لن أنتخب..

لن أنتخب، طالما لا استطيع ان أكمل مباراة في كرة القدم دون ان ينقطع "الديش"، ولا "يُقلّع" الموتور لأنني لا استطيع ان أشترك بأكثر من 5 "أمبير"، لن أنتخب لأن المسؤول يستطيع إكمال مباراة في كرة القدم، وزوجة المسؤول تستطيع ان تضع الثياب، في النشّافَة، بينما أنا ألبس ثيابي وهم "رِطبين" لنفس الأسباب المذكورة سابقا.

لن أنتخب، قبل ان تُصبح تسعيرة إنطلياس بكفيا موحّدة، مثل الوطن، والسعر 2000 ليرة، وليست عشوائية، حسب "راس الزبون" ونوعية ملابسه.

لن انتخب إلا بعد ان يقف اللبناني على إشارات السير، وينظِّم الشرطي المرور، وقبل ان تسير السيارات في خطّ واحد من الفوَّار إنطلياس وصولا الى الأتوستراد.

لن أنتخب إلا بعد إقرار الزودة على الأجور، وان لا يتزامن ذلك مع زيادة في أسعار المواد الضرورية، أقصد بذلك: منقوشة الزعتر، الموز، والخضار، اي ما يحمله الشخص الذي يزور السجين، أقصد 80 في المئة من اللبنانيّين المسجونين في الوطن. (طبعا اتحدّث عن منقوشة الزعتر "المِش إكسترا").

لن أنتخب إلا بعد ان تتّخذ الدول العظمى مع التحفّظ على كلمة عظمى قرارات صارمة في المقرّرات والمعاهدات الدولية فيما يتعلّق بالإستعباد والظلم، والبيئة، ومعالجة مشكلة الفقر، وأخيرا حقوق الإنسان في لبنان التي غضّت هذه الدول الطرف عنها أكثر من 30 سنة، و"نَزَعتْ" مستقبل الشباب، وهجّرتهم من دينهم ومن بيوتهم وهي الآن اي هذه الدول العظمى تُدافع عن حقوق الإنسان بما يتناسب مع مصالحها.

لن أنتخب وخصوصا في فترة الأعياد المجيدة إلا بعد ان أرى بسمة ورضى على وجوه عامة الشعب في بلد الأرز وليس أن أسمع خطابات ووعود لم ولن تنفع بشيء.

وأخيرا، لن أنتخب الا الشخص الذي يؤمّن كل ذلك، فإذن لن أنتخب…   

السابق
امل وحزب الله: اطلاق الصواريخ مشبوه ومعروف الاهداف
التالي
سجال حاد في مجلس النواب بين النائبين نواف الموسوي وسامي الجميّل على خلفية شبكة حزب الله