الشرق الاوسط: بدأ زيارة رسمية إلى لبنان.. وشدد على الالتزام بالقرارات الدولية بان كي مون يعبر عن قلقه من قوة حزب الله العسكرية.. ويدعو الحكومة للاهتمام باللاجئين السوريين

شدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، على "أهمية التزام لبنان بقرارات الشرعية الدولية، لا سيما القرار 1701، والقرار المتعلق بالمحكمة الخاصة بلبنان". ونوه بـ"الجهود القائمة لاستئناف الحوار الوطني اللبناني كمدخل لتحقيق الاستقرار والتوافق على استراتيجية وطنية دفاعية، وعلى استمرار لبنان في احترام التزاماته الدولية"، مؤكدا على "ضبط الأمن على الحدود اللبنانية والعمل على نزع سلاح الميليشيات في لبنان". وعبر عن قلقه حيال "قوة حزب الله العسكرية، والخوف من عدم التقدم في عملية نزع السلاح غير الشرعي"، داعيا الحكومة اللبنانية إلى الاهتمام باللاجئين السوريين.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة وصل إلى بيروت ظهر أمس، في زيارة تستغرق ثلاثة أيام، حيث يفتتح غدا الأحد مؤتمر "الإصلاح والانتقال نحو الديمقراطية" الذي تنظمه الأمم المتحدة في العاصمة اللبنانية، والذي يهدف إلى وضع خبرات عاشتها دول شهدت حروبا أهلية وحكاما متسلطين وحققت انتقالا ناجحا إلى الديمقراطية، في تصرف الديمقراطيات العربية الناشئة.
واستهل المسؤول الدولي نشاطه بزيارة الرئيس اللبناني ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا، واستغرق اللقاء نحو ساعة ونصف الساعة، وأكد خلاله سليمان على "حرص لبنان على قوات الطوارئ العاملة في الجنوب (يونيفيل) وعلى الدور الذي تقوم به"، مقدرا "تضحيات ضباطها وأفرادها"، وأدان "الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها خلال العام المنصرم"، مؤكدا "العزم على متابعة التحقيق بالتنسيق والتعاون مع قيادة (اليونيفيل) لكشف الفاعلين ومحرضيهم وإحالتهم إلى العدالة".
وأمل سليمان أن "تؤدي المراجعة الاستراتيجية القائمة بين الجيش اللبناني و(اليونيفيل) إلى اقتراحات من شأنها تسهيل تنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته من دون تعديل في عديد القوات الدولية أو مهمتها". وإذ كرر موقف لبنان الداعي إلى "إيجاد حل عادل وشامل لقضية الشرق الأوسط على قاعدة قرارات الشرعية الدولية ومرجعية مؤتمر مدريد والمبادرة العربية للسلام"، ذكّر الرئيس اللبناني بموقف لبنان "الثابت، برفض أي حل يقضي بتوطين اللاجئين الفلسطينيين على أراضيه انطلاقا من حق هؤلاء في العودة إلى أرضهم"، لافتا إلى أن "صدقية المجتمع الدولي تقتضي بأن يسعى مجلس الأمن لتطبيق القرارات الملزمة التي اتخذها بعيدا عن ازدواجية المعايير، لا سيما تلك الخاصة بقضية الحق والعدالة في فلسطين". وتطرقت المحادثات إلى الأحداث الجارية في بعض دول العالم العربي، وأعرب سليمان عن أمله أن "تسفر المعالجات بعيدا عن العنف عن تغليب منطق الحوار والتوصل إلى تحقيق الإصلاح والتحول إلى الديمقراطية التي تسمح بتداول السلطة واعتماد معيار واحد لها يضمن الحق الفلسطيني في الانتماء إلى منظمة الأمم المتحدة".
أما كي مون فشكر الرئيس اللبناني على استقباله، وأثنى على "الدور الذي قام به لبنان عبر عضويته غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي لعامي 2010 – 2011، ومساهمته في مداولات المجلس والحرفية التي عالج بها المشكلات والملفات الدولية التي طرحت في خلال هذين العامين اللذين رأس الرئيس سليمان خلالهما جلسة لمجلس الأمن حول موضوع الدبلوماسية الوقائية، وشارك في جلسة خاصة بموضوع صيانة الأمن والسلم الدوليين"، مشيدا "بموقف لبنان لجهة التزامه قرارات الشرعية الدولية، خصوصا أنه دولة مؤسسة لمنظمة الأمم المتحدة، لا سيما القرار 1701 والقرار المتعلق بالمحكمة الخاصة بلبنان". كما نوه بـ"الجهود القائمة لاستئناف الحوار الوطني كمدخل لتحقيق الاستقرار والتوافق على استراتيجية وطنية دفاعية، وعلى استمرار لبنان في احترام التزاماته الدولية".
 ثم زار الأمين العام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي أكد "تمسك لبنان بدور القوات الدولية في الجنوب لجهة تطبيق القرار 1701 الذي صدر عن مجلس الأمن بكل مندرجاته"، مشددا على أن "لبنان يلتزم بتطبيق هذا القرار ويدعو الأمم المتحدة إلى إلزام إسرائيل بتطبيقه كاملا، والانسحاب مما تبقى محتلا من الأراضي اللبنانية لا سيما مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من بلدة الغجر اللبنانية"، مشيرا إلى أن "لبنان الذي يحترم القرارات الدولية يتطلع إلى استمرار التعاون مع الدول المشاركة في القوات الدولية، ويثمن عاليا رغبة هذه الدول في المضي قدما في دورها تعزيزا للاستقرار في الجنوب وحماية لأهله ولتوفير الاطمئنان لهم"، مجددا "المطالبة بدعم الجيش اللبناني لتنفيذ المهام المطلوبة منه خاصة في ما يتعلق بالقرار الدولي الرقم 1701"، وداعيا إلى "العودة إلى مبادرة السلام العربية التي أطلقها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز وأقرت في قمة بيروت عام 2002 وحظيت بدعم شامل"، مشددا على أن "أولويات الحكومة اللبنانية هي العمل على تحقيق الاستقرار في لبنان وإبعاد لبنان عن تأثيرات الأوضاع الخارجية عليه".
كما أكد الأمين العام للأمم المتحدة أن "الخروقات الإسرائيلية للأجواء اللبنانية والأراضي اللبنانية تشكل تهديدا لصدقية القوات الدولية وانتهاكا للسيادة اللبنانية". وشدد على أنه سيثير هذا الأمر مع المسؤولين الإسرائيليين خلال زيارته المقبلة إلى إسرائيل. وإذ شدد على "أهمية الانسحاب الإسرائيلي من بلدة الغجر"، فإنه دعا إلى التعجيل في الحوار الاستراتيجي بين الجيش اللبناني واليونيفيل من أجل تمكين الجيش اللبناني من تسلم مهامه الكاملة في الجنوب، وليس بهدف تقليص عديد القوات الدولية"، مؤكدا على "ضبط الأمن على الحدود اللبنانية، والعمل على نزع سلاح الميليشيات". وحض لبنان على "البدء في استثمار ثرواته النفطية في المناطق البحرية غير المتنازع عليها، على أن يتواكب ذلك مع اتصالات لحل الإشكالات بشأن المناطق المتنازع عليها".
كما زار المسؤول الدولي رئيس مجلس النواب نبيه بري، وغادر من دون الإدلاء بأي تصريح. لكن مصادر بري أوضحت لـ"الشرق الأوسط" أن رئيس مجلس النواب "ركز على أن إسرائيل لم تقبل حتى الآن وقف الحالة العدوانية بعد حرب تموز 2006 لتترك تبريرا لطلعاتها الجوية المستمرة في الأجواء اللبنانية ولخروقاتها البحرية والبرية بالإضافة إلى الجوية"، معتبرا أن "روحية القرار 1701 توجب على الأمم المتحدة أن ترسم الحدود البحرية للبنان، كما رسمت الحدود البرية كونها قوة حفظ سلام دولية".
وفي معرض مناقشة الوضع والتطورات في المنطقة، أكد بري للمسؤول الدولي على أن "ما يحصل في سوريا يختلف عما يقال عنه الربيع العربي". وشدد على "دعم المبادرة العربية بشأن سوريا"، معربا في الوقت نفسه عن أسفه لأنها "لا يزال يغيب عنها الشق السياسي، وسعي الجامعة العربية إلى الحوار بين النظام والمعارضة".
وفي مؤتمر صحافي عقده مساء في فندق فينيسيا، قال بان كي مون "نحن قلقون حيال قوة حزب الله العسكرية، ونتخوف من عدم التقدم في عملية نزع السلاح غير الشرعي"، ورأى أن "الأسلحة الموجودة خارج سلطة الدولة غير مقبولة". وأضاف "من المهم أن يلتزم لبنان بكل القرارات الدولية، وقد شجعت الرئيس سليمان والحكومة على استئناف الحوار لمعالجة مسألة السلاح خارج الدول". وتابع "على ضوء ما شهدناه في المنطقة العربية، برز عدد كبير من اللاجئين السوريين إلى لبنان، وعبرت عن شديد امتناني للحكومة اللبنانية لاستضافتها القادمين من سوريا، وشجعت القيادات اللبنانية على اتخاذ كل التدابير اللازمة حيال اللاجئين السوريين". 

السابق
اللواء: ميقاتي عرض وحاكم المركزي الوضع المالي واطّلع من خليل على خطته للتغطية الصحية
التالي
اسود: الحريري سيتواصل فقط عبر تويتر