الحياة: مقتل ثلاثة لبنانيين وجرح رابع بمكمن سوري في لبنان

شيّعت منطقة وادي خالد في عكار (شمال لبنان) أمس ثلاثة شبان من أبناء المنطقة قتلوا مساء أول من أمس، برصاص جنود سوريين توغلوا داخل الأراضي اللبنانية، وذلك وسط مظاهر حزن وغضب، ورفع المشيعون لافتات تندد بتجاوز دورية سورية الحدود اللبنانية إلى وادي خالد. وطالب الأهالي الجيش اللبناني بضبط الحدود لئلا يحدث ما لا تحمد عقباه.

ونظم شبان تظاهرة في المنطقة ونددوا «بالخروق السورية المتكررة للأراضي اللبنانية»، مطلقين هتافات ضد الرئيس بشار الأسد.

وقال نواب من عكار لنا، إن الشبان الثلاثة وهم: كاسر حسين زيد وشقيقه أحمد وهما لبنانيان يقيمان في قرية هيت السورية، وابن عمهما ماهر علي زيد من بلدة المجدل اللبنانية، كانوا داخل سيارة على الطريق العام في طريقهما لزيارة عائلية، حين فوجئوا في منطقة المقيبلة في وادي خالد بمكمن متقدم للجيش السوري داخل الأراضي اللبنانية، والذي يبدو أنه فوجئ بدوره بهم فأطلق عناصره عيارات نارية في اتجاه السيارة فقُتِل الثلاثة على الفور داخل السيارة واصيبت السيارة بـ34 رصاصة اطلقت من رشاشات ثقيلة، ولم يعثر في داخلها على اي سلاح.

واستمر إطلاق النار نحو نصف ساعة، وبقي المصابون داخل السيارة في هذا الوقت إلى حين وصول الجيش اللبناني والصليب الأحمر الذي عمل على سحبهم من السيارة ونقلهم إلى مستشفى سيدة السلام في القبيات ونقل الجيش اللبناني السيارة الى مخفر القبيات.

وذكرت وكالة «فرانس برس» أن سكاناً من البدو الرحل المقيمين في خيم قرب النهر الفاصل بين الأراضي اللبنانية والأراضي السورية، عثروا لاحقاً على جريح رابع لبناني كان داخل السيارة المذكورة وخرج منها بعد إطلاق النار، فنقلوه إلى المستشفى.

وفيما لم يصدر عن الجيش اللبناني أي بيان في شأن الحادث، حمّل عضو كتلة «المستقبل» النيابية خالد الضاهر، في حديث إلى «وكالة الأنباء المركزية»، مسؤولية ما حصل في منطقة وادي خالد «للحكومة اللبنانية غير الجديرة بتحمل مسؤولية لبنان وأمنه، فهي تهتم فقط بتأمين مصالح النظام السوري والدليل على ذلك ادّعاء وزير الدفاع فايز غصن تسلل عناصر من القاعدة عبر عرسال إلى الأراضي السورية».

ونبه إلى «أن أي بلدة لبنانية تتعرض لعدوان النظام السوري المجرم سيكون لنا مواقف سياسية وتضامنية مع هذه المناطق تتناسب وحجم هذه الاعتداءات». وقال لـ«الحياة» ان ما يجري كأنه «عمليات انتقامية تنفذ بحق مناطق نأوي نازحين سوريين».

وقدم عضو الكتلة ذاتها نضال طعمة «التعازي لذوي الشهداء المظلومين الذي سقطوا، ونتمنى أن تكون هذه الدماء الزكية حافزاً للدولة لتقوم بواجباتها»، ومذكراً بأنها «ليست المرة الأولى التي تُنتهك فيها الحدود اللبنانية ويغض المسؤولون اللبنانيون نظرهم عن هذه الانتهاكات».

وناشد رئيس الجمهورية ميشال سليمان استدعاء السفير السوري علي عبدالكريم علي «لشجب هذا الاعتداء وفق الأصول الديبلوماسية، وأن يضع هذا العمل الإجرامي الكبير في إطار عمل المراقبين العرب أو حتى تقديم شكوى لمجلس الأمن».

ورأى المرعبي في تصريح أن الأمور بلغت حداً لم يعد يطاق، فإذا طالبنا بالجيش نتهم بالتآمر، وبسبب انشغال رئيسي الجمهورية والحكومة عن عكار وأهلها، نستأذنهما للمطالبة بتوسيع عمل قوات الأمم المتحدة ليشمل الحدود الشمالية في عكار خصوصاً في منطقة وادي خالد وعرسال وحيث يلزم».  

السابق
التايمز: محمد البوعزيزي شخصية العام والربيع العربي
التالي
اللواء: تريث شيعي إزاء معلومات المجلس الليبي حول مصير الإمام الصدر