بيبي الصغير

في الاسبوع الماضي ارتفع الستار عن مسرحية مجنونة تجري في الكنيست. كان نتنياهو هو النجم لكن ظهر لاول مرة وراء كتفيه ممثلون ثانويون يهددون بأن ينتزعوا منه الدور الرئيس أو ربما ان يسرقوا العرض منه. وهو قد رباهم وسقاهم وغذاهم ورعاهم. وتعلموا منه درسا في نظرية التمثيل وصعدوا الى خشبة المسرح. ان أشباه بيبي الصغار ينطلقون الى الأمام.
ان اعضاء الكنيست زئيف ألكين وياريف لفين واوفير ايكونيس وداني دنون وكرميل شامه هكوهين وميري ريغف وتسيبي حوطوبلي يرون انتخابات تمهيدية في الأفق غير البعيد، بل ربما يرون مائدة الحكومة القادمة. واذا لم تكن مائدة الحكومة فربما رئاسة الكنيست وإن لم تكن رئاسة الكنيست فرئاسة لجانها التي هي أكثر أهمية. ان السماء هي الحد والليكود في السماء.

انهم في هذه الاثناء يجرون كتفا الى كتف مع وزراء يتولون اعمالهم ويحاولون تعويق موشيه كحلون واسرائيل كاتس ولا يحسبون حسابا للوزراء دان مريدور وبيني بيغن ويوسي بيلد. وهنا وهناك ينثرون ملاحظة ليبرالية – دستورية صغيرة، ويطلبون بحثا آخر لاقتراح قانون شهادة على لوذعيتهم ودليلا على مواهبهم العقلية واستقلالهم السياسي. لكنهم يبذلون أفضل جهدهم ورؤاهم وذخرهم الروحي في تجنيد الرفاق في الشعب وفي المركز وفي مؤتمر الحزب. وكذلك يمدون أيديهم ويعطون أكتافهم لشركائهم الطبيعيين في مجلس «يشع» ولمستوطني المناطق والتلال. ان الوزير جلعاد أردان يبدو فجأة اذا قيس بهم ليبراليا منضبطا وتبدو نائبة الوزير غيلا غملئيل خرساء وطيبة.ان أشباه بيبي الصغار، أي النخبة الجديدة في كنيست اسرائيل، ينطلقون الى الأمام، انهم مؤمنون بالقوة ومقاتلون ولا يوقفهم شيء. وشعارهم «انتخبنا كي نحكم» – هو بديل مؤقت عن الشيء الحقيقي وهو «يا الله، اصطفيتنا للحكم». والفصل بين السلطات لا يهمهم، ومستشار الحكومة القانوني ومستشارو الكنيست القانونيون لا يصدونهم. بالعكس. ان زعم المستشار القانوني انه لا يستطيع ان يدافع عن قانون في المحكمة العليا يشبه وقودا في عظامهم وبشارة خير في آذانهم. فهم لا يعنيهم ان تحفظ المحكمة العليا نفسها. فهم هنا كي ينقذوا ارض اسرائيل الكاملة من التقسيم وكي يفشلوا كل احتمال تفاوض حتى لو كان التفاوض في التفاوض. واذا كانت المحكمة العليا تقيم عقبة في طريقهم فانهم سيزيلونها لأنهم جيدون في إزالة العقبات. وهم لن يُدبروا هذا الامر بوقاحة فقط بل بمؤامرات واحتيال اذا وجب ذلك.

ان رؤيا النخب الجديدة التي تصدر عن مدرسة بنيامين نتنياهو قد أخذت تتخلق. ان الساحة الاولى، ساحة الكنيست، قد احتُلت كلها تقريبا. والتقدم في قطاع وسائل الاعلام مدهش. فسلطة البث تحت علاج نشيط. والقناة العاشرة تلفظ أنفاسها الاخيرة. والفائزون في المناقصات والصحف في صعوبات كبيرة. وبعد قليل ستكون عندنا لحظة راحة حينما تذرف وزيرة الثقافة في مراسم توزيع جوائز الابداع الصهيوني دمعة فرح.
ان أشباه بيبي الصغار ينطلقون الى الأمام ولا يهددهم شيء. لا تقرير مراقب الدولة ولا الخوف من حيل افيغدور ليبرمان ولا خشية تفكيك الائتلاف وانتخابات مبكرة. فهم هنا كي يبقوا وكي يبلغوا المحطة الاخيرة، أي الصف الاول. وهم لا يعانون من تردد زائد ولا يتلوون ولا يتأخر ردهم. وهم ليسوا من المدافعين عن أنفسهم انهم من المهاجمين.
 

السابق
الطريق القويم
التالي
الاختطاف القادم