المستقبل : أكد أن في الحكومة “مَن يعمل على تغطية جرائم” نظام دمشق

 كتبت "المستقبل" تقول ، ترددت أصداء تفجيري دمشق، اللذين استهدفا أمس مركزين للأمن، في بيروت حيث سبقت مواقف لحلفاء سوريا الموقف الرسمي هناك. غير أن البارز بقي ربط الخارجية السورية ما حصل بتلقيها تحذيرات من لبنان عن أن عناصر من تنظيم "القاعدة" تسللت منذ أيام من الأراضي اللبنانية، ما رسم علامات استفهام واسعة حول خطورة زج لبنان في محور الصراع السوري وإقحام ساحته في النزاع الداخلي.
الهجوم السوري الذي استُتبع بملحقات لبنانية، بدا أشبه بمسرحية سيئة الإخراج بدأت قبل يومين مع "نبوءة" وزير الدفاع فايز غصن عن تسلل عناصر من "القاعدة" إلى سوريا عبر بلدة عرسال، فإذا بها تتحقق أمس تفجيراً ملتبس الروايات، وهو ما استدعى رداً سريعاً ومباشراً من الرئيس سعد الحريري الذي أكد أن "موقف الخارجية السورية مردود إليها ومفبرك مع بعض أدواتها في لبنان"، مشيراً الى أن "ثمة من يعمل في الحكومة اللبنانية على زج لبنان في مسار الإرهاب لتغطية جرائم النظام السوري الاختصاصي في تصديره"، معتبراً أن هذا النظام "يحاول تحويل الأنظار عن ما يفعله في شعبه، لكن خطته فاشلة".
وردّاً على كلام وزير الدفاع فايز غصن بشأن وجود عناصر من "القاعدة" في بلدة عرسال، قال الحريري: "عرسال مدينة الأبطال والأوفياء، وهي ليست وحدها لأن كل الشرفاء في لبنان معها، وكلام وزير الدفاع فاتورة من الحكومة للنظام السوري(..)".
وفور وقوع الانفجارين أجرى رئيس الجمهورية ميشال سليمان اتصالاً هاتفياً بالرئيس بشار الأسد مديناً التفجير الإرهابي، ومعتبراً أن "تزامنه مع وصول طلائع المراقبين يهدف الى خربطة الحل العربي المتوافق عليه".
في مواقف حلفاء النظام السوري من التفجير، فقد اعتبر "حزب الله" أن "الجريمة الإرهابية المروّعة تأتي بعد يوم واحد من التفجيرات المنسّقة التي استهدفت بغداد والمدن العراقية الأخرى، ما يوحي بأن القوى المتضررة من الهزيمة الكبرى التي لحقت بالولايات المتحدة، وأدّت إلى خروج قواتها ذليلة من العراق، قد بدأت بعملية انتقام دموية جبانة"، معتبراً أن "هذه التفجيرات هي من اختصاص الولايات المتحدة أُمّ الإرهاب، وأصابعها الممتدة في منطقتنا(..)". ورأى رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية أن الذي حصل "يستهدف المشروع الروسي، والحل العربي، ويستبق وصول وفد المراقبين العرب، ما يؤكد حجم المؤامرة على سوريا(..)".
في غضون ذلك، دعا رئيس بلدية عرسال علي محمد الحجيري في حديث إلى "المستقبل" الدولة اللبنانية الى نشر الجيش اللبناني والقوى الأمنية في البلدة "وخصوصاً على الحدود المحاذية لسوريا، من أجل القيام بدورها، والتأكد من عدم وجود أي عناصر أصولية أو سلفية في البلدة كما يشيع البعض"، معلناً عن "لقاء سيجمع ممثلي البلدة مع قائد الجيش العماد جان قهوجي قريباً، وذلك بين عيدي الميلاد ورأس السنة".
وكشف الحجيري أن "المخابرات السورية اختطفت أحد أبناء البلدة المقيمين في منطقة المشاريع، وما يزال مصيره مجهولاً حتى اللحظة، كما أنها أقدمت على اعتقال اثنين من أبناء البلدة المزارعين في تلك المنطقة منذ فترة، وأعادتهما بعد تعذيبهما وتعرضهما للضرب المبرح، وهما ما يزالان يخضعان للعلاج في إحدى مستشفيات المنطقة(..)".
داخلياً، لم تسجل ساعات ما قبل عطلة عيد الميلاد جديداً يُذكر باستثناء ترؤس الرئيس سليمان اجتماعاً للجنة التحضيرية لهيئة الحوار الوطني، تم خلاله جوجلة حصيلة الاجتماعات التي عقدتها الهيئة والمعطيات والوقائع الراهنة التي تستدعي إعادة إطلاقها وما يمكن أن تبحث فيه الى جانب مواصلة البحث في الاستراتيجية الوطنية للدفاع عن لبنان.
ونقل نائب رئيس المجلس النيابي السابق إيلي الفرزلي عن سليمان قوله إنه "متحمس لوضع قانون انتخابي جديد، لأن القانون الحالي إذا طبّق في انتخابات العام 2013 سيلحق أضراراً كبيرة بالصيغة اللبنانية والعيش المشترك"، وأبلغ "المستقبل" أن رئيس الجمهورية "يرى أن اعتماد النسبية هو الطريق الضامن لكافة الطوائف".
أما في جديد ملف الأجور فهو إعلان رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن عقب اجتماع المجلس التنفيذي للاتحاد، تعليق الاضراب الذي كان مقرراً تنفيذه الثلاثاء المقبل، في إشارة الى موافقته على قرار مجلس الوزراء الأخير القاضي بتصحيح الأجور، فيما سجلت على محور الهيئات الاقتصادية حركة لرئيسها الوزير السابق عدنان القصار في اتجاه القيادات السياسية بدأها بزيارة رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون أبلغه خلالها موقف الهيئات الرافض للقرار. 

السابق
السفير : استهدفا العصب الأمني للدولة مع انطلاق مهمة المراقبين
التالي
الديار : الصراع بين العقل الاقتصادي لـ نجيب ميقاتي والعقل الاقتصادي لـ شربل نحاس