مصير السيد موسى بانتظار الأمل.. وما حقيقة توقيف حراس على زنزانته ؟

من الدقيقة التي ترجل فيها السيد صدر الدين الصدر من الطائرة في مطار طرابلس الغرب الاسبوع الفائت حضرت امامه صورة والده الإمام موسى الصدر الذي "غيبه" العقيد الليبي الراحل معمر القذافي ولم يكشف هذا اللغز الى اليوم على رغم الجهود التي تبذلها القيادة الجديدة في ليبيا، على ما اكدت امام الوفد اللبناني برئاسة وزير الخارجية عدنان منصور الذي عاد بـ"انطباعات جيدة"، علها تساهم في فك ألغاز هذه القضية التي كانت وراء عدم قيام علاقات طبيعية بين لبنان وليبيا طوال العقود الثلاثة الأخيرة.
دخل الصدر الابن في حوارات مع المسؤولين الذين التقاهم بروح انفتاحية واجواء مشجعة وابلغهم ان الموقف الذي اتخذته عائلته منذ تغييب الامام لم تظهر فيه اي عداء للشعب الليبي، وانها لا تعمل وفق منطلقات ثأرية وكل ما ارادت ولا تزال طوال الاعوام الثقيلة الماضية هو تحرير الإمام ورفيقيه وكشف مصيرهم.

وأحدث نبأ مقتل القذافي صدمة كبيرة لعائلة الصدر لأن كلا من المتهمين بات في امكانه انكار معرفته بقضية الصدر وحصرها بالقذافي الذي رحل وذهب معه ارشيف من الاسرار المتعلقة بالصدر وشخصيات لبنانية عدة ربطتها علاقات بطرابلس الغرب التي كانت بمثابة بئر مالية لعدد لا بأس به من الاحزاب والشخصيات.
وتابعت العائلة تفاصيل الزيارة الاولى للوفد اللبناني للعاصمة الليبية، والتي ضمت المدير العام للمغتربين في وزارة الخارجية والقاضي حسن الشامي. وفي الزيارة الثانية للوفد التي شارك فيها صدر الدين بمحطات عاطفية، ولمس لدى كل من التقاهم والمواطنين في طرابلس كل تقدير لشخص والده، واتفقوا على مسلمة ان ظلم القذافي ودائرته الضيقة طاول الجميع.

 وركز الصدر الابن على انه لا يزال يعتبر والده ورفيقيه، في حكم المحتجزين حتى الآن وان عامل الوقت عنصر جوهري في جرائم الخطف، والجهود يجب ان تسرع في هذا الخصوص. وهذا ما شدد عليه وزير العدل الليبي القاضي علي احمد عاشور. وافاد الجانب الليبي من رسميين وقضائيين ان طرابلس الغرب ستتعاون حتى النهاية مع العائلة والسلطات اللبنانية بغية طي صفحات هذه القضية.
وتحدث صدر الدين بلهجة هادئة وديبلوماسية مع كل من التقاهم ولم يسمع من اي منهم ان والده يمكن وضعه في حكم الميت، وان كانت جميع الفرضيات مفتوحة. وانه ليس ثمة عمر افتراضي يمكن وضعه للانسان وهذا الامر غير مقبول في الشرع ولا في القانون. وإن الامام اصبح عمره اليوم (83 عاما) ولديه شقيق في سن الـ87 ولا يزال على قيد الحياة وتوفيت والدتهما قبل عامين وكانت على مشارف المئة عام.

وخلص الوفد اللبناني ومن التقاهم من شخصيات خبيرة في شؤون القذافي الى ان "جنونه" ربما دفعه الى ممارسة كل الاحتمالات.
مع الاشارة الى ان ثمة منطقة ليبية مجاورة لدولة النيجر لا تدين بالولاء الكامل للقيادة الجديدة في الدولة. وان قضية الصدر تشبه عملية خطف الوزير السابق منصور الكيخا الذي جلبته المخابرات الليبية من مصر مطلع التسعينات ولم يكشف اي خيط في هذا الملف وليس هناك اي سطر مكتوب في دوائر التحقيقات عن هذا الرجل، على نقيض قضية الصدر.
اما ابرز ما عاد به الوفد اللبناني من معلومات فهو توقيف حراس الزنزانة التي نزل فيها الصدر وقد يكون هذا الاجراء بداية الخيط، وهذا يثبت ان الامام كان خلف قضبان السجن. وتنفي هذه الواقعة ما كان يقال عن تصفية فورية نفذت بأمر من القذافي في حق "ضيوفه" الثلاثة.

وسيعمل لبنان على عبارة "خلف القضبان" مع الليبيين والفريق القضائي المشكل للقيام بهذه المهمة، والذي ينسق مع القاضي اللبناني حسن الشامي، وثمة قناة مفتوحة بين الطرفين يتابع حلقات تفاصيلها رئيس مجلس النواب نبيه بري من موقعه الرسمي ورئاسته لحركة "امل" التي اطلق براعمها الامام الصدر على التراب اللبناني.
يذكر ان مجموعة من رؤساء الاجهزة الامنية وكبار الضباط قيد الاعتقال سيخضعون للمساءلة في ملف الصدر، وهناك زملاء لهؤلاء في عدد من البلدان العربية المجاورة لليبيا هربوا قبيل انهيار النظام ومقتل القذافي.
وقد حصل الجهاز القضائي الليبي على رزمة من الملفات والمعلومات من الجانب اللبناني خلال زيارة الوفد وسيحضر وفد قضائي من طرابلس الغرب الى بيروت في الايام المقبلة للاجتماع بعائلات الصدر ورفيقيه ولقاء وزير العدل شكيب قرطباوي والمدعي العام التمييزي سعيد ميرزا. 

السابق
الراي: حكومة لبنان تحاول إنقاذ ماء وجهها اجتماعياً … قبل عاصفة التجديد للمحكمة الدولية
التالي
النهار: تسوية ميقاتي وعون تطوي أزمة الأجور 675 ألفاً الحد الأدنى بلا غالب ولا مغلوب