الفخ الذي نصب لوزير الدفاع اللبناني!

قبل ايام معدودة من حادثة انفجار السيارتين الملغومتين الانتحاريتين قرب موقعين للامن السوري في العاصمة السورية دمشق المزعومة من قبل النظام السوري والمثيرة للجدل, صرح وزير الدفاع اللبناني فايز غصن ان هناك تسللا ً لعناصر من "تنظيم القاعدة" الاراضي السورية من الحدود اللبنانية ومن بلدة عرسال البقاعية. لِم َ التركيز على بلدة عرسال من قبل "حزب الله" ووزير الدفاع اللبناني والنظام السوري? لان عرسال بلدة تتصف باغلبية سنية ومن المعروف ان اتباع " تنظيم القاعدة " هم من الطائفة السنية علما ً ان الطائفة السنية الكريمة في كل انحاء العالم وليس فقط في لبنان بريئة وبعيدة كل البعد عن هذا التنظيم الارهابي الذي يتربى ويترعرع باحضان النظامين السوري والايراني. تصريح وزير الدفاع اللبناني هذا بمثابة فخ قد نصبه له النظام السوري تحضيرا ً للانفجارين قرب المركزين الامنيين التابعين للنظام والمتزامنين مع وجود فريق المراقبين العرب. وكما اعتاد بعض السياسيين اللبنانيين المرتهنين للنظام السوري على تلقي الاوامر من النظام السوري بدون اعتراض ادلى وزير الدفاع اللبناني فايز غصن بتصريحه من دون احتساب مردود كلامه السيئ على لبنان وبلدة عرسال تحديدا ً, علما ً ان لبنان لا وجود فيه "لتنظيم القاعدة".
هذان الانفجاران اللذان حصلا في دمشق قرب المراكز الامنية التابعة للنظام ما هما الا فيلم مفبرك من تاليف واخراج فرع المخابرات السورية, تماما ً كفيلم " ابوعدس " في تحميله مسؤولية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري عام ,2005 وفيلم انتحار رئيس وزراء سورية الاسبق "محمد الزعبي" بثلاث رصاصات اثنتان منها في الجدار وواحدة في الراس كما بثت وكالة "سانا" السورية عام ,2000 وفيلم انتحار وزير الداخلية اللواء "غازي كنعان" برصاصتين في الراس عام ,2005 وفيلم اتهام اسرائيل باغتيال "عماد مغنية" بعبوة ناسفة داخل سيارته عام 2008 ثم تنظيف المكان بعد ساعة من العملية.
لكن هذا النظام بالاعيبه وافلامه المكشوفة قد وقع في الفخ عندما نشر خبر ارتكاب العمليتين الانتحاريتين المثيرتين للجدل على الموقع الالكتروني الذي فبركه باسم "جماعة الاخوان المسلمين" في سورية, لكن كشف "الاخوان المسلمون" الموقع المدسوس وتم فضح النظام امام العالم والصحافة وتبين ان الموقع مزور ومفبرك من قبل النظام في سورية. لقد اثبت النظام السوري بانه هو وراء هذين الانفجارين عندما اتهم "تنظيم القاعدة" ثم عاد وانشا الموقع الالكتروني باسم "الاخوان المسلمين", علما ً ان "تنظيم القاعدة" يختلف كل الاختلاف عن "جماعة الاخوان المسلمين" في سورية.
هذا النظام اراد من وراء هذين الانفجارين المثيرين للجدل ان يبرهن للعالم بان لهما عدوا ً مشتركا ً, اي في حال ذهب النظام السوري سوف ينتشر الارهاب, وهو لا يدري ان العالم لم يعد يصدق الاعيبه لانه اصبح يعلم ان الانفجارين قد تم الاعداد لهما من قبل مخابرات النظام في سورية. هناك اسئلة برسم معالي وزير الدفاع اللبناني الخبير في الشؤون السياسية فايز غصن: لماذا لم تقل بان هناك عناصر ارهابية من "تنظيم القاعدة" عندما تم استهداف مطعم في مدينة صور السياحية في جنوب لبنان بتفجير عبوة ناسفة? لماذا يا معالي الوزير لا تقول حقيقة الانفجارات التي تحصل لقوات حفظ السلام "اليونيفيل" في جنوب لبنان والتي لم تستطع الدولة حتى الان التعرف الى هويات مرتكبيها? لماذا يا معالي الوزير لا تستنكر احداث الاعتداءات السورية على المواطنين اللبنانيين داخل الاراضي اللبنانية واخرها حادثة مقتل اللبنانيين الثلاثة في "عكار" في منطقة المقيبلة في وادي خالد?
لماذا يا معالي وزير الدفاع لا تحض وزير الخارجية اللبنانية على استدعاء السفير السوري في لبنان الى وزارة الخارجية للاحتجاج على ما ترتكبه القوات السورية من اعتداءات وتوغلات داخل الاراضي اللبنانية?
من الذي يهرب السلاح يا معالي وزير الدفاع الى "حزب الله" وبعض الاحزاب اللبنانية التي تدور في فلك النظام السوري, ومن الذي صدر "تنظيم فتح الاسلام" الى مخيم نهر البارد, وماذا تفعل معسكرات القيادة العامة التابعة للنظام السوري داخل الاراضي اللبنانية يا معالي وزير الدفاع? لماذا وضعت صدقيتك على المحك بعد ان اعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي "ليست هناك ادلة ثابتة حول وجود "تنظيم القاعدة " في بلدة عرسال?
كونك وزيرا ً للدفاع ومع فائق الاحترام لك, كان من الاجدر ان تقوم بمقام وزير للدفاع عن بلدة "عرسال" اللبنانية لابعاد الشبهات الارهابية المفبركة عنها لا ان تثبت عليها ظلما ً وعدوانا ً اكراما ً لمصالح الاخرين!  

السابق
الحرية مسؤولية
التالي
غياب المؤرخين عن التاريخ الشفاهي