بيان الجامعة العربية الأعوج؟

لم نفاجأ أبدا بالبيان الأعوج الأخير لجامعة الدول العربية بعد تقرير الجنرال السوداني والذي هو اصلا تقرير غير صالح للإستهلاك البشري نظرا إلى الثقوب والخروق و نقاط الضعف التي يحملها , ونظرا إلى كون مهمة الجامعة العربية عقيمة أصلا ولاقيمة سوقية أو ستراتيجية حقيقية لها , بل تحولت مهمة المراقبين العرب إلى فضيحة تواطؤ عربي رسمي جديدة مع نظام القتلة السوري , فقد إزدادت الخسائر البشرية السورية بشكل مروع مع وجود أولئك المراقبين و تحولوا ليكونوا مجرد شرطة مرور ل¯ "شبيحة" وقتلة النظام السوري الذي لم يعبأ أصلا بكل حكاية وفود المراقبين و أعتبرها مجرد عملية تكتيكية تغطي جريمته الكبرى بمحاولة إستئصال شأفة الثوار وزرع اليأس في صفوف الشعب السوري الثائر , ومحاولة كسر الإرادة الثورية التي لاتعرف التراجع ولا الكلل والملل بل تطورت حالة الثورة لتصبح قضية مقدسة وحالة شمولية لارجعة عنها البتة مهما غلت التضحيات و تصاعدت فاتورة الشهداء وقود الثورة ونارها التي لاتنطفئ أبدا إلا بقبر النظام المجرم واحالته لمزبلة التاريخ وهو ماسيتم في نهاية المطاف , بيان الجامعة العربية الأخير مجرد تأكيد على العجز العربي المفجع وعلى عدم قدرة النظام السياسي العربي على الصعود لمستوى الحالة الثورية في سورية , فالثوار في الشام لايطلبون تقارير من جنرالات هم أصلا مشتبه بهم وبذممهم وتاريخهم الإرهابي , كما أنهم قطعا لايعولون على تقارير إعلاميين صفقوا طويلا للنظام السوري و كانوا من أصدقائه و محازبيه , الثورة السورية حالة إنسانية كبيرة لايفهمها باشوات الجامعة العربية ولايصلون أبدا لمستوى عطائها وعندما يتحدث ذلك الجنرال السوداني عن ضرورة إطالة امد وجود المراقبين فهو إنما يعزز جهود النظام السوري الإرهابية و يوفر له التغطية العربية اللازمة للإستمرار في جرائمه , وبصراحة فإن من يعول على جهود الجامعة العربية فإنما يقامر على بيع الوهم و شراء الخديعة و يتآمر على دماء السوريين الأحرار الذين يعلمون مليا أن الله سبحانه و تعالى هو من يقف معهم و من سينصرهم مهما كانت المؤامرات الخبيثة ومهما كان حجم و درجوة التواطؤ الإقليمي و الدولي , لابديل بعد اليوم عن التدويل و مقاطعة وفود الرقابة العربية هو الحل الأنجع و نقل القضية السورية للضمير الدولي هو الحل الوحيد لتأديب النظام المجرم و إفهامه بأن التغطية العربية الفضائحية لم تعد تعني أبدا الشعب السوري الثائر الذي سيحقق الهدف و ينجز المطلوب و يحاسب القتلة و ينتقم لدماء الشهداء , فضيحة النظام السياسي العربي وخذلانه للشعب السوري هي جريمة تاريخية تؤشر على مدى العجز العربي المفجع , و كان الأسلم للجامعة العربية درءا للفضيحة وحفاظا على الحدود الدنيا من المصداقية أن تسحب يدها من الملف السوري بدلا من التورط في توفير الغطاء المشبوه لنظام القتلة وتساوي بين الضحية والجلاد في أبشع مهرجان قومي للبيع و الشراء بدماء الشعوب ,

تبا و سحقا لكل الأصوات النكراء المدافعة عن الباطل , وسحقا لتلك التقارير البائسة المعبرة عن مرض نفسي حقيقي لكاتبيها الذين لايراعون الله ولايتناغمون ابدا مع الحالة الثورية المقدسة التي يعيشها الشعب السوري وهو يفجر أروع و أنبل و اطهر ثورة عربية في تاريخ الشرق المعاصر , لم يعد أحرار سورية في وارد التعامل مع الجامعة العربية ووفودها العجفاء وجهودها المريضة , ولاعودة ابدا للماضي ولا وجود لاي تراخ في حسم الموقف من النظام السوري المنهار الذي لن يستطيع ابدا كسر إرادة الثوار و لا النيل من عزيمتهم الفولاذية الصلبة التي لاتعرف التراجع , السوريون الأحرار يتطلعون اليوم إلى مواقف شرفاء الأمة العربية و العالم وهم يخوضون صفحات الصراع النهائية لنظام أفلس أخلاقيا و سلوكيا و سقط إنسانيا وفقد كل مبررات وجوده و شرعيته , أما تقارير الجامعة العربية فهي مجرد أكوام تحرق في صناديق القمامة فإرادة الثوار و تضحياتهم ودمائهم الذكية فوق الجميع , وأرواح آلاف الشهداء لم تزل عن الثأر تستفهم وهي ترفرف في عليين و تبارك تضحيات الشباب و الحرائر الذين لايعرفون المستحيل , فلتبتعد الجامعة العربية عن المشهد السوري خوفا من تلويثه بأدران التآمر و التواطؤ , وللشعب السوري رب يحميه وهو نعم المولى ونعم النصير , والنصر مرهون بإرادة الأحرار وليس عبيد الطغيان.  

السابق
التكيف..هل يبقى بارداً؟
التالي
اللواء: سليمان يحث على اقرار زيادة الاجور وميقاتي يدعو للالتزام بآلية التعيينات مجلس الوزراء يرجىْء التعيين