…كالحمار يحمل أسفاراً؟!

توجه باعتذاري الشديد من رئيس الاتحاد اللبناني لكرة السلة جورج بركات، ومن جميع الأعضاء، والأندية والمدربين واللاعبين، وتحديداً قائد منتخب لبنان الوطني فادي الخطيب، مقبلاً اياديهم لكي يسامحوني على «الخطيئة الكبرى» التي ارتكبتها، عندما أثرت «فضيحة الفضائح» حول تجنيس الأميركي صامويل هوسكن على الرغم من اقامته ولعبه موسمين مع فريقين اسرائيليين.

كنت أود أن أخاطبكم جميعاً بعبارة ايها الأخوة الأعزاء، لكن وبما انني ارتكبت هذه «الخطيئة الكبرى»، التي جعلت مني «كالحمار يحمل أسفار»، لم أعد أستطيع استعمال هذه العبارة لكي لا تقاسموني لقب «الحمرنة»، فارتأيت أن أوجه اليكم عبارة «يا سادة القوم الوطنيين الأشراف».فعلى الرغم من السنوات الـ47 التي أمضيتها في عالم الاعلام الرياضي والادارة، لم يخطر ببالي يوماً أنني «حمار» لدرجة أن انتقد تجنيس هوسكن بسبب تاريخه الذي يؤكد إقامته في اسرائيل واللعب مع فريقين مختلفين في الموسمين 2003/2004 و2010 /2011، وأشكركم جزيل الشكر لأنكم وصفتم هذه الحالة بالعادية جداً، كونه لاعباً محترفاً ويمكن له اللعب في أي دولة، حتى ولو كانت اسرائيل، وأشكركم أكثر لأعترافكم بأن هناك حالات مماثلة سابقة على مدى سنوات طويلة، شملت معظم اللاعبين الأميركيين الذين استقدمتهم الأندية اللبنانية. ما يؤكد معرفتكم السابقة بهذا «الأمر العادي جداً».

نعم «يا سادة القوم الوطنيين الأشراف»… إنه امر عادي جداً أن يرتدي هوسكن قميص المنتخب الوطني المتوج بالعلم اللبناني بعدما سبق له ارتداء قميصي فريقين اسرائيليين.
نعم… انه أمر عادي جداً ان تتزين ملاعبنا سنوات طويلة بلاعبين سبق لهم اللعب في اسرائيل، فما هي المشكلة، انهم لاعبون محترفون والأبواب مفتوحة أمامهم لمن يدفع أكثر.
وهنا لا بد أن أحيي عفوية وصراحة جورج بركات الذي استغرب في مقابلة تلفزيونية اثارة موضوع هوسكن بهذا الشكل، فالأمر عادي جداً. انه لاعب محترف يذهب حيث يشاء.
وكذلك أحيي فادي الخطيب الذي أطل بصوته من الدوحة في المقابلة ذاتها، مؤكداً أن ملاعبنا سبق لها واستقبلت عدداً كبيراً من اللاعبين الأميركيين الذين سبق لهم اللعب في اسرائيل.
ولأن هذا الأمر عادي جداً، لماذا لا يُقدِم بركات على توقيع «بروتوكول» تعاون مع الاتحاد الاسرائيلي لتبادل اللاعبين، طالما أن الأمر عادي جداً، ولماذا أيضاً لا يلعب فادي الخطيب واللاعبون المحترفون اللبنانيون مع أندية اسرائيلية، فلا مشكلة أبداً لأن الأمر عادي جداً.

وحتى أنا، وبعد أن كشف سادة القوم الوطنيون الأشراف «حمرنتي»، أجد أبواب العمل مفتوحة أمامي في الصحف الاسرائيلية، ولماذا لا، فأنا صحافي رياضي محترف، كما اللاعب المحترف، استطيع أن أذهب حيث أشاء، لمن يدفع أكثر، فهذا أمر عادي جداً.
أكرر اعتذاري يا سادة القوم الأشراف على «خطيئتي الكبرى»، وألح على تقبيل أياديكم لمسامحتي. وأشكركم جزيل الشكر على اعادتي الى صوابي وتصحيح مسيرتي.
لقد رجع هوسكن الى لبنان عبر بوابة مطار بيروت، لأن جوازه الأميركي لا يحمل ختم دخول أو خروج من اسرائيل. رغم الصور والوثائق التي تؤكد اقامته في اسرائيل. فالأمر عادي جداً.
وختاماً، ولأن الأمر عادي جداً، حبذا لو يتم تكريم هوسكن ومنحه أعلى الأوسمة اللبنانية لتفضله علينا بقبوله ارتداء قميص منتخب لبنان بعد أن ارتدى قميصي ناديين اسرائيليين، ما المشكلة، فالأمر عادي جداً.  

السابق
شربل: للاتفاق على قانون انتخاب موحد لأن القديم لا يحصل للمسيحيين حقوقهم
التالي
عون وفرنجية يحتويان الجميل وجعجع