صفعة الفرزلي، لا يُدَار لها الخد الأيسر

بيَدٍ مارونية ممتلئة، وجّه الرئيس الفرزلي صفعة "ذكيّة" إلى كل "لبناني" سوّلت له "وطنيته" أن يستند إلى الميثاق، الدستور والثوابت الوطنية في بناء موقف "وطني – منطقي" من الطرح الانتخابي للقاء الأرثوذكسي.
وبعد متابعة – على المدى الطويل – لنتائج الإعتراض للإعتراض يتضح أنه:
مهما زاد عدد المواقف والبيانات من طرح اللقاء الأرثوذكسي وممن تبنّاه، وأيّاً كان من أصدرها بصفة المُستنفَر والمُكرّر مع سابق العلم بعقيم المردود،
ومهما بلغت حدّة التحذيرات، أو ارتفع منسوب الاستنكار والاستهجان، أو حتى الإستغفار من كل طرح طائفي عظيم،
ومهما تنادت اللقاءات العلمانية أو تكاثرت المدنية منها، وعلى مذبح الأحلام نُحرت الأفكار الإصلاحية، "المُستحية" من واقع التركيبة اللبنانية وربما المُتعامية عنه،
ومهما نُثرت الآراء وبُذرت الطموحات في تربة "نظرية"،
فإن شيئاً لن يتبدل، وذلك لأن:
أولاً: الطرح الأرثوذكسي إنطلق من تفهّم الهواجس وبنى عليها، فحاكى المصالح بلغة توظيف الواقع والتركيبة في خدمة "المطلوب"، والأهم أنه لم يهدر الوقت في التنظير لـ "المفترض" غير المتفهّم للواقع والثقافات والتفاوتات على أنواعها.
ثانياً: فقدان أصحاب الطروحات الانتخابية العصرية "البديلة" لمنطق وأسلوب "المرحلية" المطلوبة لتسهيل الإنتقال من واقع إلى آخر، وبالتالي إمكانية القبول بها من مالكي القرار والمصالح معاً، حيث يبدو "العصريون" وكأنهم يؤلفون قانوناً انتخابياً للبنان من دون معظم اللبنانيين.
إذاً، وبكل واقعية:
لا حول ولا قوة ولا أمل من معظم السلوكيات والنشاطات "المزهوق منها"، حيث أن طرح اللقاء الأرثوذكسي الانتخابي لا يُقارع بالمواقف والبيانات الإعلامية أو بالإجتماعات "البينية" المتناثرة والزاخرة بأصحاب الرأي "الجليدي" الواحد في المبتدأ والمتنوع في الخبر.
بل وبإختصار، يمكن القول أن هكذا "صفعة" لا يُدَار لها الخد الأيسر، بل يُطرح في مقابلها مشروع قانون انتخابي يزاوج بين "المطلوب" لمعالجة الأسباب الموجبة واقعياً، و"المفترض" الإعداد له تأسيساً وليس فرضاً، على قاعدة "أكل العنب حبّة حبّة" شرط أن يكون في اليد عنقود صالح للأكل.

حـسـن ســعــد

السابق
جابر دان الاشتباكات في مخيم عين الحلوة
التالي
رئيس “لقاء علماء صور”: للتصدي لقوى الاستكبار العالمي