أصبح معروفا أن الابتعاد عن الأقارب في الزواج مفضل لما له من منافع على الأطفال، الذين يصبحون أقل عرضة للأمراض الوراثية. ومن هنا جاء قول رسول الله، صلى الله عليه وسلم «أغربوا لا تضووا».
وحتى من الناحية الاجتماعية ينصح خبراء السيكولوجيا بالتنوع الوظيفي بين شركاء الحياة، ويقول هؤلاء إذا أراد الأزواج الاستمرار في العلاقات الزوجية فعليهم أن يختاروا وظائف مختلفة، أي ألا يقترن صحافي مثلا بشريكة حياة تعمل في نفس المهنة.
وفي دراسة أجريت مؤخرا على 650 أكاديميا في بريطانيا تبين أن الأزواج العاملين في نفس هذا الحقل يعملون ساعات أطول، وعلى المدى البعيد يصبح ولاؤهم للوظيفة وليس للحياة الزوجية، وأن الساعات التي يخصصونها للبيت تكون أقل، وأن الحدود التي تفصل البيت عن المكتب تتلاشى تلقائيا.
الدراسة حسب «الشرق الأوسط» عرضت نتائجها أمام المؤتمر السنوي لرابطة علماء النفس في بريطانيا من المتخصصين في السيكولوجيا الوظيفية. ويقول الباحثون إنهم قابلوا 291 أكاديميا يعملون مع أزواجهم في نفس الحقل، وكذلك 350 أكاديميا آخر متزوجين من أشخاص يعملون في حقول أخرى. وتقدم الدراسة تحليلا عن الأزواج الذين يعملون في نفس المهنة، والذين يعملون في وظائف مختلفة وكيف يتمكن هؤلاء من الفصل بسهولة بين ما يقومون به من عمل وبين حياتهم البيتية. وتقدم الدراسة أرقاما عن ساعات العمل لكل منهم وعن التزاماتهم بالوظيفة.
وتبين الدراسة أن من يعملون في نفس الوظائف يجدون صعوبة في التوفيق بين العمل والبيت وأنهم يعملون لساعات أطول في المكتب وأن ولاءهم يكون للوظيفة وليس للبيت، وهذا يختلف تماما عن الأزواج الذين يعملون في حقول مختلفة.
لكن تبين أيضا من دراسة أخرى مبنية على مقابلات أجريت من بعيد (أون لاين) مع أشخاص يعملون مع أزواجهم في نفس الحقل بأن هذا النوع من العلاقة له بعض المنافع. وتقول الدراسة إن الأزواج الذين يعملون في نفس الحقل يقدمون الدعم اللازم لشركاء حياتهم لمعرفتهم بظروف العمل وضغوطه، خصوصا عندما يكون هناك تقصير أو تأخير.
وقالت غيل كينمان الأستاذة في جامعة بيدفوردشاير بوسط إنجلترا، في تصريحات حول الدراسة التي قادت طاقمها وأوردت صحيفة «ديلي تلغراف» مقتطفات منها أن هناك توجها لدى الناس هو البحث عن شركاء حياة يعملون في نفس الحقل، خصوصا صغار العمر ممن يعملون في حقل التعليم. وقالت كينمان إن النتائج أثبتت أن الأشخاص الذين يعملون في نفس الوظائف يحتاجون إلى دعم أكبر لمساعدتهم في إقامة الحدود بين البيت والعمل.
