منح يبتسم

مرّت سنة تقريباً على انطلاق حركة الجماهير العربية في وجه الأنظمة الاستبدادية والدماء لمّا تتوقف.
لن تستسلم الأنظمة المتبقية بسهولة. ومن الواضح ان الشعوب لن تتراجع عن مطالبها المحقة. وهذا يعني ان الصراع سيطول.
في البلدان التي تمكن فيها الشعب من إسقاط النظام ثمة مخاض عسير، الثورة لن تحقق جميع أهدافها بين ليلة وضحاها، سيتطلب الأمر سنوات قليلة مع الصبر.
وفي بلدان أخرى سيتطلب الأمر مزيداً من التضحيات وهي لا تقاس بزمن، ليس أغلى من الكرامة.

المفكر منح الصلح المنكفئ منذ فترة لا يخفي فرحته بهذا “الحراك الشعبي العربي” هو يفضل تعبير “الحراك” لأن الشعب يتحرك ويحرّك.
يقول ان “الناس تريد الديموقراطية بما لها من سمعة حسنة” والثورات العربية عظيمة لأنها “أعادت الاعتبار الى مفردات كانت منسية”.
من هذه المفردات “تداول السلطة، الحرية، العدالة الاجتماعية والكرامة”.

يقول منح الصلح ان ما يحدث في بعض البلدان العربية “نزعة تقدمية صادقة” بخلاف ما ادّعته احزاب قامت في الخمسينيات وطرحت شعارات تبين لاحقاً انها كانت مزيفة.
يبتسم إذ يقال له ان ما يحدث “سيعيق مسيرة تحرير فلسطين” ويقول “ان القادة الحزبيين الأوائل كانوا صادقين وكانوا أوادم”.. ولا يسترسل.
يبتسم أكثر إذا قال له أحدهم “ان هذا الحراك مدفوع من أميركا” ويوافق على قول آخر “لا علاقة لأهل حمص بواشنطن”.
الدماء العربية تسيل في الشوارع العربية وإسرائيل تجلس مرتاحة.. ألم تكن دائماً مرتاحة؟!

السابق
مجازر السوريين ومراقبو الخيبة العربية!
التالي
اعادة العلاقات مع ليبيا