البناء: الأعلى للدفاع ناقش معطيات غصن وتشديد على ضبط الحدود

دخل الوضع السياسي في عطلة رأس السنة واقتصر الحراك الرسمي على الاجتماع الطارئ لمجلس الدفاع الأعلى لبحث الملفات الأمنية، بدءاً من المعلومات التي كان أعلنها وزير الدفاع فايز غصن حول تسلل عناصر من "القاعدة" الى سورية عبر الحدود اللبنانية من جهة بلدة عرسال فيما أكد قائد الجيش العماد جان قهوجي "أن مصلحة اللبنانيين تكمن في تجنيب الوطن تداعيات ما يجري خارج حدوده".
لكن من المتوقع أن تشهد مرحلة ما بعد العيد، بدءاً من الأسبوع المقبل تفعيلاً للعمل الحكومي لمعالجة الملفات المتراكمة والتي سيكون في طليعتها ملف التعيينات الإدارية، حيث أوضحت مصادر وزارية أن غياب التوافق حول بعض الأسماء لملء عدد من المواقع الأساسية يجب ألا يشكل مانعاً أمام إجراء هذه التعيينات وفي الاساس منها تعيين رئيس لمجلس القضاء الأعلى.
وقالت المصادر إن الاتصالات التي حصلت بهذا الخصوص في الأيام الماضية سيعاد إطلاقها بعد العطلة بهدف إقرار عدد من التعيينات، مشيرة إلى أنه إذا استمر التباين حول بعض هذه الأسماء فالمخرج يكون عندها باللجوء إلى التصويت داخل مجلس الوزراء وهو الأمر الذي كان جرى بحثه بين المرجعيات المعنية اخيراً.
وأما في الشأن السوري، فإن الحِراك الأبرز في هذا السياق ما يقوم به وفد المراقبين، العرب من جولات ميدانية على عدد من المدن والمناطق السورية في ظل تسهيل سوري لعمل بعثة المراقبين وهو ما أكدته الجامعة العربية نقلاً عن رئيس البعثة الفريق أول محمد أحمد الدابي.

وأثناء عمل اللجنة حاول أفراد مسلحون في بابا عمرو عرقلة عمل اللجنة بطريقة غوغائية لكن اللجنة لم تؤخذ بتلك المحاولات.
كذلك حصل أمر مشابه في منطقة إدلب، في حين شهد حي الميدان في دمشق تظاهرة تأييد للنظام أمام وفد المراقبين العرب.
والجدير بالذكر أن وفدا من المراقبين التقى والدة الطفل الشهيد ساري ساعور وسمع منها تفاصيل لم يسبق ان نشرت، لكن المراقبين وعدوها بتسجيل تلك التفاصيل في محاضرهم وتقاريرهم.
لكن هذا التعاون من قبل الحكومة السورية تقابله محاولات مكشوفة من جانب بعض أنظمة الخليج عبر قنواتها التلفزيونية التي تعمل "لفبركة" الأكاذيب عن عراقيل سورية أمام البعثة ما تلبث هذه الادعاءات أن يتأكد عدم صحتها، والأمر ذاته تقوم به ما تسمى المعارضة السورية خاصة ما يسمى "المجلس الوطني" الذي يلجأ يومياً إلى "فبركة" عشرات الأخبار الكاذبة معتمداً في بثها على أقنية التحريض والفتنة على طريقة "اكذب اكذب فلا بد أن يعلق شيء في ذهن الرأي العام"!
وقد توضحت معالم الحملة الغربية ـ الخليجية أمام وفد المراقبين بلجوء مجلة "فورين بوليسي" الأميركية إلى اتهام الفريق الدابي بأبشع الاتهامات وصولاً إلى اتهامه "بارتكاب جرائم ضد الإنسانية" عندما كان يدير عناصر "الجنجويد" في دارفور!
الدفاع الأعلى  وكان مجلس الدفاع الأعلى عقد اجتماعاً استثنائياً أمس في بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، واكتفى في البيان الذي إذاعه أمينه العام اللواء عدنان مرعي بالتشديد على منع تهريب السلاح ومنع الخروقات والتعاون مع اليونيفيل ومكافحة الإرهاب مشيراً إلى أن المجلس أبقى مقرراته سرية.
وذكرت مصادر مطلعة أن المجتمعين استمعوا إلى ما لدى الأجهزة الأمنية من معطيات عن تهريب السلاح وتسلل المسلحين إلى سورية عبر الحدود اللبنانية، كما جرى التطرق بشكل خاص إلى المعلومات التي كان أعلنها الوزير غصن عن تسلل عناصر من "القاعدة" عبر حدود عرسال إلى سورية. وقالت المصادر إن وزير الدفاع عاد وأكد ما لديه من معلومات والتي وصلته من أحد الأجهزة الأمنية الموثوقة، وأن ما قاله ليس مجرد تكهنات أو اجتهادات.
وأوضحت المصادر أنه في ضوء العرض الذي تقدم به رؤساء الأجهزة الأمنية، كان تأكيد على أن ليس للبنان من مصلحة أن يكون هناك تهريب للسلاح أو تسلل للمسلحين إلى سورية، وإذا ما تأكد هذا الأمر فستكون له انعكاسات سلبية على لبنان، ولذلك جرى الطلب من الأجهزة الأمنية اتخاذ مزيد من الإجراءات على الحدود اللبنانية والسورية في سبيل ضبطها ومنع عمليات التسلل والتهريب.
وكان وزير الداخلية مروان شربل أوضح في حديث له قبل الاجتماع أن هناك معلومات لدى الأجهزة الأمنية حول تنظيم "القاعدة" في منطقة عرسال".
مقدسي يؤكد التسلل
من جهته، اعتبر الناطق باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي في حديث مع وفد بعثة المراقبين العرب أن "النظام السوري لم يقرأ أكثر من اللازم في تصريحات وزير الدفاع اللبناني فايز غصن"، مشيراً إلى أن غصن قال إن مجموعة نجحت بالتسلل إلى سورية، لافتاً إلى أن "الموضوع لا يخفى على أحد في ظل الحدود اللبنانية ـ السورية المتداخلة ولا أحد يشكك أنه تحدث عمليات تهريب بين لبنان وسورية، وهناك عمليات تهريب على أكثر من صعيد وليس فقط السلاح"، مشدداً على أن "النوايا السورية تجاه لبنان إيجابية على الدوام".
قهوجي: الأمن أولوية مطلقة
في هذا السياق، أكد قائد الجيش العماد جان قهوجي خلال استقباله وفداً من بلدة عرسال، أن "الأساس في أداء الجيش يستند إلى التعاون مع جميع المواطنين على قدم المساواة وبتجرد كامل من دون التأثر على الإطلاق بالأوضاع السياسية"، مشيراً إلى أن "مصلحة اللبنانيين الجامعة، تكمن في تجنيب الوطن تداعيات ما يجري خارج حدوده، وخصوصاً في المجال الأمني، فالجيش يعتبر الحفاظ على الأمن حقاً مقدساً لكل مواطن، وأولوية مطلقة لا يجوز التهاون بشأنها في مختلف الظروف".
جولة المراقبين
وبالعودة إلى الوضع الميداني، فقد واصل فريق المراقبين العرب جولاته في عدد من المدن والمناطق السورية، فاستكمل زياراته لعدد من أحياء حمص خاصة حي بابا عمرو. كما زار مدن درعا وحرستا في ريف دمشق وحماه وادلب والتقى العديد من المواطنين.
وقال رئيس غرفة عمليات جامعة الدول العربية المتابعة لعمل بعثة مراقبي الجامعة في سورية عدنان عيسى الخضير في تصريحات صحافية أمس، إن الفريق يواصل عمله لليوم الثاني بطريقة جيدة وبتسهيلات كاملة من الحكومة السورية، مؤكداً أن الفريق يعمل بكل حرية وبكل صلاحياته المنصوص عليها في البروتوكول الموقّع مع الحكومة السورية وبمساعدة إخوانهم في سورية، نافياً تعرض الفريق لأية مضايقات.
وأكد الخضير في تصريحات للصحافيين، أن "الفريق الدابي يتحدث في تصريحاته عن عملية تسهيل الأمور، لأن ذلك يتم تضمينه في تقارير البعثة التي ترسل بشكل دوري للجامعة العربية".
وأضاف أن "بعثة المراقبين تباشر عملها على أرض الواقع ويتم فعلاً التعرض لإطلاق النار إلا أنها لم تحدد الجهة ويتم التحقق بشأنه".
وأكد أن "الحكومة السورية لم تمنعنا من دخول أي موقع، بل يرافقوننا إلى منطقة معينة (قبل دخول المناطق) ويقولون لنا اذهبوا، ونحن نذهب إلى مناطق فيها معارضة مسلحة، وندخل إلى قلب تلك المناطق ووسط الناس، واية منطقة رغبنا في دخولها دخلناها ونجد ترحيباً.
من جهته، نفى رئيس بعثة المراقبين في سورية الفريق الدابي في حديث له "ما تردد أمس في شأن اعتقال أربعة مراقبين في حمص".

وفي الشأن السوري، اجتمع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، في القاهرة أمس، مع ما يسمى رئيس "المجلس الوطني السوري" برهان غليون.
وفي هذا الوقت، كشفت صحيفة "تشرين" السورية أن حكام قطر يتحركون في كل الاتجاهات هذه الأيام بقصد تأجيج الوضع في سورية، ونقله إلى مجلس الأمن الدولي في وقت مبكر، بذريعة حقن الدماء وحماية المدنيين السوريين".
وتقول هذه المصادر كذلك: إن أموالاً قطرية هرّبت إلى سورية عبر لبنان وتركيا، ووزعت بشكل خاص على مسلحي جبل الزاوية وبابا عمرو، وإن من يدّعي أنه المراسل الخاص لفضائية "الجزيرة" القطرية في بابا عمرو يقبض 500 دولار عداً ونقداً عن كل مقطع مصور يرسله إلى "الجزيرة"، التي طلبت منه (تدبير) الصور بأية وسيلة حتى لو كانت من داخل أربعة جدران.
وفي الشأن ذاته، أكد فيتالي تشوركين مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة قيام أطراف خارجية بمحاولة تأجيج الوضع في سورية، مجدداً التأكيد بأن مسودة القرار الذي قدمته روسيا منذ أسبوعين إلى مجلس الأمن الدولي تهدف إلى العمل على دفع العملية السياسية وتشجيع مهمة بعثة مراقبي الجامعة العربية في سورية.
أضاف: حصل منذ أيام عمل إرهابي مروع في دمشق سبقه تصريح لوزير الدفاع اللبناني بأن مجموعة تابعة لتنظيم القاعدة تحركت نحو سورية، من لبنان، لذلك أنا لا أتفاجأ إذا وجدت عناصر إرهابية من ليبيا أو من أماكن أخرى في طريقها إلى سورية لتأجيج الأوضاع هناك وخلق نوع من النزاع الطائفي وهذا ما يهدف إليه الإرهابيون.
وجدد تشوركين موقف روسيا الداعي إلى ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بدور لإيجاد حل سلمي في بلد ما مثل سورية يواجه أزمات وقال، إن هذا هو خط روسيا وهذا هو مبدأ عملنا في مجلس الأمن الدولي.
إلى ذلك، طالبت الحكومة الألمانية نظيرتها السورية بعدم تقييد حركة مراقبي الجامعة العربية والسماح لهم بزيارة جميع المرافق التي يريدون الاطلاع على الأوضاع فيها وكذلك زيارة المعارضين والمعتقلين السياسيين.  

السابق
يتعاطى بشفافية !!
التالي
المجلس الاعلى للدفاع يطوي صفحة مزاعم الوزير غصن عن القاعدة