باريس تغيّر إتهامها وتعتقد بأن حزب الله محرج من الطلبات السورية !!

كشف مصدر ديبلوماسي غربي في بيروت لـ"السياسة" ان وزارة الخارجية اللبنانية نقلت إلى "حزب الله" تحذيرا بأن تكرار هذه الأعمال العدائية ضد اليونفيل من شأنه تغيير قواعد اللعبة المتفق عليها منذ العام ,2006 بحيث لن تكتفي قوات "اليونيفيل", وخصوصاً الوحدة الفرنسية مدعومة من الوحدات الأوروبية الأخرى, في المستقبل بمراقبة حركة تسلح "حزب الله" من دون رادع أو وازع, وإنما ستتدخل بقوة لفرض حظر السلاح, انتشاراً وتخزيناً جنوب نهر الليطاني, وهو الأمر الذي تجنبته "اليونيفيل" حتى الآن.وأكد المصدر أن قرار فرنسا والدول الأوروبية الأخرى المشاركة في "اليونيفيل" هو عدم الانسحاب من لبنان الآن, لأنه يعني الخضوع لأهداف الاعتداءات الإرهابية.

وقد علمت "النهار" من أوساط ديبلوماسية ان عددا من الدول المساهمة في القوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان "اليونيفيل" تدرس باهتمام خفض مساهمتها، وهذا الامر أكده امس سفير فرنسا في لبنان دوني بييتون إذ قال انه "تجرى الان مراجعة استراتيجية يقوم بها قسم عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة (…) وسنرى ماذا ستكون نتائج هذه المراجعة. وسيزور مسؤول فرنسي لبنان قريبا وفي ضوء كل ذلك سنأخذ القرارات".

ذكرت "الحياة" في رسالة لرندة تقي الدين من باريس أن الأوساط السياسية الفرنسية ومنها وزير الخارجية آلان جوبيه وأوساط الرئيس نيكولا ساركوزي تعتبر أن سحب القوات الفرنسية يعطي إشارة سلبية للمنطقة وانطباعاً بأن الحرب وشيكة وبأن هناك ضوءاً أخضر لإسرائيل لضرب، إما سورية وإما "حزب الله" (..) إضافة إلى أن إسرائيل تقوم بخطوات لدى الإدارة الفرنسية كي تبقى القوات الفرنسية والأوروبية، وذلك لرغبة إسرائيل في بقاء القوات الفرنسية كضمانة لبقاء الجنود الفرنسيين الذين إذا انسحبوا تبقى القوات الأكبر عدداً الإندونيسية والماليزية، وإذا سلمت القيادة لأي من البلدين يعني ذلك أن القيادة تصبح لدول إسلامية ليست لها علاقات ديبلوماسية مع إسرائيل ما يخلق مخاوف لدى الجانب الإسرائيلي.

لفتت "الحياة" إلى أن تصريحات الوزير جوبيه عن اعتقاده أن الهجوم كان رسالة من سورية عبر "حزب الله" تنبثق من معلومات يتم تداولها في الأوساط المراقبة للأوضاع في سورية ولبنان عن أن هناك طلباً سورياً من "حزب الله" للتصعيد مع إسرائيل كان إطلاق الصواريخ من الأراضي اللبنانية على إسرائيل قبل أسبوعين ثم قبل يومين في سياقه. ولكن معلومات باريس تفيد بأن "حزب الله" محرج من الطلبات السورية وبأنه ينفذها بأدنى الممكن لأنه لا يحبذ، حالياً، التصعيد مع إسرائيل وقيام حرب مع إسرائيل على الأرض اللبنانية ليست في مصلحته.

 

كشفت مصادر واسعة الإطلاع لـ"الجمهورية" أن المراجع الأمنية أخذت على محمل الجد التداعيات التي تركها الاعتداء الأخير على القوة الفرنسية، وقالت ان الحديث الفرنسي عن إعادة نظر مطلوبة في مهمات القوات الدولية والإجراءات التي تواكب تحركاتها على المستويات اللوجستية والأمنية والسياسية نالت أمس حصّة وافرة من الحركة السياسية والأمنية والديبلوماسية. واشارت الى أن هذه الحركة التي استجَدّت وأعقبت لقاء امنيّا موسعا في مقر قيادة الجيش، شكلت مناسبة للبحث في الطروحات الجديدة التي قدمها الفرنسيون.

وقالت المصادر نفسها لـ"الجمهورية" ان المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم يؤدي دورا لوجستيا ـ امنيا وسياسيا في آن. وهو تحرّكَ أمس وأمس الأول بعيدا من الأضواء، لتوضيح المواقف ممّا حصل، ولجَوجَلة الآراء حول ما هو ممكن تطبيقه وما لا يمكن تطبيقه من المقترحات التي تبودلت خلال اللقاءات التي شهدتها المقرّات العسكرية في الساعات الماضية التي أعقبت الاعتداء على الدورية الفرنسية.

وفي هذا السياق فإن المراجع الامنية المختصة لم تتبلغ اي قرار فرنسي او معلومات محددة في شأن خفض عديد القوة الفرنسية العاملة في اطار القوة الدولية في جنوب لبنان، وكل ما لدى هذه المراجع الكلام الاخير لرئيس هيئة أركان الجيش الفرنسي الأميرال ادوارد غييو خلال استقباله في فرنسا قائد الجيش العماد جان قهوجي في زيارته الاخيرة قبل اشهر قليلة.. لكن بحسب معلومات لـ"النهار"، فإن الكلام الفرنسي الذي عبر عنه جزئيا امس السفير الفرنسي دوني بييتون عن الاستراتجية الجديدة التي تبحث لعمل القوة الدوليةف، كان موضع نقاش خلال زيارة مبعوث الأمم المتحدة جوليان هارستن قائد الجيش العماد جان قهوجي اول من امس.. ومن بين الافكار التي طرحت خلال الاسابيع الماضية انتشار القوة الدولية على الخط الازرق فحسب، والخط البحري والانسحاب من القرى والبلدات وتنفيذ دوريات فيها، وفي المقابل، يسلّم الجيش مهمات اضافية. وحتى الساعة لا تزال هذه الافكار قيد النقاش، ولا تزال في اطار تصور عام ترغب فيه الامم المتحدة، بعدما ارتأت ان لا مبرر بعد الآن لهذه الدوريات ولا للمراقبة داخل المناطق الحدودية.. وعلمت " النهار" ان الجيش لا يستسيغ حاليا تغيير الاستراتيجية المعمول بها، ويتحفظ عن تركه وحيدا على الارض، لاسباب لوجيستية وعملانية. لكن النقاش لا يزال مفتوحا.. 



السابق
الاخبار: الخليلان وباسيل يثبتون التحالف السياسي
التالي
الجمهورية: موسكو تقترح على مجلس الأمن التسوية اليمنية لحل الأزمة السورية