النهار: حرب مدن في ضواحي شرق دمشق و80 قتيلاً وتصاعد الانشقاقات عن الجيش

خاضت القوات السورية ومقاتلو المعارضة "حرب مدن" في الضواحي المحيطة بدمشق هي الاعنف منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بتنحي الرئيس بشار الاسد قبل عشرة اشهر. وتحدث ناشطون عن مقتل 80 شخصاً بينهم 40 مدنياً و26 عسكرياً من الجيش النظامي وقت تكثفت حركة الانشقاق في صفوفه مع اقتراب القتال من العاصمة. وفيما بدا ان النظام السوري عازم على الحسم عسكرياً، من المفترض ان تقدم دول اوروبية وعربية مشروع قرار الى مجلس الامن اليوم او غداً يتضمن تبنياً للمبادرة العربية التي دعت الاسد الى تفويض صلاحياته الى نائبه الاول وتأليف حكومة وحدة وطنية واجراء انتخابات رئاسية ونيابية مبكرة.

ودخلت القوات السورية تدعمها دبابات وناقلات جند مدرعة منطقة الغوطة على المشارف الشرقية لدمشق للمشاركة في الهجوم على ضواحي سقبا وحمورية وكفر بطنا في محاولة لطرد المسلحين الذين سيطروا عليها في الايام الاخيرة. ووصف "الجيش السوري الحر" هجوم القوات السورية بأنه "لا سابق له". (راجع العرب والعالم)
وقد اقترب القتال في الاسبوعين الأخيرين من دمشق عندما بات الجنود المنشقون عن الجيش اكثر ظهوراً واستولوا على عدد من الضواحي شرق العاصمة واقاموا الحواجز ودققوا في هويات المارة وعمدوا الى حماية المتظاهرين المعارضين. وأثار وجود المنشقين بهذا القرب من العاصمة تساؤلات عما اذا النظام قد بدأ يفقد السيطرة، أم انه ينصب فخاً للمسلحين قبل مهاجمتهم.

 لافروف
وفي نيويورك لا يزال مرجحاً ان يصطدم مشروع القرار الغربي – الاوروبي بمعارضة روسيا التي استغرب وزير خارجيتها سيرغي لافروف القرار الذي اتخذه الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بتعليق عمل بعثة المراقبين العرب السبت قائلاً ان بلاده تريد الاطلاع على نسخة من التقرير الذي قدمه رئيس البعثة الفريق اول الركن محمد أحمد مصطفى الدابي الى وزراء الخارجية العرب لأنه يبدو ان هناك بعض المعلومات الناقصة التي في الوثيقة التي يعتزم العرب تقديمها الى مجلس الامن.
وفي مقابلة مع شبكة "ان اتش كي" اليابانية للتلفزيون، قال لافروف إن "بعض زملاء روسيا في مجلس الأمن يقنعون المعارضة السورية بعدم الانخراط في حوار مع السلطات السورية"، معتبرا ذلك "موقفا خاطئا ويشكل تحريضاً ويرمي إلى السير بالقضية بمجملها ليس إلى ضمان مصالح الشعب السوري الذي يطالب بحياة أفضل بل إلى استخدام الوضع الناشئ لتحقيق مصالح جيوسياسية ذاتية". وأضاف إن هذا الموقف هو من مواقف القرن الماضي ويعكس سيكولوجيا قديمة ينبغي التخلص منها.

وأوضح أن روسيا قدمت مشروع قرار إلى مجلس الأمن حول سوريا يتعلق بثلاث نقاط: الأولى وقف العنف أيا يكن مصدره، وهذا ما يفترض بداهة ضرورة ممارسة تأثير ليس على الحكومة السورية فحسب بل أيضاً على المجموعات المسلحة التي تعمل ضدها. والنقطة الثانية تتمثل في عدم السماح بأي تدخل أجنبي في العمليات الجارية في سوريا، والنقطة الثالثة هي ضرورة إطلاق حوار وطني داخلي من دون شروط مسبقة.

ولفت إلى أن "الوضع الناشئ حاليا حول مبادرة جامعة الدول العربية في صدد سوريا يبعث على الأسف لدينا، فهذه الجامعة أرسلت مراقبيها وتسلمت منهم تقريراً لم نره حتى الآن بل سمعنا عنه من خلال مؤتمر صحافي لرئيس بعثة المراقبين العرب وقد أعلن رئيس هذه البعثة في تصريحه عدم موافقته على القرارات التي اتخذتها جامعة الدول العربية انطلاقاً من تقريره". وأضاف: "إننا مع عملنا مع القيادة السورية وإدانتنا للعنف ضد السكان المدنيين من كل جهة"، نرى "ما يقوم به المسلحون من استفزازات للوحدات العسكرية وهناك وقائع تثبت الهجوم على مقار للشرطة وقوى حفظ النظام وإرغام الناس على عدم الخروج إلى العمل تحت تهديدهم باستخدام القوة والعمل لوقف أعمال المدارس والمشافي، موجدين بذلك انطباعا عن وجود كارثة إنسانية بغية الحصول على ذريعة إضافية، أملاً منهم في تدخل أحد ما".  

السابق
بصمات الخوف
التالي
مسؤولية الاتحاد الوطني الحر