قبلان دعا في خطبة الجمعة الحكومة الى “انصاف العمال والمعلمين وأصحاب الدخل المحدود

  ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة التي استهلها بقول امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب: "اضرب بطرفك حيث شئت من الناس، فهل تبصر إلا فقيرا يكابد فقرا، أو غنيا بدل نعمة الله كفرا، أو بخيلا اتخذ البخل في حق الله وفرا، أو متمردا كأن بأذنه عن سمع المواعظ وقرا؟ أين خياركم وصلحاؤكم ؟ وأحراركم و سمحاؤكم؟ وأين المتورعون فى مكاسبهم؟ والمتنزهون فى مذاهبهم؟ أليس قد ظعنوا جميعا عن هذه الدنيا الدنية
والعاجلة المنغصة ؟ و هل خلقتم إلا فى حثالة".

واضاف: "الامام علي يتحدث عما يقتضيه شأن العباد ونحن تبعا للامام علي نعمل من اجل الناس وفي سبيل الله تعالى فنعالج الأمور بالتي هي احسن ونبتعد عن المزايدة والمراوغة ونعمل باستمرار لعلاج الامور ونتكلم بمشاكل الناس. وإذ لاحظنا كلام امير المؤمنين نجد انه يطالبنا بأن نتحرى شؤون الناس ونعالج الامور ونصحح المسار ونصلح الامر، فنتطلع إلى اوضاع الناس ونراقب ما يجري حولهم فنكون يقظين فنعمل في الدنيا لأجل الاخرة ونبتعد عن كل اساءة وإهمال لشأن العباد، فالامام علي قسم الناس إلى أقسام اربعة: فقير يكابد فقرا وغني بدل نعمة الله كفرا وبخيل اتخذ البخل بحق الله وفرا ومتمرد كأن في اذنيه عن سمع المواعظ وقرا، وهنا نجد ان كلام امير المؤمنين لكل زمان ومكان فهو يسهر على شأن العباد ويخفف عنهم ويتحرك لأجل راحتهم ويبتعد عن الشر والأشرار فهو الراعي الصالح والولي التقي والقائد المعصوم في سبيل الله".

وتابع: "لقد لفتتني المطالبة بإنصاف العمال والمعلمين وأصحاب الحاجة فكانت التحركات والإضرابات لإنصاف الناس، وهنا نلاحظ إن الإمام علي يضع الاصبع على الجرح فيدعونا الى انقاذ الناس والتخفيف عنهم واصلاح شأنهم والتعامل معهم بشكل حسن فنبتعد عن كل إساءة وضغينة وكيدية. لذلك نطالب الجميع بالاهتمام بأمر الناس ومن نعمة الله علينا حوائج الناس إلينا، وعلينا ان نخفف عن أهلنا وإخواننا فنعمل من اجل راحتهم وسلامتهم واستقرارهم. لذلك أطالب الجميع بالاهتمام بأمر الناس لان هذا الاهتمام عبادة وله شأنية وهو محطة إنسانية نلوذ بها، ويجب إن نعمل في سبيل تحقيقها فالجميع مطالبون بالسهر على مصلحة الإنسان والعمل من اجل سعادته واستقراره ليكون مطمئنا، ونحن مع الفقراء ونطالب بإنصافهم والعمل الى اسعاد البشرية ولا سيما ان الدين الاسلامي الذي جاء به النبي محمد من اجل حياة فضلى ولأجل اسعاد الناس وراحتهم واستقرارهم، وعلينا ان نفتش ونعمل لاسعاد الانسان. فالإسلام دين المساواة والعدالة والإنسانية والإنصاف. فاذا كان الانسان مستطيعا فان عليه إن يتحرك لإنقاذ اخيه من الفقر الذي هو كفر ومرض عضال. لذلك يجب العمل لانقاذ الفقير وانتشاله من الفقر والجوع والحاجة، والله أمرنا ان نكون اخوة احبة نتعاون على الخير ونبتعد عن الشر. فلنكن امة مباركة تدعو إلى الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فنتحرك للقضاء على الفقر ونهتم بالفقير فنرفع الغطاء عن أبصارنا فنعمل ليكون الانسان معافى من الفقر والجوع والمرض والفظاظة. ونحن مع كل مطلب من اجل الناس وقضاء حوائجهم ونبتعد عن المراوغة والمزايدة، فالإسلام دين العدالة والإنصاف والمساواة وعلينا ان نقتدي بنبينا محمد والأئمة المعصومين فنتقرب إلى الله في التخفيف عن الناس وإدخال السرور الى قلوبهم فنتصدى للحالات السيئة ونعمل بصدق وواقعية للتخفيف عن كاهل المجتمع فنتعامل مع الاخرين برفق وانسانية لتكون الحياة سعيدة. فلا يجوز ان يبدل الغني نعمة الله كفرا، فلا يستعمل غناه وثروته في خدمة الناس ومنفعتهم، وعلى الغني ان يشكر الله على نعمه فيرحم العباد ويتعاون مع أهل الخير ويبتعد عن كل منكر وإساءة، فنشكر الله ليس باللفظ فقط إنما بدفع المال للأهل والإخوان وأبناء الوطن، فيبادر الغني الى مساعدة الفقير وإعطاء ما فرضه الله من زكاة وخمس وصدقات للمحتاجين بما يحقق رضى الله تعالى، فيتعاون الناس على فعل الخير ولا يكون الانسان متمردا عن القيام بواجبه في خدمة المجتمع فيتحرك من اجل انقاذ الإنسان وإصلاح المجتمع".

ودعا "الأخيار والابرار والحكماء الى العمل من اجل خدمة الانسان والوطن لتكون البلاد مستقرة آمنة وسعيدة، لا سيما ان بلادنا تعيش القلق والعسر، فإسرائيل تحرق المساجد في فلسطين فيما يتحرك العرب لضرب بعضهم البعض، وخصوصا في سوريا والبحرين واليمن حيث يعيش الشعب العربي في حيرة واضطراب وقلق. وعلى الجميع ان يعلموا ان العنف لا يوصل إلى نتيجة ويبعد الناس عن الحقيقة، وعلينا ان نشكل لجانا وهيئات لتقوم بالحوار والإصلاح والعمل الصالح فنتعاطى مع الأمور بحكمة وموعظة ونتحرك بشكل سليم وصحيح ومبارك، فالقتل لا ينتج الا القتل والعنف يوصلنا إلى مآزق وعلينا إن نتعامل في ما بيننا برفق لان الإسلام دين الرفق والتعاون والمحبة، وهو دين الإصلاح والعدالة والإنسانية فيما ينتج القتل الحقد والبغضاء، وعلينا ان نتحرك بمسؤولية وادب وخلق بعيدا عن القتل الذي ينتج الكراهية والدمار والخراب".

ودعا ايضا "حكماء العرب والمصلحين منهم الى ان يتحروا الحقيقة ويبتعدوا عن الغلظة والكراهية فيكونوا مع الله ليكون الله معهم. فالنبي محمد أمر بالمعروف ودعا إلى الخير ونهى عن المنكر. لذلك نطالب الجميع في بلادنا العربية والإسلامية بأن ينصفوا شعوبهم ويعملوا لمصلحة الشعوب فيبتعدوا عن الضرر بهم فدوام الحال من المحال، فلا يتعصب احد ولا يحقد ولا يكون انانيا فيكون من الحكام حكماء يتصرفون بعقلانية ويبتعدون عن كل إساءة ومنكر".

وحض "النظام في البحرين على الإنصاف وإعطاء الناس حقوقهم فيبتعد عن كل منكر وعنف وضرر"، وقال: الشعب البحريني مسالم ولا يجوز إحراجه حتى يخرج عن الصوابية فتتأزم الامور. وعلى الحاكم إن ينصف والله لا يغير بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم لذلك على الحاكم في البحرين ان يعمل لمصلحة المجتمع ودعم الشعب فيكون معه في السراء والضراء.

وطالب "الانظمة العربية المتسلطة المجحفة في حق شعوبها إلى الاتجاه نحو قضية فلسطين فيعمل الجميع لإنقاذ الشعب الفلسطيني وإنقاذ المقدسات في فلسطين".
وأضاف: "إسرائيل تعمل لضرب البنية الفلسطينية من مقدسات ومؤسسات وشعب. وعليهم ان يبتعدوا عن الحقد والعصبية ويدعموا شعب فلسطين. فالغرب غرس الصهاينة في أرضنا ومنطقتنا ليستثمر خيرات البلاد وثرواتها، فإسرائيل كيان غاصب زرعه الاستعمار لضرب مقومات الشعوب العربية وقدراتها. لذلك نطالب جامعة الدول العربية بأن تهتم بالشأن الفلسطيني وتعالج الأمور في سوريا والبحرين وفي كل الدول وخصوصا ان الاستعمار يدفع الأموال الطائلة لإثارة الفتن والنعرات الطائفية، ونحن مع الهدوء والإنصاف والاهتمام بالشعوب والبعد عن كل حقد وفتنة. إن بلادنا تعيش حالات قلق وهناك دماء تسيل وشعب يشتت، وعلينا ان نشكل هيئات من العقلاء ومن أهل العقل والمعرفة والحكمة لمعالجة الاوضاع من كل جوانبها ليهنأ الشعب العربي المسلم بالراحة والسعادة والاطمئنان".

وقال: "نحن ضد العنف والظلم وندعم المصالحة والانصاف ونطالب بالابتعاد عن كل اساءة فيتعاون الجميع على البر والتقوى ولا يتعاونون على الاثم والعدوان".

ودعا الحكومة إلى "انصاف العمال والمعلمين وأصحاب الدخل المحدود لتكون في خدمة الشعب ومصلحته فتهتم بشؤون ومصالح العمال والمعلمين فتدعم اليد العاملة وتفتح المصانع لاستيعاب العمال وتسهم في القضاء على البطالة، وعليها الابتعاد عن التسويف فتتجاوب مع مطالب الناس وتكون في عونهم فمن كان في عون الناس كان الله في عونه". 

السابق
انتهاء الاجتماع الماروني الموسع في بكركي
التالي
وهبي: عودة الحريري غير مرتبطة بسقوط النظام السوري