فتنة مشبوهة·· ومجانية

كلّما تحرّك الواقع الفلسطيني في مخيّم <عين الحلوة> باتجاهات سلبية، تتسلّط الأنظار على مدينة صيدا وجوارها نظرا للتداخل بين هذا المخيّم ومحيطه على مختلف المستويات· صيدا معنية بملف المخيّم بقدر ما أنّ لبنان معني بهذه المدينة كونها عاصمة الجنوب وإحدى أهم المدن اللبنانية المنتجة والفاعلة والمتفاعلة مع بقية الوطن· من هنا لا بدّ من أنْ نسأل عن السبب أو الأسباب التي تقف وراء الاغتيالات والاضطرابات التي تحدُث في المخيّم ومَنْ الذي يقف وراءها·؟؟ وما هي الأهداف الفعلية وراء الفتنة الواضحة التي يجري العمل عليها بين حركة <فتح> وبعض القوى الإسلامية الفلسطينية؟
عمليات الاغتيال والتحرّش بحركة <فتح> واضحة، ولا تزال الجهات التي تقوم بها غير معلومة بشكل حقيقي على ما يبدو، هذا مع العلم بأنّ البعض وجّه أصابع الاتهام لمجموعات فلسطينية ذات صبغة إسلامية مثل <جند الشام> التي أُعلن عن حلّها في السابق، <و <كتائب عبدالله عزّام> التابعة لتنظيم <القاعدة> وهنا الطامَّة الكبرى·

من خلال هذا الواقع وتلك المشهدية القائمة في المخيّم، يبدو أنّ ثمّة مَنْ يريد استعمال الفلسطينيين في خلق وقائع وأحداث ليسوا معنيين بها ولا تخدم قضيّتهم ولا وجودهم في لبنان، وهذا الأمر مُخيف ويذكِّر بتجارب سابقة أقربها تجربة مخيّم <نهر البارد> التي دفع خلالها الجيش اللبناني مئات الشهداء والجرحى وخسر فيها الفلسطينيون واللبنانيون كثيراً ولم نعرف الأسباب الحقيقية التي أدّت إلى هذه المأساة·

ومن غير المقبول أو المنطقي استعادة هذه التجربة في مكان آخر حتى لو كان أطراف القتال هم الفلسطينيون أنفسهم، كما لا ينبغي ترك مخيّم <عين الحلوة> والفلسطينيين وحدهم في هذا الظرف، وعلى لبنان المساعدة من خلال الدولة والقوى الأمنية لمنع الانفجار وتفويت الفرصة على مَنْ يستهدفون المخيّم وصيدا وكل لبنان جرّاء عمليات أمنية مشبوهة ومجانية·  

السابق
وَقّعَ ام وَقَعَ
التالي
قانصو: الاقتراح الارثوذكسي يعيدنا الى المتصرفية