الحياة: يعود إليّ قرار التمديد للمحكمة وسنبحث التداعيات السورية على لبنان

في الطائرة التي أقلته والوفد المرافق من نيويورك إلى بيروت، تحدث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى «الحياة» بكثير من الصراحة. إذ اعتبر أن زيارته الثالثة إلى لبنان ستكون «ناجحة جداً»، ورداً على الحملات التي شنها عليه سياسيون لبنانيون قال: «تم الترحيب بي (في لبنان) دائماً بحفاوة وإيجابية، وأوضح أن تيري رود لارسن، الذي يتعرض بدوره لحملات عنيفة ضد دوره، هو «مستشاري ومن الطبيعي أن يرافقني ويشارك في كل الاجتماعات.

وشدد بان كي مون على أن «قراري مجلس الأمن الدولي 1559 أو 1701 أو غيرهما، ملزمة لكل الدول الأعضاء… فهي ليست قرارات تخص مجموعات أو أحزاباً من دون غيرها…».

وأوضح أن تمديد ولاية المحكمة الدولية «قرار عائد إلي بالطبع بعد التشاور الوثيق مع مجلس الأمن والحكومة اللبنانية».

وقال بان كي مون إن ليست لديه «خطط للقاء اللاجئين السوريين في لبنان»، لكن «سنبحث مع الحكومة اللبنانية تداعيات الوضع في سورية على استقرار لبنان وسلامته «. وفي الشأن السوري الداخلي أوضح أن «علينا أن نرى أولاً ماذا سيحدث لجهود جامعة الدول العربية التي أدعمها كلياً».

وفي ما يأتي نص الحوار مع بان كي مون:

هذه أول زيارة لك في ولايتك الثانية كأمين عام للأمم المتحدة إلى لبنان، وبالتالي للزيارة أهمية خاصة تنطوي على رسالة تريد توجيهها إلى اللبنانيين والى اليقظة العربية أو «الربيع العربي» عبر مخاطبتك مؤتمر «الانتقال إلى الديموقراطية». لبنانياً، هل هدفك من الزيارة أن تعلن ثقتك بالحكومة اللبنانية؟

– لبنان دولة عضو في الأمم المتحدة ولاعب مهم في هذه المنطقة في قضية السلام والاستقرار، ولذلك اخترته ليكون محطة زيارتي الأولى في ولايتي الثانية. ربما من قبيل الصدف أن تكون زيارتي الأولى في ولايتي الأولى إلى باريس للمشاركة في مؤتمر دولي لدعم لبنان. فعلاقتي مع لبنان وعلاقة الأمم المتحدة بلبنان قديمة ومهمة جداً. ولذلك أتطلع إلى زيارتي في هذا الوقت حيث يحدث في المنطقة تغيير دراماتيكي مدهش، للأسف لم يحدث تغيير في عملية السلام للشرق الأوسط، وأمل أن تبعث زيارتي إلى لبنان رسالة قوية إلى المنطقة.

> كيف ذلك؟ كيف يمكن أن تساعد زيارتك إلى لبنان في عملية السلام؟

– إن السلام والاستقرار في لبنان لهما انعكاساتهما على عملية السلام برمتها. بالطبع، إن الفلسطينيين والإسرائيليين يجب أن يتحدثوا مع بعضهم بعضاً ويحرزوا التقدم. وفي الوقت ذاته فإن السلام في هذا البلد (لبنان) مهم للسلام العام في الشرق الأوسط.

> ما مدى ارتياحك لجهة تعاون الحكومة اللبنانية مع الأمم المتحدة وتنفيذ جميع قراراتها ذات الصلة من دون انتقائية؟

– منذ خمس سنوات، أي منذ توليت مهامي في ولايتي الأولى كأمين عام، عملت عن كثب مع حكومة السنيورة حينذاك ومع حكومة (الرئيس نجيب) ميقاتي الآن، تلى التنفيذ الكامل للقرارين 1701 و1559. ونحن نبذل كل جهد لمساعدة الحكومة اللبنانية على تنفيذ هذين القرارين الصادرين عن مجلس الأمن الدولي. لقد تعاونا في شكل كامل مع المحكمة الخاصة بلبنان، وأنا أتطلع إلى استمرار التزام الحكومة اللبنانية بذلك.

مشاركة تيري رود لارسن

> القرار 1559 يرفضه «حزب الله» وهو جزء من الحكومة اللبنانية. أنت تصطحب معك مبعوثك الخاص المكلف تنفيذ هذا القرار تيري رود لارسن. ما هي رسالتك من وراء ذلك؟ وكيف تقرأ عدم اعتراض أي جهة لبنانية رسمية على مشاركة وحضور تيري رود لارسن جميع الاجتماعات الرسمية بل أيضاً في المناسبات الاجتماعية الرسمية كذلك؟

– إن قراري مجلس الأمن الدولي 1559 أو 1701 أو غيرهما، ملزمة لجميع الدول الأعضاء المعنيين. إنها ليست قرارات تخص مجموعات أو أحزاباً من دون غيرها. لذلك من المهم جداً أن تقوم الحكومة اللبنانية ومختلف فئات الشعب اللبناني بتنفيذ هذين القرارين كلياً. هذه هي زيارتي الثالثة إلى لبنان وقد تم الترحيب بي دائماً بحفاوة وبإيجابية. وإني على ثقة بأن زيارتي ستكون ناجحة جداً، وأنا أتطلع إلى مناقشات ودية مع القيادات اللبنانية.

> سؤالي يتعلق بالقرار 1559 الذي يرفضه «حزب الله»، وباصطحابك الرجل المكلف بضمان تنفيذ هذا القرار. إن عدم اعتراض أية جهة رسمية على ذلك لافت. فما الرسالة السياسية من وراء ذلك؟

– إنه (تيري رود لارسن) مســتشاري الخاص في شؤون الشــرق الأوســـط وبالذات في خصــوص القرار 1559. وبالتالي، من الطبيعي أن يرافقني ويسافر معي ويشارك في جميع الاجتماعات، وأن يقدم لي النصيحة في المســائل المهمة. فأنا لا أتحدث عن مجموعة معينة. المهم بالنسبة إلي أن يلقى قرار مجلس الأمن الاحترام وأن ينفذه جميع الأطراف في لبنان.

> صدرت تهديدات علنية ضدك وضد زيارتك إلى لبنان. هل تشعر بالقلق على أمنك؟

– أنا واثق من أن الحكومة اللبنانية ستتخذ الإجراءات الأمنية الضرورية. لست قلقاً. إني واثق من أن الحكومة اللبنانية والشعب اللبناني سيرحبون بي كما سبق وفعلوا دائماً. إنني الأمين العام للأمم المتحدة وأنا أعمل من أجل السلام والاستقرار للبنان وفي المنطقة ومن أجل السلام العالمي. فأنا أؤمن أن السلام والاستقرار في الشرق الأوسط لهما تداعيات عالمية.

> هناك مآخذ عليك من قبل البعض. فهم يشككون بحيادك ويقولون إن مواقفك من انتهاكات إسرائيل للقرار 1701 ضعيفة جداً. يقولون إنك تتهاون مع انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان الفلسطيني فيما يعلو صوتك عندما ينتهك العرب حقوق الإنسان.

– إني أتطرق إلى هذه المسائل دوماً بغض النظر إن كانت الانتهاكات إسرائيلية أو غيرها وذلك بناء على قناعاتي الشخصية وعلى القيم الدولية.
 > لكنك فشلت في إيقاف انتهاكات الإسرائيليين الجوية وفي دفعهم إلى الانسحاب من قرية الغجر، وهم مستمرون في الانتهاكات.

– إنني أطالب الإسرائيليين دوماً، كلما برزت الفرصة للتحدث مع القادة الإسرائيليين، بأن ينفذوا القرار 1701 في شكل كامل، وسأستمر في ذلك.

> هل ستعلن من بيروت تعيين السفير البريطاني ديريك بلمبلي مكان السفير مايكل ويليامز؟

– كيف عرفتِ ذلك؟

> شكراً، إذاً، على تأكيدك المعلومات في هذا الجواب.

– لقد بعثت برسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي (أول من) أمس وآمل أن يتم ذلك رسمياً أثناء وجودي في لبنان.

> ومن سيحل مكان دانيال بلمار، المدعي العام ورئيس التحقيق في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان؟

– لقد بدأنا عملية اختيار البديل. ولايته تنتهي أواخر شباط (فبراير)… الدائرة القانونية تقوم بالبحث وستأتي إلي باقتراحاتها. ولست في صدد الكشف عن الأسماء الآن، إنما البديل سيتولى مهامه مطلع آذار (مارس) المقبل.

البروتوكول والتمديد للمحكمة الدولية

> ماذا عن بروتوكول المحكمة والتمديد لها؟ هل هو قرارك حصراً في نهاية المطاف؟

– بموجب الاتفاقية مع لبنان، سيتم التمديد للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان إذا لم تستكمل مهامها مع حلول 29 شباط. إن تمديد الولاية قرار عائد لي، بالطبع، بعد التشاور الوثيق مع مجلس الأمن والحكومة اللبنانية.

> لا يحق، إذاً، للحكومة اللبنانية أن تتخذ قراراً انفرادياً بعدم التعاون أو بإلغاء البروتوكول؟

– عملياً، لن تنتهي المحكمة من أعمالها بحلول نهاية شباط والاتفاقية تنص على التمديد لها إذا لم تنته المحكمة من أعمالها.

> كثيرون يقولون إن المحكمة الخاصة باتت بلا جدوى وإنها ستستمر كواجهة إلى الأبد من دون أن تنفذ حقاً مبدأ عدم الإفلات من العقاب.

– كيف يمكن أن يُقال أو أن يُصدَّق القول بأنها بلا جدوى؟ إنها محكمة دولية مستقلة قائمة على القضاء، تم إنشاؤها بموجب قرار لمجلس الأمن بطلب من الحكومة اللبنانية. إنها هيئة بالغة الأهمية لتعزيز العدالة الدولية وحماية حقوق الإنسان وإنهاء الإفلات من العقاب. فالذين ارتكبوا هذه الجرائم التي تنتهك حقوق الإنسان، وبغض النظر عمن هم، يجب أن يمثلوا أمام العدالة. هذا هو الهدف الرئيسي للمحكمة الخاصة.

لن التقي لاجئين سوريين

> بالنسبة للحدود اللبنانية – السورية ووضع اللاجئين السوريين هناك؟ هل تنوي اللقاء بهم، على الحدود أو في مقرك؟

– سنبحث مع الحكومة اللبنانية ما هي إفرازات وتداعيات الوضع في سورية على لبنان وعلى استقراره وسلامه. انما ليست لدي أية خطط الآن للقائهم (اللاجئين).

> هل تود زيارة سورية؟

– علينا أن نرى أولاً ماذا سيحدث لجهود جامعة الدول العربية التي أدعمها كلياً وهي تلقى دعماً قوياً من الأسرة الدولية والأمم المتحدة وهذا فائق الأهمية. إن المراقبين يجب أن يتمتعوا بحرية التحرك الكاملة بلا عرقلة كي يتمكنوا من التحقق مما حصل ويحصل.

> الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، لا يطلب منك مراقبين دوليين ويكتفي بطلب النصيحة فقط لماذا يتردد، في نظرك، بطلب مساعدة جدية من الأمم المتحدة التي لها خبرة أكبر في مسألة المراقبة؟

– هذا ليس صحيحاً. إنني أتعاون معه عن كثب وباستمرار، ونتشاور في كيفية قيام الأمم المتحدة مع جامعة الدول العربية بمعالجة هذه المسألة. طلبت جامعة الدول العربية الدعم التقني من الأمم المتحدة ونحن بدأنا في ذلك. مكتب المفوضة العليا لحقوق الإنسان، ناخي بيليه، سيبدأ الأسبوع المقبل في تدريب المراقبين.

> لو قال لك نبيل العربي: تعال معي إلى سورية، هل أنت مستعد للذهاب معه؟

– علينا أن ننتظر ونرى. أولاً، لنرى كيف سيتطور الوضع وكيف ستعالج جامعة الدول العربية الأمر.

> هل فات الأوان على استدراك اندلاع حرب أهلية في سورية؟ هل باتت الحرب الأهلية حتمية؟

– هناك دائماً مجال للاستدراك. لقد استغرق الأمر طويلاً منذ شهر آذار الماضي، وخلال الشهور التسعة قتِلَ أكثر من 5 آلاف شخص. هذا وضع لا يمكن القبول به أبداً. الرئيس بشار الأسد مسؤول عن حماية حقوق الإنسان في سورية. يجب عليه أن يكف عن قتل شعبه، وسفك الدماء هذا يجب أن يتوقف الآن.

على الأسد اتخاذ إجراءات جريئة الآن

> هل توافق الرئيس الأميركي باراك أوباما قوله بأن بشار الأسد فقد شرعيته كرئيس؟

– لقد قلت منذ أشهر إنه فقد شرعيته وإن عليه اتخاذ إجراءات جريئة للإصلاح قبل أن يفوت الأوان.

> وهل فات الأوان الآن؟

– إذا اتخذ إجراءات جريئة وحاسمة الآن، يمكننا أن ننقذ الأرواح قبل قتل المزيد من الناس.

> إذاً، أنت لا توافق مع مطالبة أوباما وغيره من القيادات الغربية بتنحي الأسد عن السلطة؟

– هم قادة دولهم. أنا أمين عام للأمم المتحدة وأقوم بما على الأمين العام القيام به.

> هل تسمع من روسيا والصين اعتراضهما على مواقفك من سورية أو يحتجان على تصريحاتك علماً بأن روسيا والصين تمنعان مجلس الأمن من إجراءات ضد الحكومة السورية؟

– لا. أعتقد أنني أنفذ مهامي بناءً على القيم العالمية ومبدأ حماية حقوق الإنسان.

> مجلس الأمن يبدو الآن في حالة صدام بين أعضائه، فيما القتل مستمر في سورية والمعارضة السورية تتوسل إليك ولمجلس الأمن بالتدخل. ما هو الأفق الزمني لبقاء المسألة خارج الأمم المتحدة؟ كيف ترى الأمور في هذا الإطار؟

– إنني أبحث هذه المسألة مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن ولقد نصحتهم تكراراً بأنه يجب على أعضاء مجلس الأمن أن يتحدثوا بصوت واحد وبوضوح. فهذا ما تتوقعه الأسرة الدولية.

> وهذا ما لا يفعلونه. إلى متى يمكن أن تستمر المواجهة بين روسيا والصين وغيرهما وبين الدول الغربية؟ وهل بات تقدم العرب بطلب إلى مجلس الأمن شرطاً مسبقاً لتناول المجلس المسألة السورية؟

– دول الجامعة العربية بحثت إن كانت ستتوجه إلى مجلس الأمن، وفهمت أيضاً أنهم لم يتخذوا ذلك القرار حتى الآن.

> أنت على اتصال دائم مع نبيل العربي ولقد التقيت قبل أسبـــوعين رئيـــس وزراء قطر الشيخ حمــد بن جـــاسم. هل لمست اخـــتلافاً في موقفيهما في شأن دور مجلس الأمن والأمم المتحدة يعكس انقـــساماً في الصفوف العربية؟

– جامعة الدول العربية تبحث هذه المسألة وهي أحياناً موحدة لكنها لا تُجمِع على موقف في بعض الأحيان. بصورة عامة، لقد اتخذت جامعة الدول العربية مواقف فائقة الأهمية، في هذه المسألة.

> هل تتوقع أن يتوجه كل من حمد بن جاسم ونبيل العربي إلى مجلس الأمن لإحاطته قريباً؟

– هذا ما قاله لي رئيس الوزراء حمد بن جاسم آل ثاني، بأنه قادم مع نبيل العربي إلى مجلس الأمن لتقديم إحاطة إلى المجلس.

> ما هي رسالتك إلى الحكومة السورية من لبنان لجهة علاقاتها بلبنان؟

– إن لبنان وسورية يتقاسمان أطول الحدود وعلاقاتهما كانت دائماً ذات خصوصية مميزة. الوضع القائم في سورية الآن تترتب عليه إفرازات خطيرة على السلام والاستقرار في لبنان. ليس فقط من ناحية السلام والاستقرار في لبنان، وإنما أيضاً من ناحية حقوق الإنسان والديموقراطية، يجب على الرئيس السوري بشار الأسد أن يستمع إلى شعبه. فليس مقبولاً أبداً أن يقوم بقتل شعبه وأن تكون قواته المسلحة والأمنية قتلت 5 آلاف شخص وتنتهك حقوق الإنسان. إن الأسرة الدولية لن تقبل بوضع كهذا. إنني أحضّه مرة أخرى على اتخاذ إجراءات آنية والتوقف عن سفك الدماء.

> دعني أنتقل إلى إيران، فالوقت يداهمنا. أتخشى أن يؤدي التصعيد والتهديد في شأن مضيق هرمز إلى حرب أو أنك تعتبره مجرد تصعيد لفظي؟ وفي ما يخص المسألة النووية الإيرانية، ما موقفك من اغتيال العلماء الإيرانيين لا سيما إذا كانت جهات خارجية تقوم بهذه الاغتيالات؟

– إن أي إجراء إرهابي أو أي اغتيال لمدنيين أو لعلماء تجب إدانته ويجب أن يكون مرفوضاً، إذ تجب حماية حقوق الإنسان.

إيران ووكالة الطاقة الذرية

أما في ما يتعلق بالمسألة النووية الإيرانية، لقد قلت علناً وفي الجلسات الخاصة مع القيادة الإيرانية بأن عليهم التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وبحسب مفهومي إن فريقاً من الوكالة سيقوم بزيارة إيران أواخر هذا الشهر، وآمل أن تكون المحادثات مع السلطات الإيرانية جيدة. إن العبء يقع على إيران لتثبت أن برنامجها النووي هو حقاً من أجل الغايات السلمية. يجب أن يبرهنوا ويثبتوا ذلك. حتى الآن، لم يقنعوا الأسرة الدولية بذلك. ولهذا إنني أحض الإيرانيين على الانخراط في حوار في إطار الدول الغربية الثلاث زائد الدول الثلاث في مجلس الأمن الدولي (الولايات المتحدة، وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا).

أما في ما يتعلق بالوضع في مضيق هرمز فإنني أقوم بحض الأطراف المعنية أولاً على نزع فتيل التوتر. فهذه منطــقة بالغة الأهــمية حيث تمر التجارة الحرة والنفط وحيث تجب حماية السفن طبقاً لقانون البحار.

> هل تعارض، بصفتك أميناً عاماً للأمم المتحدة، تطبيق حكم الإعدام بالرئيس السابق حسني مبارك في حال صدوره؟

– الأمم المتحدة تبنت قراراً يوصي الدول بكل قوة بعدم تطبيق حكم الإعدام. هذا موقف الأمم المتحدة المبدئي.

> هل تتوجه إلى السلطات المصرية مباشرة لتطلب عدم إنزال تلك العقوبة؟

– هذا الأمر افتراضي والسيد مبارك ما زال أمام المحكمة، وسنرى ماذا سيكون الحكم. فلا أريد الاستباق.

على الرئيس اليمني الالتزام بالاتفاق

> الرئيس اليمني علي عبدالله صالح لن يتوجه إلى نيويورك، كما قيل، وما زال في السلطة. هل حان الوقت لرفع الحصانة التي عرضتها المبادرة الخليجية عليه بعدما بات واضحاً أنه لن يتخلى عن السلطة؟

– بغض النظر إن كان ذاهباً إلى نيويورك أو غيرها، لا علاقة لذلك بالاتفاقية التي توصلوا إليها.

> ماذا تعني. ماذا تود أن تقول له؟

– إن عليه أن ينفذ كلياً ما وافق عليه تجاه شعبه ومع مجلس التعاون الخليجي.

> الأوضاع في المنطقة العربية ليست مشجعة في نظر الكثيرين بعد الابتهاج بالربيع العربي هناك خيبة أمل لدى الكثيرين بسبب تحوّل «الربيع العربي» إلى «ربيع إسلامي» تدفع المرأة العربية ثمناً كبيراً له. أنت من المتحمسين لما حدث ويحدث. هل تطلب ضمانات تحفظ الحقوق المدنية، وحقوق المرأة، وفصل الدين عن الدولة؟

– الشعب العربي يمر في مرحلة تغيير فريدة وغير اعتيادية حيث يحدث الانتقال إلى المبادئ الديموقراطية والى الديموقراطية. وهذا إيجابي جداً، وما شهدناه السنة الماضية، والذي قد يستمر السنة هذه، هو أمر تدعمه الأسرة الدولية. ولهذا لقد وضعت هذا التغيير في صدارة أولويات الأمم المتحدة للسنوات الخمس المقبلة بهدف مساعدة هذه الدول في المرحلة الانتقالية.

– ربما يختلف الأمر من دولة إلى أخرى. فلكل دولة وضعها المميز. ما هو واضح هو أن الشعوب تتحرك في الاتجاه الصحيح.

> كيف تعرف أنه الاتجاه الصحيح؟ ما هو تعريفك للاتجاه الصحيح؟ غيرك يشعر بخيبة أمل ويراه اتجاهاً خاطئاً؟

– يجب أن تتمكن الشعوب من العيش بكرامة، وأن تتمتع بالحماية الكاملة لحقوق الإنسان، وأن تُعطى المرأة والشباب انتباهاً خاصاً. إن التغيير الذي يحدث تغيير إيجابي. والعديد من الدول في المنطقة تتبنى الآن قوانين إيجابية جداً لضمان أوضاع المرأة والشباب.

> أين؟

– وزير خارجية الجزائر، مثلاً، قال لي إنهم يضمنون مشاركة المرأة بنسبة 30 في المئة في الانتخابات المقبلة.

> الجزائر ليست من دول التغيير بل هي ضده في الواقع.

– إننا نتحــــدث عن الربـيــع العربي وليس عن دولة معينة. إن التــغــيير يحدث بإيجابية وأنا في غاية التشــجيع والحــماسـة لما يحدث والأمم المتحدة تحض دائماً على التغيير الديموقراطي بأسرع ما هو ممكن. 

السابق
السفير: بان: تمديد المحكمة وضبط الحدود … ونزع السلاح
التالي
الانتفاضات والنموذج اللبناني