البناء: غصن يؤكّد تسلّل القاعدة .. والأعلى للدفاع ينعقد اليوم

أظهرت نتائج الساعات الماضية لفريق المراقبين العرب أن مهمة هؤلاء في الإشراف على الوضع الميداني تسير بشكل إيجابي ووفقاً لما جاء في وثيقة البروتوكول الموقّعة بين الجامعة العربية والحكومة السورية، في ظل إعلان رئيس بعثة المراقبين محمد أحمد مصطفى الدابي أن الوضع في حمص مطمئن، ما يؤكد أن دمشق تقدّم كل التسهيلات لإنجاح مهمة المراقبين على الرغم من محاولات أطراف عديدة إفشال عملهم بدءاً مما يسمى «المجلس الوطني السوري».
وقد أبدت القيادة السورية المزيد من الحرص على إنجاح عمل وفد الجامعة العربية من خلال إخلاء سبيل 755 موقوفاً في الأحداث الأخيرة، بعد أن تبين أن لا علاقة لهم بأعمال القتل.
وفي مقابل ذلك، اختتم مجلس الوزراء جلساته لهذا العام بإجراء جردة متكاملة بشأن ما حققته الحكومة منذ تشكيلها، على أمل أن يصار إلى تكثيف عملها بعد رأس السنة لإنجاز العديد من الملفات الأساسية خاصة ما يتعلق بالتعيينات الإدارية والموازنة وقانون الانتخابات.
لكن البارز في جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت في بعبدا أمس كان النقاش الذي أخذ الحيِّز الأكبر من الجلسة التي استمرت ساعتين ونصف الساعة والذي تناول الحملة على وزير الدفاع فايز غصن على خلفية ما كان أعلنه أخيراً عن وجود معلومات تفيد أن هناك عناصر من «القاعدة» تتسلل إلى سورية من جهة بلدة عرسال.
وفيما كان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أعلن قبل الجلسة أن لا أدلة ثابتة حول وجود «القاعدة» في لبنان، أجمعت مداخلات الوزراء خلال الجلسة على رفض التعرض لوزير الدفاع، مشددين على اتخاذ كل التدابير لمنع تهريب السلاح والمسلحين إلى سورية. وبنتيجة المناقشات اتفق على دعوة المجلس الأعلى للدفاع للانعقاد اليوم.
في ظل هذه الأجواء، رفع فريق 14 آذار وخاصة أوركسترا «تيار المستقبل» من حدة حملته ضد الوزير غصن. في تأكيد واضح على مزيد من التدخل في شؤون سورية، لأن من «يقيم الدنيا ولا يقعدها» على خلفية معلومات حول تسلل عناصر من «القاعدة» إلى سورية يعبر بشكل مكشوف عن القلق من انكشاف دوره في تمويل وتسليح المجموعات الإرهابية التي يتم تهريبها إلى سورية، تحت عناوين مختلفة.
جلسة مجلس الوزراء وتسلل «القاعدة»
وكانت جلسة مجلس الوزراء الأخيرة لهذا العام انعقدت قبل ظهر أمس في بعبدا وسبقتها خلوة بين رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والرئيس ميقاتي، وبعد الجلسة أقام الرئيس سليمان مأدبة غداء حضرها إلى أعضاء الحكومة الرئيس نبيه بري.
وأكد وزير الإعلام وليد الداعوق أن المجلس «بحث موضوع عرسال وتم توضيح كل الأمور»، مشيراً إلى أن «وزير الدفاع فايز غصن عرض المعلومات التي لديه وبيَّن أن السجال الذي حصل سياسي»، مؤكداً أن «غصن لديه معلومات من الجهات الأمنية لكن يجب أن تكون ضمن إطارها»، مشيراً إلى أن «المجلس أوصى القوى الأمنية والجيش بحفظ الحدود، وتمت دعوة المجلس الأعلى للدفاع الى الانعقاد وقد يكون ذلك غداً (اليوم)».
وتطرق الرئيس سليمان خلال الجلسة إلى بعض الحوادث التي حصلت على خلفية ما يجري في سورية، وتوقف عند الإنجازات التي حققتها الحكومة مبدياً رغبته بأن يصار إلى رفع عدد الجلسات في العام الجديد.
كما أشار ميقاتي بدوره إلى ما حققته الحكومة مبدياً أمله أن يشهد الأداء الحكومي المزيد من الزخم. وشدد على التماسك والتضامن. كما أعرب عن سروره لرؤية المبادرة العربية تجاه سورية تشق طريقها.
الوزراء يتضامنون مع غصن
وقالت مصادر وزارية لـ«البناء» إنه قبل أن يقدِّم الوزير غصن مطالعته أعرب مجلس الوزراء، من خلال مداخلات أعضائه، عن تضامنه الكامل مع وزير الدفاع في وجه هذه الحملة، مبدياً موافقته على ما أعلنه غصن بخصوص دخول مسلحين إلى سورية عبر مناطق حدودية لبنانية، ومؤكداً استنكاره لهذه الحملة.  مطالعة وزير الدفاع
وفي مطالعته، جدد الوزير غصن التأكيد على أن ما قاله ينطلق من معلومات تجمعت لديه تؤكد هذا الكلام. وقال: ماذا يريدون؟ هل يريدون أن نكشف هذه المعلومات للناس؟ إن هذه المعلومات هي في أيدي وملك الأجهزة المختصة التي تقوم بواجبها في هذا الصدد.
أضاف: ماذا قلنا لتقوم هذه القيامة؟ هل لأننا أشرنا إلى دخول مسلحين عبر الحدود إلى سورية؟ واستغرب هذه الحملة التي كان جزء منها طائفي، وقال: إن الإرهاب ليس له دين ولا طائفة واصفاً الحملة بـ«العشوائية» وموضحاً أن ما قاله كان أيضاً في إطار تحذير اللبنانيين مما جرى ويجري.
وفي السياق ذاته، قالت مصادر وزارية إن عدداً من الوزراء قدّم مداخلات أكدت التضامن مع الوزير غصن، وشددت على قيام الجيش والقوى الأمنية بمهامها.
أضافت: على الأجهزة الأمنية مواصلة عملها في هذا الإطار، مشيرة إلى أن إنكار ما أشار إليه الوزير غصن هو في غير محله، وكل الناس تعرف أن هناك مجموعات متطرفة تعمل وفق أجندات خارجية وفي أكثر من منطقة.
وموقف ميقاتي
لكن المصدر الوزاري أوضح أن رئيس الحكومة الذي كان علّق قبل الجلسة على كلام الوزير غصن لم يتطرق في مداخلته خلالها إلى هذا الموضوع.
وكان ميقاتي أكد أن لا أدلة ثابتة حول وجود «القاعدة» في لبنان. واعتبر أن «كلمة القاعدة باتت توصيفاً عاماً يطلق بمناسبة أو من دونها، والحديث عن وجود معلومات لا يعني أنها باتت حقيقة قائمة، ولا يجوز التعاطي مع هذا الموضوع الحساس والدقيق على نحو يضر بلبنان، وبالتالي فإن الأجهزة الأمنية التي كلّفت التدقيق في المعلومات ستحمل إلى اللبنانيين الخبر اليقين».
اجتماع مجلس الدفاع اليوم
وأوضحت المصادر الوزارية لـ«البناء» أيضاً أن مجرد اجتماع مجلس الدفاع الأعلى اليوم هو مهم بحد ذاته. وقالت المصادر: ليست هناك خطوات مقررة مسبقاً، ولكن المجلس بطبيعة الحال سيناقش الوضع الأمني بشكل عام والتطورات التي حصلت أخيراً، بالإضافة إلى ما يتصل بهذا الأمر.
وذكرت مصادر مطلعة أن المجلس سيركِّز على الوضع على الحدود اللبنانية ـ السورية شمالاً وبقاعاً خصوصاً في ظل المعلومات المتتالية حول حصول المزيد من عمليات تهريب الأسلحة والمسلحين.
مقدسي يؤكد تسلّل مجموعة من عرسال
وفي دمشق، اعتبر الناطق الرسمي باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي أن «هناك مجموعة نجحت في التسلل من بلدة عرسال البقاعية في لبنان وفق ما ذكر وزير الدفاع السوري»، (داوود راجحة الذي اتهم هذه المجموعة بالقيام بالتفجيرين الإرهابيين اللذين وقعا في دمشق الأسبوع الفائت)، وسأل: «أليس من الممكن أن يحصل هكذا أمر بين دولتين متداخلتين حدودياً؟»، مشيراً إلى أن «النوايا السورية تجاه لبنان إيجابية على الدوام».
زيادة الأجور
وحول موضوع تصحيح الأجور قال الوزير علي قانصوه لـ«البناء»: كان المجلس بانتظار مجلس شورى الدولة للبت به خلال الجلسة، غير أن الوزير شربل نحاس أبلغ الوزراء أن مجلس الشورى لم ينتهِ بعد من مناقشته، وإنه سيعقد جلسة لمتابعة النقاش اليوم.
وعلم في هذا السياق أن مجلس شورى الدولة استمع على مدى ساعتين إلى الوزير نحاس أمس حول قرار زيادة الأجور.
إنجاز مراسيم النفط
وفي الشأن الداخلي أيضاً، اجتمعت اللجنة الوزارية المكلفة متابعة ملف النفط في السراي الحكومي عصر أمس برئاسة الرئيس ميقاتي، وأوضح وزير الطاقة جبران باسيل بعد الاجتماع «أن اللجنة أحالت المراسيم التي أعدتها وزارة الطاقة إلى جلسة مجلس الوزراء المقبلة في الرابع من كانون الثاني على أمل إقرارها من الحكومة».
عمل المراقبين العرب
وبالعودة إلى الوضع في سورية، فقد واصل فريق المراقبين العرب مهمته في عدد من المدن والمناطق السورية حيث استكمل أمس جولته في عدد من أحياء حمص بما في ذلك الأحياء التي تشهد اعتداءات من المجموعات الإرهابية المسلحة حيث زارت أحياء باب السباع وبابا عمرو والنزهة والنازحين وكرم الزيتون والمستشفى الوطني.
ومساء أمس انتقلت وفود من المراقبين العرب إلى كل من حماه ودرعا وإدلب. كما أعلنت رئاسة بعثة المراقبين أنها ستنتشر على مسافة تتراوح بين 50 و80 كيلومتراً من ريف دمشق.
الدابي: الوضع مطمئن
ورأى رئيس البعثة العربية الدابي أن الوضع في حمص مطمئن حتى الآن ولكن الأمر يحتاج إلى مزيد من التحريات.
وقال في حديث آخر له: «إننا رأينا المسلحين في منطقة حي بابا عمرو»، مشيراً إلى أن البعثة ستتعامل مع كل القضايا وتستمع للجميع لنقل الحقيقة حول الأوضاع السورية.
وعن فقدان الشارع السوري الثقة بالبعثة، أشار الدابي إلى أننا «سنعمل على إعادة الثقة للشارع السوري وعلى نقل الحقيقة كاملة».
دمشق: عمل اللجنة تحقّق لا تحقيق
وفي هذا السياق، وصف المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي لـ«الجديد» أمس عمل لجنة المراقبين بأنه «تحقّق لا تحقيق»، مشيراً إلى أن «سورية تعاني من تجييش وإمكانية تدويل وتأمل الحل من الأخوة العرب».
وعن قمع الاحتجاجات في سورية، قال مقدسي: «لم نصل إلى حد الكمال وفي أي عمليات تجري هناك أخطاء تقع ولا يجب الاعتماد على شرائط «يوتيوب» للادعاء بحصول تجاوزات»، مشدداً على وجوب «تغيير المشهد السياسي في سورية عبر الإصلاح»، وقال: «أنهينا الانتخابات المحلية ولدينا انتخابات نيابية مقبلة، ولكن ضرب استقرار البلد لا علاقة له بالإصلاح والديمقراطية والحرية».
وإذ أكد أنه في «العمل السياسي لا وجود لندم إنما لمراجعة نقدية»، قال مقدسي: «الموالاة تجري هكذا مراجعة والجانب الآخر كذلك، وما ان يجري ذلك من قبل جميع الأطراف سيكون الباب مفتوحاً للوصول إلى نقاط مشتركة».
مسيرات تأييد للجيش في حمص
وبالتزامن مع جولة المراقبين العرب في حمص نزلت مسيرات حاشدة من أبناء المدينة إلى بعض شوارعها وهم يهتفون للجيش ووحدة سورية وتأييداً للرئيس بشار الأسد. كما حملوا صور الشهداء الذين سقطوا على أيدي المجموعات المسلحة ليشاهدها وفد البعثة العربية. وأشارت وكالات الأنباء إلى أن بضع عشرات من الأشخاص نزلوا إلى حي باب السباع رافعين أعلام تركيا وقطر!
إرهاب المجموعات المسلحة
وفي هذا الوقت، أقدمت مجموعات إرهابية مسلحة على الاعتداء على المواطنين والقوى الأمنية حيث ذكرت «الإخبارية السورية» أن عدداً من المسلحين أطلقوا النار على عناصر الهندسة في درعا ما أدى إلى مقتل شرطي وإصابة سبعة عناصر آخرين بينهم ضابطان. كما أشارت إلى حصول اشتباك بين عناصر الشرطة والمسلحين في المدينة أدى إلى مقتل وجرح عدد من المسلحين وإلقاء القبض على عدد آخر.
في المقابل، وفي إطار الأكاذيب والتلفيقات، زعمت قناة «العربية» نقلاً عما سمتها «الهيئة العامة للشورى السورية» أن 19 شخصاً قتلوا أمس، بينما ادعت القناة نفسها ولكن نقلاً عما يسمى «تنسيقيات الثورة السورية» أن 14 شخصاً قتلوا أمس، ما يؤكد أن هذه الأخبار ملفقة وغير صحيحة.
لافروف يدعو للتعاون مع المراقبين
أما في المواقف الدولية من الوضع في سورية، فقد دعا وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف السلطات السورية إلى «فتح الأبواب أمام بعثة المراقبين العرب في مناطق سورية كافة والتعاون معهم». وشدد لافروف خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده ونظيره المصري محمد كامل عمرو في موسكو، على وجوب «أن تتمكن البعثة من زيارة أي جزء من سورية لكي تستطيع وضع تصور موضوعي مستقل عن الأحداث الجارية فعلاً».
وأشار لافروف إلى «أهمية ذلك لأن تغطية الأخبار عن سورية أحادية الجانب». وأوضح أنه «نحن على اتصال مستمر مع القيادة السورية وندعوهم باستمرار إلى التعاون مع المراقبين وخلق ظروف ملائمة للعمل بحرية».
والأردن مع استقرار سورية
من جهته، أكد وزير الخارجية الأردني ناصر جودة على دعم بلاده «لكل الجهود العربية الرامية إلى إعادة الاستقرار لسورية الشقيقة».
السفارة الأميركية
إلى ذلك، أكد مصدر مسؤول في السفارة الأميركية لدى دمشق، أنه تم تخفيض عدد الدبلوماسيين في السفارة للمرة الثانية منذ بداية الأزمة في سورية، حيث غادر في الأيام القليلة الماضية نحو 4 دبلوماسيين كانوا يعملون في السفارة في دمشق.
باريس تمارس الابتزاز!
إلى ذلك، واصلت الخارجية الفرنسية إطلاق المواقف الملتبسة حول ما يقوم به وفد المراقبين العرب في محاولة واضحة للتأثير عليهم وتسييس عملهم. وزعم المتحدث باسمها برنار فاليرو «أن المراقبين لم يستطيعوا الاطلاع على حقيقة الوضع في حمص».
وحكومة أردوغان ترفع من تدخلها؟
من جهتها، تواصل حكومة رجب طيب أردوغان في تركيا خطوات التحريض والتدخل في الشؤون السورية، حيث كشفت شبكة «سي أن أن» التركية، أنه «تم بشكل سري افتتاح أول مكتب لما يسمى «المجلس الوطني السوري» في اسطنبول وتم التحفظ على عنوان المكتب الذي بدأ بأعماله السرية».
وأضافت الفضائية، أنه مما يلفت الأنظار أن كل ستائر نوافذ المكتب مغلقة وزجاجها ملون باللون الأسود، واختير المدعو «خالد خوجا» رئيساً للمكتب.
…الحريري يعبّر عن «حقده»
وبدوره، واصل رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري إطلاق المواقف الحاقدة ضد سورية، مكرراً دعوته الى التدخل الأجنبي في الشأن السوري. كما لم ينس الحريري الهجوم على حكومة الرئيس ميقاتي على خلفية الحادث الذي وقع ليل أول من أمس في وادي خالد وأدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص.
ضرائب على البضائع التركية
وعلى صعيد آخر، أصدر الرئيس الأسد قانوناً يفرض رسوماً بنسبة 30% من القيمة على المواد والبضائع كافة ذات المنشأ التركي المستوردة إلى سورية لمصلحة دعم إعمار القرى النامية.
ويأتي هذا القرار بعد التدخلات التركية في شؤون سورية، منذ بداية الأزمة فيها في آذار الماضي.
وكان مجلس الشعب السوري أقر منذ يومين هذا القانون 

السابق
كشف الحساب وكشوف العذرية
التالي
الاختصار الاعلامي !!