روليت سورية

حالما انتهى وزير الخارجية السوري وليد المعلم من مؤتمره الصحافي يوم أمس، تطلّع صاحبي نحوي ومطّ شفته السفلى.
الحركة تلك توازي القول "لا شيء يستحق" أو في الحد الأدنى "أهذا ما عندك؟" وإذ طلبت سماع رأيه قال: "أعتقد ان سوريا تلعب بالروليت الروسية فيما بعض اللبنانيين يلعب بالروليت السورية".
والروليت الروسية كما هو معروف عبارة عن لعبة انتحار بواسطة مسدس يتسع لست طلقات، توضع فيه رصاصة واحدة ثم يُدار قرص الرصاصات ليجري بعدها الضغط على الزناد، فإمّا الموت وإمّا النجاة.
أمّا الروليت السورية فهي أن تضع ست رصاصات في المسدس وتطلق النار على الرأس حيث الموت بعدها لا محالة.

والمقصود من هذه التورية القول ان النظام السوري يعتمد وبشكل أساسي على الفيتو الروسي في مجلس الأمن ضد أي قرار بالتدخل ضدّه، ولكنه حل غير مضمون نهائياً.
أما في لبنان فلا مجال للإفلات من الموت (مجازياً) حيث البلد على حاله من الانقسام الحاد وحيث تتحضّر جماعاته للاقتصاص من بعضها البعض في ما يشبه الانتحار بالرصاص.
الصورة هذه تعكس بدقة ما انتهى إليه الوزير المعلم في مؤتمره الذي تخلله تصفيق من بعض الإعلاميين الحاضرين، وهو أمر يدعو إلى الضحك وإلى السخرية.

لم نتقدم حتى ولو لشبر واحد ونحن في لبنان نعرف حالة الانزلاق هذه حتى ان كثيرين منّا قد يروون ما سيحدث في سوريا خلال الاشهر المقبلة من دون أي خطأ.
سوريا دخلت في الحرب الأهلية مع الأسف الشديد وهي الآن في مرحلة الإنكار والمكابرة، يعرفها اللبنانيون جيداً؛ لن يكون هناك تدخل عسكري خارجي إذ لم يعد الأمر يتطلب ذلك.. لن تنفع أي خطوات تجميلية.. مستقبل الأجيال السورية في يد الرئيس بشار الأسد.
  

السابق
ميثاق بعلبك: الثأر لا يغسل العار
التالي
غاردان التقى رؤساء بلديات جنوبية