الراي: حزب الله فتح معركة التجديد للمحكمة الدولية بوجه ميقاتي

في توقيت سياسي ذات دلالات معبّرة لأنه واكب وصول الامين العام للأمم المتحدة بان كي – مون الى بيروت وفي «جيْبه» مجموعة ملفات للبحث بينها المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وتجديد البروتوكول المتعلّق بها ابتداءً من مطلع مارس المقبل، اختار «حزب الله» ان يطلق «معركة التجديد» عبر «حملة استباقية» هدفها توجيه «إنذار» لرأس السلطة التنفيذية (ميقاتي) بعدم «التورط» في عهود (لـ بان) تتعلق بهذا الملف على غرار ما فعل في قضية تمويل المحكمة حين قطع وعوداً علنية أعقبها تخيير شركائه في الحكومة بين ان يستقيل او يُمرّر التمويل، الامر الذي جعل الحزب يتجرّع «الكأس المُرة».

وقد اعتمد «حزب الله» طريقين لتمرير رسائله: الاولى من خلال كلام لـ «مطلعين على خبايا العلاقة الملتبسة» بين ميقاتي والحزب جزموا بانه ليس وارداً بالنسبة الى «حزب الله» التسامح مع مسألة تمديد البروتوكول لأن «صدقية الحزب مع نفسه وجمهوره في هذا الملف باتت على المحك»، موضحين ان الاخير «لن يتهاون في هذه المسألة حتى لو أدى الأمر إلى مشكل كبير «في الحكومة»، ولافتين الى «ان الحدّ الأدنى الذي قد يقبل به الحزب، ويمرّر «القطوع» على خير، يكمن في عبارة «النأي بالنفس» السحرية التي اخترعها الرئيس ميقاتي نفسه، وأجاد استخدامها في ملفات أخرى. بمعنى أنه مطلوب ألا يكون للحكومة أي رأي في موضوع التجديد، وأن تتجاهل ابداء رأيها في الأمر إذا خاطبها الأمين العام للأمم المتحدة في هذا الشأن».
 ولفتت هذه المصادر الى «ان مواقف ميقاتي، على هامش زيارة الأمين العام للأمم المتحدة ستكون تحت المجهر لمعرفة المسار الذي ستسلكه الأمور، تأزماً أو انفراجاً».
اما الطريق الثانية فتمثلت في ما يشبه «تكذيب» ما وُصف بانه رواية أطلقها ميقاتي امام زواره عن اللقاء غير المعلن الذي حصل في فترة الاعياد بينه وبين الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله (أطل مساء امس في كلمة على ان تكون له اليوم كلمة اخرى) اذ أخبر بعض المحيطين به انه بعدما بادره نصر الله في مستهل الاجتماع قائلاً «لقد طعنتَنا بالظهر، وبدأ الطعن حين أعلنت تأييدك لتمويل المحكمة الدولية عبر الإعلام»، استمر اللقاء ودياً وطويت صفحة تمويل المحكمة وكل ما يتعلق بها قبل ان ينتهي الاجتماع «بتفاهم وود».

وبحسب «الرواية» التي نشرتها «الأخبار» فان السيد نصر الله لم يكن مبتسماً حين استقبل ميقاتي وان «من يعلم ما حصل في اللقاء يتحدث عن لقاء مكفهر، حيث لم يبتسم الأمين العام لضيفه، وبدأه بالعتب الشديد، ومنذ اللحظة الأولى، قائلاً «غدرتَ بنا»، وان اللقاء بقي على الإيقاع نفسه من العتب.
ونقلت عن الأمين العام لـ «حزب الله» قوله «إن تمويل المحكمة قد مضى، وأصبح خلفنا، وما هو أمامنا الآن هو التجديد للمحكمة الدولية»، منطلقاً في كلامه من رؤيته للمحكمة المسيّسة والأميركية – الإسرائيلية الأهداف.
وحين قال ميقاتي إن التجديد للمحكمة الدولية يحصل آلياً ولا مجال لتدخل الحكومة اللبنانية في هذا التجديد، وإن موعد مارس سيجدد للمحكمة من دون أي مراجعة للحكومة اللبنانية التي لن يكون رأيها مؤثراً، رفض الأمين العام لحزب الله ما اعتبره التفافاً على موقف حزب الله، وموحياً «هذه المرة لن تمر».
وذكرت الصحيفة ان الأمين العام للحزب تابع أن تغطية تمويل المحكمة من خارج مجلس الوزراء كان مزعجاً للحزب، وأدى إلى انزعاج حقيقي، والإخراج الذي حصل عبر تغطيتها من خارج الموازنة لم يُزل الإحراج والإزعاج.
وبحسب الراوين «فان اللقاء انتهى بكلام واضح للسيد نصر الله مفاده أنه في ما يتعلق بالتجديد للمحكمة لن يكون الحزب وحده منزعجاً، بل سيكون رئيس الحكومة أيضاً على المستوى نفسه من الانزعاج».  

السابق
بان: سلاح حزب الله يقلقني وقرار التمديد للمحكمة يعود لي
التالي
مواجهة التهويل