق لمهرجان قرطاج، فإذا كان من حقه أن يضع شروطاً وضوابط لمهرجان يمثل صورة تونس في الخارج، فليس من حقه أن يسيء إلى فنانين محترمين مثل ملحم بركات، الذي أشار إلى أنه سيناقش أمر مشاركته، ولم يقل لماذا هذا الحذر منه، وهو فنان كبير، حاضر، ومن أهم الطاقات التلحينية العربية، ومتخرج من أرقى مدرسة فنية، مدرسة الأخوين رحباني.

بالمقابل يجب أن يكون هناك صوت يرتفع يقول لأكثر من جهة كلما أرادت التعامل مع الفنانات اللبنانيات، تتناول بالحرف مسألة عريهن، فإذا كان ما ترتديه إليسا، ونانسي عجرم تحديداً، يثير إلتباساً لماذا لا يتم الطلب إليهما مراعاة أحوال المجتمع التونسي، وعدم الإفراط في الموضة بما يعتبر إستفزازاً في وقت تعودنا نحن في لبنان حيث الحرية متاحة بكل صورها على ما تلبسه نجماتنا فمن أراد النظر فليفعل، ومن تستفزه هذه الملابس يستطيع بكل بساطة عدم متابعة ما يقدم لهن على الشاشات، وعدم حجز أماكن في حفلاتهن، أما «المنع» و«على جثتي» فليس منطقياً لأنه لا توجد شبهة أخلاقية لا سمح الله على إليسا، ولا على نانسي الزوجة والأم لفتاتين وكلتاهما على قدر من الجماهيرية في أنحاء العالم العربي قاطبة، فلماذا إعتماد هذا الأسلوب، وبالتالي لماذا الجهر بمثل هذه المواقف العلنية المستنفزة أكثر مما يسميه الوزير «عرياً».

ولم يكن واضحاً لماذا يشمل هذا الموقف صاحبة الصوت القادر والجميل شيرين عبد الوهاب، وحتى تامر حسني الذي لنا ملاحظات عديدة على حضوره – لكن كان واضحاً أن الوزير يريد التسويق لفنانين من تونس عندما يضع الفنانين لطيفة ولطفي (بوشناق) على رأسه، أما اليسا ونانسي فعلى جثته.
والسؤال هنا، هل سيستطيع قرطاج من دون نجوم جماهيريين الفوز بزحام وإقبال مجنون على حضور الحفلات، حيث أفادت العديد من الاستطلاعات والتحقيقات الميدانية أن أكثر من 77 بالمئة من الحفلات التي تقام في العالم العربي والمغتربات يحييها فنانون لبنانيون، وبالتالي فليس من حق أحد التطاول على فنانينا، وكان جيداً مسارعة الفنانة سميرة بارودي بالطلب إلى الوزير التونسي مراجعة مواقفه العلنية هذه مع الاشارة إلى أن كل فناني تونس مرحب بهم في لبنان سواء غنوا (صابر الرباعي، لطيفة) أو قدموا مسرحيات والعديد منهم حاضرون على مدار العام على خشباتنا من الفاضل الجعايبي، وتوفيق جيالي.
لا، ليس الوقت وقت مثل هذه التصريحات النارية والتي ستجر ردود فعل في مثل حرارتها، وأول من ردت هي إليسا، معتبرة أن وجودي في قرطاج شرف لهم.
هذه أجواء يجب أن تتوقف.

وليس مباحاً أبداً إتهام فنانينا من دون سند ووثائق، الكلام على عواهنه، ولا ندري أي صورة سيكون عليها واقع الفن في دنيا العرب ونحن نسمع عمر الشريف يقول بأنه يتوقع جلد الفنانات قريباً في مصر، فيما يتم اتهام الكثيرات بـ «العهر الفني» فاذا كانت هناك أوكار فنية في أجواء معينة فان هذا لا يعني أبداً تعميم الصورة وجعل كل فنان إسمه مرادف للصورة السلبية التي لا تليق.

لا ليس مقبولاً ما يتردد عن فنانينا في أي مكان من دنيا العرب، وإذا كان من وجود لأي ممارسات خاطئة فلتعلن وإلا فنحن نعتبر ذلك تهجماً لا مبرر له، ومحاولة لاقصاء فنانين والاشتعال على تعويم آخرين أو رغبة في حجب الفنانين، وتقليص وجودهم في حياتنا تباعاً، وكل هذا مرفوض ولا داعي لخوض مواجهات فارغة.  

السابق
العميد المنشق الشيخ لـ”الحياة”: لا رصيد لـ “الاخوان” في سورية
التالي
شابلن ودراكولا