اللواء: نواب بيروت يحملون ملف السلاح إلى سليمان اليوم ·· ووفد من بكركي عند نصر الله

حتى ساعة متأخرة من الليل ، لم تكن حركة الاتصالات واللقاءات التي تواصلت منذ ما بعد الظهر، بين السراي وعين التينة، مروراً بكورنيش النهر، قد توصلت الى نتيجة ايجابية في شأن قضية تصحيح الاجور، التي اكدت مصادر حكومية انها ستطرح على جلسة مجلس الوزراء اليوم، سواء تم التفاهم عليها قبيل الجلسة أم لا، مع الامل بأن تكون لرئيس الجمهورية مبادرة، بعد ان وضع الاتحاد العمالي العام القضية في عهدته بنتيجة تمسك الهيئات الاقتصادية بمواقفها، في حين ان وزير العمل شربل نحاس لم يبذل اي جهد ملموس لحض الطرفين على التفاهم، وبقي اسير مشروعه الذي يراه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي انه جيد لكنه طويل الامد·
وكشف مصدر نقابي مسؤول لـ<اللواء> ليل امس، ان الاجتماع الذي عقده بين قيادة الاتحاد العمالي العام والهيئات الاقتصادية لم يتوصل الى نتيجة حاسمة تؤدي الى اصدار مرسوم تصحيح الاجور معدلاً وفقاً لشروط مجلس شورى الدولة·

واوضح المصدر ان الهيئات الاقتصادية طرحت خلال الاجتماع زيادة 25 الف ليرة على الحد الادنى المقترح في المرسوم الذي طلب مجلس الوزراء ادخال تعديلات عليه، في حين طالب رئيس الاتحاد غسان غصن باعتبار الحد الادنى 675 الف ليرة مع زيادة الفي ليرة على بدلات النقل، اي بما يساوي 200 الف ليرة، مع التمسك برفع المنح المدرسية، وعدم تعريض خدمات الضمان الاجتماعي لاي خلل او تراجع·

واشار الى ان غصن طالب بأن لا تقل الزيادة عن 200 الف ليرة عن الرواتب تحت المليون ليرة، على ان لا تزيد عن 300 الف عن رواتب ما فوق المليون، لكن الهيئات الاقتصادية استمرت برفض اعطاء الفي ليرة على بدل النقل، اوالالتزام بأي حدود دنيا او عليا على الزيادات المقترحة على الشطور·

في المقابل، قالت اوساط وزير العمل شربل نحاس ان الاتجاه هو لاعادة تبني اقتراحه الذي قدمه اثناء البحث في المرسوم الاول الذي نقضه مجلس الشورى، ويقضي برفع الحد الادنى الى 930 الف ليرة، اي دمج الرواتب والشطور وبدلات النقل، مع احتساب التغطية الصحية، لكن مصادر مطلعة على موقف وزير الاتصالات نقولا نحاس نفت ان تكون الامور في هذا المنحى، مشيرة الى ان الحكومة يتجاذبها اتجاهان:

الاول: اتجاه تسوية على حل وسط بين الهيئات والعمال· والثاني لم تظهر معالمه، وهو يتزعمه الوزير شربل نحاس ويتبناه وزراء تكتل <التغيير والاصلاح>، مدعوماً على ما يبدو من وزراء <امل> و<حزب الله>، تعويضاً عن سوء التنسيق الذي قام بينهم في الجلسة التي تمّ تبني اقتراح الرئيس ميقاتي فيها، من دون أن تتوضح المواقف النهائية·

وأوضح الوزير نحاس في اتصال مع <اللواء> مساء أمس أن مشروعه سيناقش اليوم في مجلس الوزراء، من دون استبعاد احتمال التصويت، لافتاً إلى أن ردّ مجلس شورى الدولة كان بمثابة ردّ قرار الحكومة في هذا الشأن، وليس مجرّد طلب تصحيح أو تعديل المرسوم، معتبراً ان الحد الأدنى سيكون بحدود 860 الفاً بعد أن يصبح بدل النقل جزءاً من الأجر·

وقال أن التكتل لن يسير بزيادات تخرق القوانين وتكرس مفهوم ضياع الأجر، وقد آن الأوان لإنهاء 15 سنة من الممارسات التي كانت الزيادات تتم فيها تحت عناوين بدلات النقل وغيرها والتي لا تحتسب في تعويض نهاية الخدمة·

وفيما عهدت الهيئات الاقتصادية إلى الوزير السابق عدنان القصار صياغة الحد الأدنى المقبول منها، لرفعه إلى مجلس الوزراء، أكدت مصادر نقابية أخرى انه لم يتم التوصل إلى ورقة مقبولة من الهيئات في حين أن وزير العمل لم يبذل أي جهد للتقريب بين الطرفين، وانتهى الليل النقابي إلى رفع القضية إلى رئيس الجمهورية، على امل اتخاذ مبادرة تكون مقبولة من الاتحاد العمالي ولا ترفضها الهيئات·

وأكدت المصادر أن خطوط الاتصال لم تنقطع بين الوفد العمالي المفاوض وبين الرئيسين نبيه برّي ونجيب ميقاتي اللذين بقيا أيضاً على اتصال مع الهيئات الاقتصادية عبر موفدين، في حين أن المصادر الحكومية أعربت عن املها بالتوصل إلى تسوية مرضية يتم التوصّل إليها قبل الجلسة وتتظهر في مجلس الوزراء، وتكون مدخلاً لتفادي الاضراب العمالي المعلن في 27 الجاري، على اعتبار أن لا أحد لديه مصلحة باضراب يشل الحركة في البلد ما بين عيدي الميلاد ورأس السنة·

معبر عرسال وإلى جانب قضية تصحيح الأجور، قال وزير الدفاع فايز غصن، أمام وفد من كبار ضباط قيادة الجيش قدّم له التهنئة لمناسبة الأعياد، انه سيطرح على مجلس الوزراء <معلومات تتحدث عن عمليات تحصل على بعض المعابر غير الشرعية، لا سيما في عرسال، بحيث يتم تهريب أسلحة ودخول العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم <القاعدة> تحت ستار انهم من المعارضة السورية، مشيراً إلى أن <ضبط هذه العمليات ومنعها هي من مسؤولية الجيش والقوى الامنية بالدرجة الأولى، لكنها في الوقت عينه مسؤولية وطنية تقع على عاتق جميع الفرقاء اللبنانيين>·

ولاحظ غصن أن <المهام الملقاة على عاتق الجيش في هذه المرحلة كبيرة وضخمة، سواء في الجنوب حيث ينفذ مهامه الأمنية بالتعاون مع قوات <اليونيفل> لترسيخ حال الاستقرار· رغم محاولات أعداء لبنان المتكررة بالعبث بالأمن الجنوبي من خلال الصواريخ المشبوهة، والتي تصبّ في مصلحة العدو الاسرائيلي، أو على الحدود مع سوريا، حيث يقوم الجيش بضبط هذه الحدود منعاً لعمليات التهريب·

وفي حين أكدت مصادر حكومية، أن الرئيس ميقاتي هو في جو معلومات غصن منذ قرابة ثلاثة أسابيع عندما وضعه قائد الجيش العماد جان قهوجي في أجوائها في الاجتماع الأمني الموسّع الذي انعقد في حينه، استغربت مصادر في قوى 14 آذار الكشف عن هذه المعلومات في هذا الوقت، وبعد توقيع سوريا على البروتوكول مع الجامعة العربية، بالتزامن مع إصدار الرئيس بشار الأسد قانوناً يعاقب بالإعدام لمن يوزع السلاح، في محاولة لتحميل بعض الفرقاء في الجانب اللبناني مسؤولية تهريب الأسلحة والتعاون مع عناصر من تنظيم <القاعدة> وكأن هؤلاء باتوا من عناصر المعارضة السورية، أو لتبرير عمليات القتل التي استهدفت مواطنين لبنانيين في عرسال، وكان آخرهم خالد الفليطي الذي اعتبره تيار <المستقبل> شهيداً، بحسب ما جاء على لسان نائب رئيس التيار النائب السابق أنطوان أندراوس الذي زار عائلته في عرسال أمس ممثلاً الرئيس سعد الحريري·

وكانت كتلة <المستقبل> النيابية قد رحّبت أمس بتوقيع السلطات في سوريا على مبادرة الجامعة العربية، لكنها قالت أنها تراقب بحذر الالتزام الكامل من قبل تلك السلطات بكافة بنود المبادرة·

بيروت منزوعة السلاح ولم تستبعد المصادر أن يكون الكشف عن معلومات عرسال، التغطية أو الالتفاف على التحرك الذي بدأه نواب بيروت للمطالبة بأن تكون العاصمة مدينة منزوعة السلاح، بعد عودة الفلتان والتسيّب الأمني إلى بعض أحيائها الداخلية·

وسيقوم وفد من نواب بيروت اليوم بزيارة الرئيس سليمان في بعبدا لطرح القضية أمامه، ومطالبته بأن تحزم الدولة أمرها في ملاحقة العابثين بالأمن، وعدم التهاون حيال هذه المسألة، ومؤكداً أن الأمر هو من مسؤولية الدولة عبر أجهزتها الأمنية والعسكرية·

وشدد الرئيس الحريري، في دردشة عبر موقع <تويتر> على أن السلاح يجب أن يكون بيد الجيش والقوى الأمنية التي هي من تدافع عن لبنان، معتبراً أنه عندما ينتهي الاستقواء بالسلاح، فحزب الله لن يكون أقوى من الدولة،·

ولفت الحريري إلى أن النظام السوري وقّع المبادرة العربية لكنه سيقع في شر أعماله، مشيراً إلى أنه سيهنئ الشعب السوري قريباً بسقوط النظام·

ولاحظ عضو كتلة <المستقبل> النائب نهاد المشنوق أن اجتماع نواب بيروت يتكلم عن بيروت الكبرى وليس فقط بيروت، التي تمتد جغرافياً من نهر الكلب إلى الضاحية، مشيراً إلى أن المرحلة الأولى لعمل نواب بيروت تقضي بالتشاور مع الرؤساء الثلاثة ومن ثم توسيع دائرة الحوار بعد معرفة رأيهم والانتقال الى الوزارات والجهات المختصة، مؤكداً الثقة بأن الجيش قادر على حفظ امن الناس·

جولة ميقاتي من جهة ثانية يقوم الرئيس ميقاتي بجولة اليوم على القيادات الدينية المسيحية لمناسبة الاعياد، وستشمل جولته كلاً من البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي، وبطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام وراعي ابرشية بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة في مقره في الاشرفية·

وتتزامن الجولة مع زيارة وفد من بكركي ضم رئيس اساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر وعضوي لجنة بكركي للحوار النائب البطريركي المطران سمير مظلوم وحارث شهاب، إلى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، بتكليف من البطريرك الراعي·

وفي حين اشار بيان العلاقات الاعلامية للحزب إلى ان الوفد شكر لنصر الله ارساله وفد لتهنئة البطريرك بانتخابه والاهتمام بزياراته إلى الجنوب وبعلبك – الهرمل، وبحث معه الاوضاع المحلية والاقليمية، اكد شهاب ان المناقشات تطرقت إلى امكان تعزيز الحوار تحصينا للوضع الداخلي، اضافة إلى قانون الانتخاب، مشددا على رغبة الحزب وبكركي في ابقاء باب التواصل مفتوحا تحت شعار الشركة والمحبة·

الموفد الفرنسي وفي سياق آخر، انهى الموفد الفرنسي، مدير دائرة المنظمات الدولية في وزارة الخارجية الفرنسية نيكولا دو ريفيير زيارته لبيروت، بعد لقاءات عقدها مع الرئيس ميقاتي ووزير الدفاع، ومحادثات خارج الاعلام في رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب ووزارة الخارجية، ووفق البيان الذي صدر عن السفارة الفرنسية في بيروت، فإن دو ريفيير اكد ان فرنسا ستبقى على حضورها في <اليونيفل> ن اجل المحافظة على استقرار لبنان والمنطقة، معربا عن شكره لرسائل التضامن التي عبر عنها في لبنان الرؤساء الثلاثة بالاضافة إلى مجمل الطبقة السياسية اثر الاعتداء على الكتيبة الفرنسية في التاسع من كانون الاول الحالي، مطالباً باسم فرنسا بكشف كافة ملابسات هذا الاعتداء، وان فرنسا تنتظر نتائج التحقيق·

وكان المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان بالانابة روبرت واتكنز قد ابلغ وزير الخارجية عدنان منصور امس ان على لبنان واسرائيل، بذل المزيد من الجهود من اجل ضمان تنفيذ مستلزمات القرار 1701، وقال: نحن نعمل كل ما في وسعنا لضمان استقرار الوضع في الجنوب، مجدداً التعبير عن قلق الامم المتحدة حيال الاحداث الاخيرة، مشيراً الى ان نيويورك لم تتبلغ اي نتيجة عن محصّلة التحقيق بالاعتداء على الكتيبة الفرنسية، لكن هناك تأكيدات ان الجيش يقوم ما في وسعه للتحقيق بالتعاون مع اليونيفل والحكومة والاطراف السياسية الذين يدعمون التحقيق وقد دانوه·  

السابق
البناء: مناورات جويّة وبحريّة للقوات السورية بالذخيرة الحية
التالي
السفير: الأجور تُربك الحكومة … والعمالي إلى سوليدير! وفد قبرصي يبدأ مفاوضات بحرية… ولبنان يكسب مساحات جديدة