ورشة عمل إقليمية عن الصحة الإنجابية

أقامت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "ايسيسكو" بالتنسيق مع اللجنة الوطنية اللبنانية للتربية والعلوم والثقافة "الاونيسكو"، ورشة عمل إقليمية عن "الصحة الإنجابية والمساواة بين الجنسين"، في فندق "فور بونتز – شيراتون"، برعاية وزير الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور، في حضور الأمينة العامة للجنة الوطنية اللبنانية للتربية والعلوم والثقافة في "الأونيسكو" زهيدة درويش، ممثل "ايسيسكو" عبد العزيز الجبوري، رئيسة المجلس النسائي اللبناني أمان كبارة شعراني.

قدمت للورشة مساعدة الأمينة العامة للجنة "الاونيسكو" رمزة جابر سعد فرأت أن مفهوم الصحة الإنجابية أصبح مدخلاً جديداً لصحة المرأة والرجل ومفهوماً أشمل من تنظيم الأسرة. وقالت درويش إن "الصحة الإنجابية تتصل بمسائل اجتماعية واقتصادية وثقافية. وترتبط كذلك بمكانة المرأة في المجتمع والأسرة، كما تتأثر سلباً بانتشار الأمية والبطالة وبتقاليد المجتمع". ولاحظت أن الكثير من الدول العربية لم تحقق إنجازاً واضحاً في خفض مستويات وفيات الأمهات".

واعتبرت شعراني أن "تحسين الصحة الإنجابية يكون من خلال المساواة في الحقوق بين الجنسين، وضع السياسات التربوية والتثقيفية حول الصحة عموماً والصحة الإنجابية، إقناع السياسيين ورجال الدين بتبديل بعض القوانين والتشريعات المجحفة بحق المرأة وبخاصة المتعلقة بالأحوال الشخصية والعقوبات على أساس المساواة منها الحضانة، أحكام الزنا، جرائم الشرف، العنف المنزلي وغيرها، توعية الأهل على المسؤولية المشتركة حيال صحة الأمومة والطفولة، تعليم الصحة الإنجابية النفسية الاجتماعية في المدارس لتجنب الممارسات الخاطئة عند المراهقين والمراهقات".

وقال الجبوري: "الصحة الإنجابية والمساواة بين الجنسين في الحصول على الرعاية والاهتمام والتمكين هو مجال لا يحتمل ضعف المسؤولية وتجاهل مسبباتها، بل يحتاج الى الجهد والصدق والعمل الدؤوب لتحقيق أهدافه السامية. من أجل هذا فقد أولت ايسيسكو اهتماماً بتقديم ما يستخلصه الخبراء من تجاربهم لمساعدة الدول الأعضاء على تعزيز جهودها بتطوير الصحة الإنجابية لمجتمعاتنا".
 أما ابو فاعور فأشار الى أن البرامج الخاصة بالصحة الإنجابية في البلدان المعنية مختلفة باختلاف الأولويات والحاجات. فالتباين يبدو واضحا في البيانات الخاصة بنسبة وفيات الأمهات في فترة ما حول الولادة، نسبة وفيات الأطفال عند الولادة، نسبة الولادات بإشراف طبي، عدد الأطفال في الأسرة، معدل الخصوبة، نسبة استخدام وسائل تنظيم الأسرة، السن الأدنى للزواج عند الرجل والمرأة، نسبة التعليم عند الرجل والمرأة وغيرها".

واقترح ابو فاعور خطة عمل:
أولاً، توفير الخدمات المتكاملة للصحة الإنجابية بما فيها المشورة الخاصة بالعنف المبني على النوع الاجتماعي، والحرص على تحسين الوصول والحصول عليها.
ثانياً، تطوير نشر المعارف الخاصة بالصحة الإنجابية وتوفير الخدمات الخاصة بها لتطال فئة الشباب.
ثالثاً، تفعيل المواثيق والمعاهدات ذات العلاقة وقياس التقدم المحصل في تطبيقها، الى جانب وضع آليات عمل للمتابعة والمراقبة للتأكد من حسن تطبيقها.
رابعا، وضع/ تحديث السياسات والقوانين ذات العلاقة لتحسين مستوى الصحة الإنجابية ورفع الوعي لدى المجتمع وخصوصاً فئة الشباب، لمكافحة العنف ضد المرأة، وتحقيق المساواة بين الجنسين.

وختم آملاً أن "تنجب الثورة التي تعم عالمنا العربي مساواة واهتماماً وانصافاً أكثر للمرأة". وقال: "سياساتنا السابقة أنجبت قادة وزعماء ظنوا أنهم لا يستبدلون ووقعوا في فخ الإدعاء بأنهم آلهة وأزليون لا يتغيرون. آمل أن تنجب ثوراتنا العربية الحاصلة حالياً مفاهيم مختلفة، المرأة كانت شريكة في هذه الثورات، شريكة كاملة في التظاهرات والمطالبة والسجن والقمع ويجب أن تكون شريكة في مكتسبات هذه الثورات".
كما أمل ألا "تسقط النخب العربية التي ستنجبها أو أنجبتها الثورات العربية في فخ الاستبداد مجدداً، إذا لم يكن الاستبداد السياسي، فالاستبداد بالمرأة لأن في ذلك نقيصة كبرى لكل ما هتفت له الجماهير العربية في كل الساحات، فالظلم واحد والاجحاف واحد والاستبداد واحد سواء مورس هذا الاستبداد بحق المجتمع في شكل عام أو بحق فئة من المجتمع تعتبر المرأة جزءاً منها". 

السابق
اجتماع ثلاثي في راس الناقورة اليوم
التالي
عراجي: ليستقل وزراء التغيير والاصلاح قبل التظاهر