النهار: بان يرى أهمية لبنان في الربيع العربي أكبر: سلاح حزب الله يقلقني والبروتوكول سيمدد نصرالله يرد اليوم والسنيورة يطرح ملفاً متكاملاً قائد القيادة المركزية الاميركية يدعم الجيش قوة وحيدة

استأثرت المحادثات التي أجراها الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون امس مع الرؤساء الثلاثة، بالمشهد السياسي، خصوصا ان المواقف التي عبّر عنها المسؤول الدولي في شأن سوريا والمحكمة الخاصة بلبنان وسلاح "حزب الله" بدت كأنها مادة محرجة خلت منها تقريباً البيانات الرسمية الصادرة عن هذه المحادثات.
وفيما التزم "حزب الله" الصمت حيال ما جاء في المؤتمر الصحافي لبان، دعت مصادره الى ترقب ما سيعلنه اليوم الامين العام السيد حسن نصرالله في كلمته المتلفزة التي ستبث في بعلبك ويتناول فيها "آخر وأهم التطورات السياسية".
بان
وأبدى بان، اثر محادثاته في قصر بعبدا والسرايا وعين التينة، في مؤتمر صحافي عقده مساء في مقر اقامته بفندق "فينيسيا انتركونتيننتال"، "قلقه" رداً على سؤال لمندوبة "النهار" لغياب اي تطور لنزع السلاح في لبنان وقال: "ان المسألة تتعلق بالقدرات العسكرية لحزب الله، لذلك ناقشت الموضوع في شكل جدي جداً ودعوت بقوة الرئيس ميشال سليمان الى اعادة اطلاق الحوار الوطني (…) فالامم المتحدة ملتزمة بعمق رؤية نزع السلاح خارج اطار الدولة".
وفي موضوع المحكمة، توقع "ان يواصل لبنان دعمه وتطبيقه لالتزاماته كاملة حيالها". وعن امكان موافقة الامم المتحدة على طلب محتمل تقدمه الحكومة اللبنانية لتعديل البروتوكول مع المحكمة، قال: "تعلمون ان مهمة انتداب المحكمة ستنتهي في شباط، وبموجب الاتفاق بين لبنان والمحكمة يجب تمديد البروتوكول. اما مدة الانتداب فسأقررها بعد مناقشات مع الحكومة اللبنانية ومجلس الامن".
وحض القيادات على استقبال النازحين السوريين "على اسس انسانية وعدم اعادتهم الى سوريا". وجدد انتقاده "الخروق الاسرائيلية"، واصفاً اياها بأنها "انتهاك للقرار 1701”.

وفي حديث جانبي في مطار شارل ديغول الدولي في باريس، أبلغ الامين العام لل امم المتحدة مراسل "النهار" في نيويورك علي بردى، ان لبنان "مهم للغاية" له وللمنظمة الدولية، وهو ايضاً "لاعب اقليمي مهم للغاية (…) للسلام والاستقرار في الشرق الاوسط، وله تأثيرات إقليمية". واوضح انه "مع التغييرات والتحولات الكبرى التي تحصل في المنطقة في اطار الربيع العربي، فإن اهمية الحفاظ على السلام والاستقرار (في لبنان) صارت اكبر". ولذلك اختار ان يكون لبنان البلد الاول الذي يزوره بعد بدء ولايته الجديدة مطلع السنة الجديدة.
وشدد على ان "لبنان ليس مثيراً للمتاعب" كما يدعي البعض غير انه رأى فيه "بعض المشاكل، ولذلك نحاول مساعدتكم"، آملاً بصفة كونه اميناً عاماً للمنظمة الدولية في ان "يكون الزعماء السياسيون (اللبنانيون) موحدين اكثر" وان "يتكلموا بصوت واحد مع اشاعة الديموقراطية من اجل تنمية المجتمع اقتصادياً وسياسياً". واذ اقر بأنه "في بعض الاحيان يقلق كثيراً لكثرة انقسام الآراء"، لاحظ ان "الاحزاب السياسية منظمة بطريقة لطلب السلطة السياسية"، وشدد على ان "هذه العملية ينبغي ان تكون شفافة ومعقولة جداً ومستندة الى احكام القانون، وتحمي حقوق الانسان". واضاف: "أعلم ان هناك بعض الانقسامات. الانقسام لا يساعد". ونبّه الى ان لبنان "يمر بعملية صعبة جداً. لذا آن الاوان الآن لرؤية سلام واستقرار حقيقيين". ودعا الزعماء السياسيين الى "التغلّب على الانقسامات الطائفية والسياسية"، لافتاً الى ان "الزعماء الروحيين يمكنهم ان يضطلعوا بدور مهم للغاية في هذا المجال". وخلص الى ان "الناس ينبغي ان يتمكنوا من رفع مستوى التسامح مع معتقدات الناس الآخرين والآراء السياسية الاخرى".
ورداً على سؤال لـ"النهار"، وصف الرئيس ميشال سليمان المحادثات مع بان بأنها كانت "عظيمة". وعلم ان الامين العام ابلغ الرئيس انه اختار الديبلوماسي البريطاني ديريك بلامبلي منسقاً خاصاً للامم المتحدة في لبنان خلفاً لمايكل وليامس.
وعلمت "النهار" كذلك ان بان سيبقي موفده لتنفيذ القرار 1559 تيري رود – لارسن في منصبه. ولوحظ امس ان رود – لارسن شارك في كل اللقاءات التي عقدها بان مع الرؤساء الثلاثة.
وعقب محادثاتهما في السرايا الحكومية، اصطحب رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي الامين العام للامم المتحدة الى احدى الشرفات المطلة على جامع وكنيسة وكنيس، وقال لبان: "هذا هو لبنان".

وعلم من مصادر رئاسة الوزراء ان بان عقد خلوة مع الرئيس ميقاتي لم يتطرق خلالها الى المحكمة الخاصة بلبنان لا من قريب ولا من بعيد، بل تناول مواضيع سياسية وأخرى تتعلق بالجنوب اللبناني. وفي ما يتعلق باستثمار لبنان نفطه في البحر، دعا الامين العام الحكومة اللبنانية الى الشروع في الاستثمار في المناطق غير المتنازع عليها في الوقت الحاضر.
كما تناول البحث مواضيع تتعلق بحقوق الانسان واتفاقات تعمل عليها الامم المتحدة وتريد تفعيلها بالتعاون مع لبنان والدول الاخرى.
ومن المقرر ان يجري رئيس مجلس الوزراء محادثات مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو على هامش الاجتماع الرفيع المستوى حول الاصلاح والانتقال الى الديموقراطية الذي تعقده "الاسكوا".
ويقام في السرايا مساء عشاء على شرف الامين العام ورؤساء الوفود.

ومن المقرر ان يلتقي بان اليوم بعد تفقده القوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان "اليونيفيل" في الجنوب، شخصيات في المعارضة، بينها الرئيس فؤاد السنيورة على رأس وفد. وعلمت "النهار" ان السنيورة سيطرح ملفا كاملا عن مجمل المواضيع أبرزها المحكمة التي سيكون الموقف منها واضحا وصريحا وقاطعا، ليس لتحديد مدة انتدابها، لأن ذلك شأن تقني، بل تأكيد مبدأ التمديد.
أما عن القرار 1701، فإن الموقف اللبناني موحد من حيث استكمال تحرير ما تبقى من اراض محتلة في مزارع شبعا والغجر، مع الاشارة الى ان المعارضة ترى ان المطلوب الوصول الى وقف اطلاق النار الدائم بموجب هذا القرار وهذا لم يحصل حتى الآن، ولبلوغ ذلك ينبغي وقف اشكالات الحدود وبسط سلطة الدولة من طريق حصر السلاح بها ووقف جميع الخروقات الاسرائيلية. اما في ما يتعلق بـ"اليونيفيل" فثمة استهدافات لا علاقة لها بالجنوب والصراع مع اسرائيل بل برسائل معينة. وسيجري التركيز ايضا على حقوق لبنان في النفط والغاز في المنطقة الاقتصادية والتأكيد ان الامم المتحدة لم تبادر حتى الآن الى ترسيم الحدود البحرية الدولية.
أما في ما يتعلق بالملف السوري، فسيجري التشديد على التعاضد مع الشعب السوري وعدم التدخل في الشأن اللبناني. وفي مجمل هذه المحادثات ستؤكد المعارضة وزنها الكبير على المسرح السياسي والتمثيل الشعبي الذي جرى التلاعب به في الضغوط التي أتت بالحكومة الحالية.

واسترعى الانتباه في خضم هذه التطورات زيارة لقائد القيادة المركزية الاميركية الجنرال جيمس ن. ماتيس ولقاؤه الرؤساء الثلاثة ووزير الدفاع فايز غصن وقائد الجيش العماد جان قهوجي.
وأفادت مصادر مطلعة ان هذه الزيارة تدخل في اطار جولة على المنطقة. وفي المحطة البيروتية التي لم تتجاوز ثلاث ساعات، أبلغ الجنرال ماتيس المسؤولين اللبنانيين دعم الولايات المتحدة للاستقرار في لبنان وإبعاده عن أوضاع المنطقة والاستمرار في دعم الجيش اللبناني.
وأكد في بيان صادر عن السفارة الاميركية أهمية الجيش اللبناني "كقوة الدفاع الشرعية الوحيدة لضمان حدود لبنان والدفاع عن سيادة الدولة واستقلالها". 

السابق
اسود: الحريري سيتواصل فقط عبر تويتر
التالي
علامات استفهام !!!