الشيخ الاسير:السلاحُ الأقوى في لبنان بيدِ فئةٍ واحدةٍ لها طابعٌ ومشروعٌ مذهبيٌ

في موقف لافت لم يخلو من الهجوم على سلاح "حزب الله"، دعا امام مسجد "بلال بن رباح" في عبرا ـ صيدا الشيخ احمد الاسير الى نزع السلاح خارج اطار الدولة، قائلا "طالما السلاحُ خارجَ الدولةِ اليومَ يضرُّ الجميعَ وباتَ يُهدِّدُ الجميعَ، فلا بدّ من رفعِ الصوتِ عاليا لا لأيِّ سلاحٍ خارج الدولةِ ونعم لوضع استراتيجية لمجابهة العدوِّ مِنْ خِلال الدولة.
قال الشيخ احمد الاسير خلال ندوة بعنوان "السلاح" في مسجد بلال بن رباح في عبرا ان السلاحَ ضدَّ العدوِّ مفيدٌ جداً، ولذلك سعى كثيرٌ من أبناءِ بلدِنَا إلى التسلحِ لقتالِ العدوِ الصّهيونيّ الغاصب خاصةً عندَ الإجتياحِ الغاشمِ سنة ١٩٨٢ أما اليومَ أصبحَ وجودُ السلاحِ الخارجِ عن سلطةِ الدولةِ في لبنان مضراً جداً ويُهدِّدُ كلَّ أبناءِ بلدِنَا لأسبابٍ عديدة.
وأضاف الشخ الاسير ان من اهم هذه الاسباب ان لبنان له خصوصيةٌ من ناحيةِ تركيبتِهِ القائمةِ على طوائفَ ومذاهبَ متعددةٍ، فإذا كان السلاحُ بيَدِ عمومِ الناسِ سيلجأُ أيُّ طرفٍ إلى استعمالِه متى شعرَ أنه مستهدفٌ، وهنا الطامةُ، مشيرا الى ان السبب الاخر ان السلاحُ الأقوى في لبنان بيدِ فئةٍ واحدةٍ لها طابعٌ ومشروعٌ مذهبيٌ وقدِ استَعْمَلَتْ سلاحــَــها ضدَّ أبناءِ البلدِ مِراراً، وهذا يساعدُ على تأجيجِ الحالةِ المذهبيةِ وهو دعوةٌ إلى باقي الطوائفِ والمذاهبِ للتَّسلحِ سمعتُ لمسؤولٍ في حزبِ الكتائبِ يقول ياليتنا لم نسلِّمْ سلاحَنا، لأنَّ حزبَ المقاومة لمْ يسلِّم سلاحَهُ كذلك يسألُ الكثيرونَ اليومَ عن التسلحِ وهذا ما نخشاهُ.
واوضح ان وجودُ السلاحِ اليومَ بيد حزبِ المقاومةِ لم يَعُدْ سلاحاً فردياً أو خفيفاً بل أصبحَ سلاحَ جيشٍ له ثكناتُهُ ومناطقُهُ وشبكاتُهُ ومددُهُ، وامتدادُهُ على مستوى كلِّ البلدِ مما يتناقضُ مع فكرةِ الدولةِ، لأنّ مِن أهمِّ تعريفاتِ الدولةِ أو الحاكمِ أو السلطانِ هو منْ يَحتكرُ القوةَ والسلاحَ.
واشار الشيخ الاسير الى الفرقُ بين سلاحِ الدولةِ وسلاحِ الأحزابِ اذ يستطيعُ الناسُ أن يحاسِبُوا سلاحَ الدولةِ إذا ما أخطأَ أحدُ أفرادِ الأجهزةِ الأمنيةِ، أما سلاحُ الأحزابِ فلا يُحاسَبُ وسلاحُ الدولةِ مضبوطٌ، والسلاحُ خارجَهَا ليس مضبوطا لأنَّ الحزبَ يحتاجُ الى أتباعِهِ فيبررُ لهم تصرفاتِهمُ الفرديةَ المسلحةَ، خشيةَ أنْ يقلَّ الأتباعُ وسلاحُ الدولةِ معلومُ المصدرِ والتمويلِ والأهدافِ.
وتوقف الشيخ الاسير عن مقولة أنَّ سلاحَ المقاومةِ للدفاعِ عن لبنان وليسَ له أجندةٌ خارجيةٌ، فإذا بنا نسمعُ من أمينِ حزبِ المقاومةِ يقولُ: إذا حصلَ هجومٌ على سورية ستتدحرجُ الحربُ على كلِّ المنطقةِ ولطالما سمعنا أيضاً أنَّ سلاحَ المقاومةِ لنْ يُستَعمَلَ في الداخل، ثم اسْتُعْمِلَ وكانَ يوماً مجيد.. ومن أعظمِ وأهمِّ مصالحِ الناسِ: الأمنُ والإقتصادُ، وفي ظلِّ بقاءِ السّلاحِ بيد حزبِ المقاومةِ فإنَّ أمنَ الناسِ واقتصادَهُم مُهدّدانِ في كلِّ لحظةٍ، داخلياً وخارجياً لأنّ قرارَ الحربِ الداخليةِ مثل ٧ أيار أو الخارجية مثل تموز 2006 بيدِ حزبٍ واحدٍ لا يُمثِّلُ كلَّ الناسِ ولا يشاوِرُ أحداً وهو وحده يُشخِّصُ ويقررُ ما يشاءُ متى شاءَ، فهو المدّعي والقاضي والجلاد، لذلك لن يشعرَ الناسُ بالطمأنينةِ على أمْنِهِم واقتصادِهِم طالما السلاح ليس بيدِ الدولةِ.
وشدد اذا اعتدى العدوَّ الصهيونيّ علينا هذه مسؤوليةُ الجميعِ وليست مسؤوليةَ حزبٍ بعيْنِهِ، لا كما قالَ أمينُ حزبِ المقاومةِ: عليكم أن تشتروا لنا السلاحَ.. ونحنُ نقاتلُ بأمرٍ منَ الله.. فإنَّ اللهَ لم يأمرْهُ لوحدِهِ فقط، وهذه مِن المآخذِ علىيهم وهي هيمنةُ حزبِ المقاومةِ على المقاومةِ، فلا يسمحوا لأحدٍ بالمقاومةِ إلا من خِلالِهِم.. لذلك لا بدّ من الإتفاقِ على استراتيجيةٍ لمقاومةِ العدوِّ يُشارِكُ فيها كلُّ مَنْ يريدُ ذلك، بالتنسيقِ معَ الدولةِ ومِنْ خِلالها، كي لايَطغَى أحدٌ على أحدٍ ولا يَبْغِي أحدٌ على أحدٍ وقدْ يقولُ البعضُ لماذا لا نتسلحُ للدفاعِ عنْ أنفسِنا ريثما يصبحُ السلاحُ بيدِ الدولةِ لا مصلحةَ في التسلحِ لأنَّ ذلك سيؤججُ الحقدَ والخوفَ من بعضِنَا البعض ويتربصُ بعضُنا ببعضٍ، وهنا تقعُ الكارثةُ فنعودُ إلى الحربِ الأهليةِ التي لا مصلحةَ لأحدٍ فيها، لأننا محكومونَ بالعيشِ معا ومنْ جَرَّبَ المجرب كان عقلُهُ مخرباً (الحرب الأهلية).

السابق
فليتشر: متفائل بسيطرة الجيش على كامل الاراضي اللبنانية
التالي
بري :تم تمويه الشرق الاوسط الجديد بعناوين الحريات والديمقراطية