اللواء: العربي ينوّه بإنجازات المراقبين: إطلاق 3484 معتقلاً.. والقناصة يطلقون النار

دفعت الانتقادات المتزايدة لعمل المراقبين العرب في سوريا الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الى التدخل ليعلن انه «لا يزال هناك اطلاق نار وقناصة» في المدن السورية ولم يستبعد احتمال عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب الاسبوع المقبل لتقييم مهمة المراقبين حيث تجري مشاورات في هذا الشأن بحسب مصادر دبلوماسية مطلعة. فيما نوه العربي بـ«انجازات» المراقبين باطلاق 3484 معتقلا.
وكانت الانتقادات الموجهة لعمل المراقبين العرب في سوريا تزايدت خلال الايام القليلة الماضية، ووصلت الى حد المطالبة بانهاء مهمتهم، خصوصا ان وجودهم لم يحل دون مواصلة القمع الدامي الذي ينفذه نظام الرئيس السوري بشار الاسد ضد المتظاهرين، حيث وصل عدد قتلى امس برصاص قوات الامن السورية الى24.

وقالت مصادر إعلامية سورية بأن الرئيس السوري بشار الأسد يجري منذ ثلاثة أيام اجتماعات مكثفة مع المسؤولين، ويستمع لتقارير بشأن محادثات تجري بين ممثلين للحكم وشخصيات من المعارضة في الداخل.
وأضافت المصادر، في تصريحات نقلها موقع دامس بوست السوري الإلكتروني امس إن الرئيس السوري يجري كذلك مشاورات مع عواصم إقليمية، تمهيدا لخطاب من المتوقع أن يلقيه خلال الأيام المقبلة.
وبحسب المصادر يفترض أن يعلن الأسد، خلال خطابه، عزمه تأليف حكومة جديدة تضم شخصيات معارضة ومستقلة، وأن يشدد على سلوك الجيش وقوات الأمن في الشوارع، ويؤكد ضرورة تطبيق قانون التظاهر الذي أقر في وقت سابق.
وقال العربي في اول مؤتمر صحفي يعقده منذ بدء مهمة مراقبي الجامعة العربية في سوريا الثلاثاء الماضي، ان «اخر تقرير» تلقاه عبر الهاتف افاد بانه «ما زال هناك اطلاق نار وقناصة (في المدن السورية) ومن الصعب القول من اطلق النار على من»، مؤكدا ان «هذا موضوع يجب اثارته مع الحكومة السورية لان الهدف (من ارسال المراقبين العرب) هو وقف اطلاق النار وحماية المدنيين السوريين».واكد انه تم الافراج عن «3484 معتقلا» منذ وصول المراقبين العرب الى سوريا، مضيفا ان الجامعة العربية طلبت من المعارضة السورية قوائم باسماء المعتقلين للتحقق من وضعهم و«وصلت بالفعل» بعض القوائم امس.
واوضح ان رئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا الفريق اول محمد احمد الدابي سيرسل الى الجامعة «اول تقرير له خلال يومين»، مضيفا ان «احد وزراء الخارجية العرب طلب عقد اجتماع لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري لدراسة التقرير الذي سيقدمه» الدابي.
واوضح الامين العام للجامعة العربية ان 6»لدينا (حتى الان) 70 مراقبا في 6 مدن قاموا ب26 مهمة وسيصل خلال ايام 30 مراقبا اخرين».
وقال ان الحكومة السورية تعهدت بالسماح لوسائل الاعلام بدخول سوريا والتنقل فيها بحرية «باستثناء ثلاث محطات تلفزيونية». وافاد مسؤول في الجامعة العربية طلب عدم ذكر اسمه ان المحطات التلفزيونية الثلاث التي ترفض دمشق دخولها هي قنوات العربية والجزيرة وفرانس 24.
الا ان لجان التنسيق المحلية التي تمثل الناشطين على الارض في الداخل السوري سارعت الى اصدار بيان انتقد بشدة تصريحات العربي مشيرة الى مخاوف من مناورات النظام.
واشارت اللجان الى «مغالطات» وردت في تصريحات العربي.
وقالت في بيانها «تحدث الرجل عن وهم التزام النظام المجرم باطلاق سراح الاف المعتقلين في السجون واقبية التعذيب ونود تذكيره بأن عشرات الالاف من المعتقلين تغص بهم فروع الامن والمقرات الرسمية وغير الرسمية في كل مكان من البلاد».
واعربت اللجان في بيانها عن «مخاوف كبرى من تصريحات كهذه، تساهم في إعطاء شهادات حسن سلوك لنظام مجرم يستبيح شعبه دون رقابة أو حساب.
ونود تذكير الأمين العام وبعثة المراقبين بدورهم ومسؤوليتهم المفترضة في حماية المدنيين السوريين، ونطالب الجامعة العربية وأمينها ومراقبيها الالتزام بالحد الأدنى من الحس الأخلاقي والتجرد والنزاهة والموضوعية، وبتحمل الحد الأدنى من مسؤولياتهم المهنية والإنسانية وإعلان عجز الجامعة وبعثتها عن القيام بهذه المهمة بمفردها وطلب العون المهني والفني من المنظمات الدولية العاملة في هذا المجال».
وكان رئيس البرلمان العربي علي الدقباسي دعا امس الاول الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الى سحب المراقبين العرب على الفور «مع استمرار النظام السوري في التنكيل وقتل المواطنين السوريين الابرياء، فضلا عن انتهاك بروتوكول جامعة الدول العربية المعني بحماية المواطنين السوريين»، بحسب بيان. واشار الدقباسي الى «تزايد أعمال القتل والعنف التي راح ضحيتها أعداد كبيرة من أبناء وأطفال الشعب السوري المطالب بالحرية واحترام القانون وتعزيز حقوق الإنسان» مضيفا «إن ذلك يتم بوجود مراقبين من جامعة الدول العربية الامر الذي أثار غضب الشعوب العربية».
من جهتها دعت الخارجية الفرنسية الى توفير الوسائل الكفيلة بتمكين المراقبين العرب من تنفيذ مهمتهم في سوريا، لتتزامن هذه الدعوة مع مطالبات عدة بانهاء مهمتهم. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو «وصل مراقبو الجامعة العربية الى سوريا قبل حوالى عشرة ايام، وينبغي ان تكون لديهم جميع الوسائل التي تمكنهم من انجاز مهمتهم. نريد ان نكون متأكدين بانهم قادرون على التوجه الى اي مكان عليهم زيارته للوقوف شهودا ولانجاز التفويض الذي منحتهم اياه الجامعة العربية بشكل موثوق وموضوعي وكامل».
وذكر فاليرو ان «موقف فرنسا الثابت يدعم المبادرة العربية للخروج من الازمة» التي تشمل مهمة المراقبين وتفترض ضمان حرية التظاهر وانسحاب الاليات العسكرية.
من جهتهم قام المراقبون بجولات امس في حمص وحماة (وسط) ودرعا (جنوب)، للاطلاع على الوضع بحسب وكالة الانباء السورية الرسمية سانا.
في حين اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان «لجنة المراقبين العرب زارت الاثنين معمل الاسمنت في ضواحي مدينة الرستن بدلا من ان تزور المدينة نفسها التي تظاهر الاف من اهلها رغم انتشار قوات الامن التي فرقتهم لاحقا عبر اطلاق الرصاص في الهواء».
ميدانيا، اعلن المرصد ان «خمسة اشخاص استشهدوا باطلاق الرصاص عليهم من قوات الامن السورية في حمص بينهم طفلة في العاشرة من العمر». كما اوضح المرصد ان «جثمان مواطن من حي بابا عمرو في حمص سلم الى ذويه بعد ان كانت الاجهزة الامنية اعتقلته قبل ايام من مشفى خاص بعد اصابته بجروح، كما سلم جثمان مواطن وعليه اثار تعذيب من جورة الشياح الى ذويه وكان قد اختطف الاحد».
واعلن المرصد ايضا ان «اربعة اشخاص استشهدوا خلال حملة مداهمات نفذتها قوات الامن السورية في قرية الشيفونية المجاورة لمدينة دوما في ريف دمشق بحثا عن مطلوبين للسلطات الامنية» كما كان قتل في وقت سابق «مزارع برصاصة طائشة في الشيفونية خلال المداهمات».
من جهة ثانية افاد المرصد ان «مجموعات منشقة» هاجمت امس في ادلب (شمال غرب) «نقطتين عسكريتين في بلدة كفرحايا في جبل الزاوية واسرت جميع عناصر النقطتين…كما اشتبكت مع عناصر نقطة عسكرية ثالثة مما ادى الى مقتل وجرح عناصرها».
على صعيد آخر، رفضت سويسرا منح تاشيرة دخول لحافظ مخلوف، ابن خال الرئيس السوري بشار الاسد ورئيس فرع المخابرات العامة في دمشق، الذي اراد زيارة محاميه في سويسرا، بحسب ما افادت صحيفة ام زونتاغ الصادرة امس الاول.
من جهة اخرى، قال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك أمس لاعضاء في الكنيست انه يعتقد ان عائلة الرئيس السوري بشار الاسد لم يبق لديها سوى «اسابيع» في الحكم.
وقال المتحدث باسم باراك ان الوزير ابلغ لجنة العلاقات الخارجية والدفاع في الكنيست انه «بقي لعائلة الاسد اسابيع فقط في السلطة في سوريا».  

السابق
فكرة وسكرة
التالي
البناء: فرنجية :حملة 14 آذار تستهدف الجيش والقاعدة موجودة في لبنان