بان: الأمم المتحدة حريصة على أمن لبنان

أبدى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون، قبل ساعات من وصوله المتوقع الى بيروت بعد ظهر اليوم، حرصاً بالغاً على "أمن لبنان واستقراره"، فدعا اسرائيل الى "وقف فوري" لانتهاكاتها لسيادته، وشجع سوريا على التعاون لترسيم حدودها معه. وتوقع معاودة جلسات الحوار الوطني اللبناني توصلا الى استراتيجية دفاع وطني واتخاذ "خطوات ملموسة" تؤدي الى نزع أسلحة الميليشيات وفقاً لقرارات مجلس الأمن. وحض لبنان على اتخاذ اجراءات لحماية نفسه من الارهاب، مشيداً بالعمل "الجيد جدا" الذي يقوم به الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية الأخرى. وعبر عن ثقته بأن حكومة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي "ستواصل احترام واجباتها وتعاونها" مع المحكمة الخاصة بلبنان، لافتاً الى أنه سيتخذ قريباً قرار تمديد التفويض الممنوح للمحكمة بموجب الاتفاق بين الأمم المتحدة ولبنان، بالتشاور مع مجلس الأمن والحكومة اللبنانية، مضيفاً أنه سيعين مدعياً عاماً جديداً للمحكمة بحلول الأول من آذار المقبل. وأمل ان تكشف السلطات اللبنانية المتورطين في الهجمات على القوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان "اليونيفيل" وأن تجلبهم الى العدالة "في أسرع ما يمكن".
ولاحظ أن اللبنانيين "قلقون" من أثر ما يحصل في سوريا على بلدهم. غير أنه اعتبر أن المسؤولين اللبنانيين "يقومون بأفضل ما في وسعهم لاحتواء تداعيات الأزمة السورية في لبنان". وحمل الرئيس السوري بشار الأسد "المسؤولية الأهم" عن حماية أرواح ابناء شعبه وحقوق الانسان الخاصة بهم، مذكراً بأن الأسد وعده بوقف أعمال القتل بيد أنه "لم يف بوعوده حتى الآن". وحض مجلس الأمن على "التحدث بطريقة موحدة" حيال الأزمة السورية "قريباً". واذ طالب زعماء المنطقة بالاصغاء الى مطالب شعوبهم، قلل شأن القلق من الاتجاهات الاسلامية نتيجة "الربيع العربي"، لكنه لاحظ أن تونس ومصر وليبيا تحتاج الى تغيير سياسي شامل يضمن احترام الحقوق الرئيسية لجميع الناس، بصرف النظر عن العرق أو الدين أو وجهات النظر السياسية. كذلك قلل شأن القلق من امكان حصول نزاع سني – شيعي لأن الناس في الشرق الأوسط "لا يريدون محنة طائفية"، واكد أنه من مسؤولية الزعماء السياسيين والروحيين تشجيع هذه الرؤية الايجابية، و"أنا واثق من أنهم سيفعلون".
وهنا النص الكامل لحوار "النهار" مع بان عن زيارته للبنان:
■ سيكون لبنان وقفتك الأولى في رحلة طويلة لك الى الشرق الأوسط. اسمح لي أولاً أن أسالك: هل هي مجرد مصادفة أنك تزور هذه المنطقة في الذكرى السنوية الأولى لـ"الربيع العربي"؟ هل أنت متفائل بما يحصل في العالم العربي؟
– هذه لحظة استثنائية. لا يمكنك الا أن تصاب بالتأثر والالهام نتيجة الشجاعة والتصميم الاستثنائيين اللتين أبدتهما الشعوب في كل أنحاء المنطقة، وخصوصاً الشباب، للمطالبة بالديموقراطية والحكم الأفضل، بالكرامة وبمستقبل ملؤه الفرص. أنا متفائل، لكن البلدان التي تمر بمرحلة انتقالية الآن ستحتاج الى مساعدة. هذه هي الطريقة الوحيدة لتمكين التغييرات الجارية من ان تصمد وتستمر. لذلك جعلت مساعدة البلدان في المراحل الانتقالية واحدة من الأولويات الخمس لولايتي الثانية امينا عاما للأمم المتحدة.
■ ما هي الأولويات الراهنة للأمم المتحدة في لبنان، علماً بان لدى المنظمة الدولية ملفاً كبيراً له؟ ما الذي تخطط لمناقشته من هذا الملف مع القيادات اللبنانية؟
– لبنان بلد مهم للغاية بالنسبة الى الأمم المتحدة. أولاً وفوق كل شيء أنا هنا لحضور قمة مهمة للجنة الاقتصادية والاجتماعية للأمم المتحدة لغرب آسيا "الإسكوا". أنا أقدم احاطة دورية لمجلس الأمن عن تنفيذ قرارات عدة تتعلق بلبنان، بما في ذلك القراران 1701 و1559. الأمم المتحدة حريصة جدا على مساعدة لبنان بغية الحفاظ على أمنه واستقراره. واضافة الى ذلك، هناك 24 مكتباً مختلفاً للأمم المتحدة في لبنان، تغطي عملها السياسي والتنموي والانساني وذلك المتعلق بحفظ السلام وحقوق الانسان. ان كثافة حضور الأمم المتحدة في لبنان هي من الأعلى في العالم، وهذا يبرز بوضوح التزامنا أمن هذا البلد واستقراره ورخاءه وازدهاره. بل أكثر، ثمة تغييرات كثيرة حصلت في المنطقة العربية خلال العام الماضي، ولبنان لاعب مهم في المنطقة، وليس أقله دوره عضوا في مجلس الأمن حتى الآونة الأخيرة.
■ لم يحرز تقريباً أي تقدم عام 2011 في تنفيذ قرارات مجلس الأمن 1559 و1680 و1701. لماذا تبدو الأمم المتحدة من دون حيلة حيال وقف الانتهاكات الاسرائيلية لسيادة لبنان؟ ما الذي يمكن القوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان "اليونيفيل" أن تفعله بغية التوصل الى وقف نار دائم بين لبنان واسرائيل؟
– طلعات الطيران الاسرائيلي (في أجواء لبنان) انتهاكات للقرار 1701، وكذلك لسيادة لبنان. هذه الطلعات الجوية تتعارض مع أهداف اليونيفيل وجهودها لتخفيف التوترات، ولها أثر سلبي على صدقية القوات المسلحة اللبنانية و"اليونيفيل". تواصل "اليونيفيل" الاحتجاج على كل الانتهاكات الجوية، داعية السلطات الاسرائيلية الى وقفها فورا. أنا شخصياً ومن خلال من يمثلونني على الأرض، أطالب اسرائيل باستمرار بوقف هذه الانتهاكات. ان ضمان التوصل الى وقف نار دائم هو الغاية الأساسية من القرار 1701. ساعدت "اليونيفيل"، بالتعاون مع القوات المسلحة اللبنانية، على تأسيس بيئة استراتيجية جديدة في جنوب لبنان، توفر نافذة فرصة للتحرك في اتجاه تنفيذ وقف نار دائم وحل طويل الأمد للنزاع. أدعو كلاً من الطرفين الى الاستفادة القصوى من هذه البيئة الاستراتيجية الجديدة بغية احراز تقدم أكبر في تنفيذ القرار 1701. لا بد أن يواصل الطرفان التزامهما التام وقف الأعمال العدائية واحترام الخط الأزرق بكليته.
 السلاح
■ هناك مفارقة. سوريا تتذمر في هذه الأيام من أسلحة تهرب اليها عبر الحدود مع لبنان. ما الذي ينبغي القيام به لوقف تهريب الأسلحة عبر الحدود بين لبنان وسوريا؟
– لسنوات عدة، دعت الأمم المتحدة الى ادارة محسنة للحدود بين لبنان وسوريا. هذا ملائم أيضاً لأحكام قرارات مجلس الأمن، بما في ذلك حظر الأسلحة المفروض بموجب القرار 1701، وممارسة الحكومة سلطانها الكامل على كل أراضيها وفقاً لما يدعو اليه القرار 1559، والتشجيع الذي يتضمنه القرار 1680 لسوريا على ترسيم حدودها المشتركة، مما يعزز قدرة لبنان على السيطرة على الحدود. ان تهديد الارهاب الدولي هو تهديد تواجهه ويا للأسف بلدان كثيرة حول العالم. يجب على لبنان أن يتخذ اجراءات لحماية نفسه من هذا التهديد. قام الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية اللبنانية بعمل جيد جدا حفاظاً على الأمن في البلاد.
■ هناك من يجادل بان ترسانة "حزب الله" مهمة للدفاع عن البلاد في وجه أي عدوان محتمل من اسرائيل. ماذا يمكنك أن تقول في هذا الجدل؟ ما هي الأخطار التي تمثلها الجماعات المسلحة كـ"حزب الله"، و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة" و"فتح الانتفاضة"؟
– ان مسألة الأسلحة الخارجة عن سلطة الدولة تقع في صميم القرارين 1701 و1559، ونتوقع التعامل معها. ما من دولة يمكنها أن تعمل بنجاح من دون احتكار الاستخدام المشروع للقوة. على اي حال، أنا لطالما اعتقدت أن هذا الموضوع يجب أن يحل من خلال آلية لبنانية داخلية. أتوقع اعادة الحوار الوطني اللبناني واحراز تقدم في تطوير وتنفيذ استراتيجية دفاع وطني تتعامل مع موضوع الأسلحة الخارجة على سلطة الدولة. أتفهم أن هذا لا يمكن أن يحصل بين ليلة وضحاها. بيد أن خطوات يجب أن تتخذ لتحريك العملية الى الأمام بصورة ملموسة.

المحكمة
■ هناك من يجادل بأن لبنان شهد انتفاضته الشعبية عام 2005، عقب اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري. القوات السورية انسحبت، غير أن الوضع في لبنان لا يزال هشاً مذذاك. هل تعتقد أن المحكمة الخاصة بلبنان يمكنها احلال الاستقرار في البلاد؟ هل أنت راض لأن لبنان وفى أخيراً بوعده بتمويل المحكمة؟ ما الذي تتوقعه خطوة تالية من لبنان في هذا الشأن؟
– أنا سعيد جدا بأن الحكومة اللبنانية قررت تحويل نسبة الـ49 في المئة التي تقع على عاتقها لموازنة المحكمة الخاصة بلبنان. أنا ممتن للجهود الشخصية التي بذلها رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي في هذا الشأن. ان هذا القرار خطوة ايجابية جدا ستسمح للمحكمة الخاصة بمواصلة عملها من أجل كشف الحقيقة عن اغتيال رئيس الوزراء السابق الحريري وآخرين. أقدر لرئيس الوزراء ميقاتي التزامه التشبث بواجبات لبنان الدولية. وأنا واثق من أن الحكومة ستواصل احترام هذه الواجبات والتعاون مع المحكمة الخاصة.
■ بعض اللبنانيين يتحدث عن عدم تجديد الاتفاق الخاص بالمحكمة الخاصة بلبنان بين الأمم المتحدة والحكومة اللبنانية. آخرون سيسعون الى بعض التعديلات. هل ثمة امكان لانهاء هذا الاتفاق أو تعديله؟
– بموجب الاتفاق بين الأمم المتحدة ولبنان، سيمدد التفويض الممنوح للمحكمة الخاصة اذا لم تستكمل عملها بحلول هذا التاريخ (آذار 2012). ان مدة التمديد لهذا التفويض هو قرار أتخذه أنا، بالتشاور مع مجلس الأمن والحكومة اللبنانية. أنا حالياً في عملية لاجراء المشاورات الضرورية. أنوي التوصل الى قرار قريباً في شأن مدة التمديد.
■ السيد دانيال بلمار لن يسعى الى ولاية ثانية مدعيا عاما للمحكمة الخاصة بلبنان. هل أنت راض عن عمله؟ أين صرت في عملية تعيين خلف له؟
– أنا ممتن للسيد بلمار على خدمته، وأتمنى له شفاء عاجلاً وكاملاً. عمله ساعد على وضع الأسس التي تمكن المحكمة الخاصة من متابعة بحثها عن الحقيقة. لقد أطلقت عملية لايجاد مدع عام جديد بحلول الأول من آذار 2012، طبقاً للاتفاق بين الأمم المتحدة ولبنان.

المنسق الخاص
■ من يكون البديل من السيد مايكل وليامس منسقا خاصا للأمم المتحدة في لبنان؟
– لا تزال المشاورات الداخلية جارية من أجل تعيين منسق خاص جديد. قابلت عدداً من المرشحين وآمل في أن أتمكن من اعلان (اسم) المنسق الخاص الجديد قريباً. في الوقت الحاضر، يستمر عمل مكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان مع السيد روبرت واتكنز كمنسق خاص موقت.
■ شهدنا العام الماضي هجمات عدة على "اليونيفيل". ما هي الخطوات الأكثر إلحاحاً وفورية التي ترغب في أن تتخذها الحكومة اللبنانية في شأن "اليونيفيل" ومنطقة عملياتها؟
– نددت بهذه الهجمات بأقوى العبارات. آمل في أن تتعرف الحكومة اللبنانية على المتورطين وان تجلبهم الى العدالة في أسرع ما يمكن. منذ الهجومين الصيف الماضي، عززت القوات المسلحة اللبنانية حضورها في أماكن رئيسية على طول خط الامداد الرئيسي لـ"اليونيفيل" وهي ترافق كل مواكب "اليونيفيل" شمال نهر الليطاني. أما في منطقة عمليات "اليونيفيل"، فتواصل "اليونيفيل" والقوات المسلحة اللبنانية التعاون عن قرب للحيلولة دون هجمات كهذه.

سوريا
■ هل أنت قلق من لبنان امكان تأثر بما يحصل في سوريا؟ لماذا؟
– في ما يتعلق بأثر تطورات سوريا على لبنان، فان سوريا هي الجار الأقرب والأكبر للبنان والعلاقات الخاصة بين البلدين معروفة جيداً. جميع اللبنانيين قلقون من أثر ما يحصل في سوريا على بلدهم لكنني أعتقد أن المسؤولين اللبنانيين يقومون بأفضل ما في وسعهم لاحتواء تداعيات الأزمة السورية في لبنان.
■ هل تعتقد أن الرئيس السوري بشار الأسد لا يزال يمكنه أن يحكم بعد الذي حصل؟ هل يتصرف مجلس الأمن في نهاية الأمر لوقف حمام الدماء في سوريا؟
– ان المسؤولية الأهم على عاتق الرئيس الأسد كزعيم هي أن يحمي أرواح ابناء شعبه وحقوق الانسان الخاصة بهم. لديه مسؤولية واضحة، طوال هذه الأزمة، لوقف القمع الذي تنفذه قوى الامن ولاتاحة حوار حقيقي والاصلاحات الديموقراطية التي يطالب بها الشعب السوري. يجب على السلطات السورية أن تستجيب للتطلعات الديموقراطية المشروعة للشعب السوري. لقد طلبت منه تكراراً أن يوقف أعمال القتل في البلاد وأن يصغي الى شعبه. قطع وعوداً بيد أنه لم يف بها حتى الآن. بالنسبة الى مجلس الأمن، أعتقد أنه ينبغي لمجلس الأمن أن ينظر في ذلك جديا وأن يجد سبيلاً للتحدث بطريقة موحدة. في 19 كانون الأول (الماضي)، نددت الجمعية العمومية للأمم المتحدة بشدة بالانتهاكات المنهجية والخطيرة المستمرة لحقوق الانسان في سوريا وأيدت مهمة جامعة الدول العربية. من المهم للمجتمع الدولي أن يتحدث بصوت واحد حيال هذه الأزمة. آمل في أن يكون ذلك ممكناً قريباً.

البحرين
■ لماذا لا تكون مواقف الأمم المتحدة من الوضع في البحرين حازمة بالقدر ذاته مثل وضع سوريا؟
– العمل من خلال قرارات أمر تقرره الدول الأعضاء. أعلم أنهم ينظرون الى كل الأوضاع عن قرب. كل وضع بالطبع يتسم بالفرادة والعمل ذاته لا يمكن أن يتخذ أينما كان وبالطريقة ذاتها. هدفي هو أن أجمع ارادة سياسية بين الدول الأعضاء وأن أنسق عن قرب بينها كي يتمكن نظام الأمم المتحدة من العمل بطريقة موحدة ومساعدة أولئك الأكثر حاجة. بالنسبة الي، فان بياناتي رداً على الأحداث التي تسمى عموماً "الربيع العربي"، كانت بحق متسقة عبر كل المنطقة: احترام حقوق المواطنين، وأهمية الحوار، والامتناع عن استخدام القوة غير المتناسبة، وواجب الزعماء الاصغاء الى المطالب المشروعة لشعوبهم.

الأقليات
■ هل أنت قلق من الاتجاه الى الأسلمة في تونس ومصر وليبيا؟ هل تعتقد أن الربيع العربي قد يعرض للخطر الأقليات في المنطقة؟
– التغييرات في دول مثل تونس ومصر وليبيا تحتاج الى أن تكون مستدامة. الأمم المتحدة تفعل ما في وسعها لتوفير كل ما يمكنها من دعم. واحد من المظاهر المهمة أن تكون هذه التغييرات شاملة للأقليات بالطبع، ولكن أيضاً الشباب والمرأة والناس المهمشين، على سبيل المثال. ثمة حاجة الى تغيير سياسي شامل يضمن أن الحقوق الرئيسية لجميع الناس ستكون محترمة، بصرف النظر عن العرق أو الدين أو وجهات النظر السياسية. خلال أحداث تلك الدول، دعوت بثبات الزعماء في المنطقة الى الانصات الى تطلعات شعوبهم. تلك الدعوة لا تزال صالحة اليوم.
■ هل تشاطر القلق في امكان حصول نزاع سني – شيعي في الشرق الأوسط؟
– الناس في الشرق الأوسط، كما في بقية العالم، يسعون الى الكرامة وحقوق الانسان. يريدون وظائف وعدالة اجتماعية. لا يريدون محنة طائفية. أعتقد أن أي رؤية لمستقبل سلمي في المنطقة يجب أن تتضمن التسامح والتفاهم بين كل الشعوب من كل الأديان، اضافة الى احترام حقوق الأقليات الدينية. سيكون من مسؤولية الزعماء السياسيين والروحيين تشجيع هذه الرؤية الايجابية، وأنا واثق من أنهم سيفعلون. 

السابق
عميد العملاء الياس بونس.. يضع شبكة الاتصالات بين يدي الموساد الاسرائيلي
التالي
ما وراء التفجيرات؟