احتلال إيراني من الداخل

وقفنا مع الشعب السوري والله يشهد من دافع ديني لا طائفي ولا غيره، ولكننا فوجئنا بردة فعل معادية حولت القضية من حق إلى أكبر من ذلك.
ولنعترف، فسقوط نظام بشار هو سقوط للهلال الإيراني الذي تحاول إيران رسمه للمنطقة.

وعليه فما حدث في البحرين هو ضربة لخاصرة الخليج لكي تتوقف عن دعم ثوار مصر وليبيا وسورية.

ولكي يخفف عن سورية النظر والبصر لابد ان تعود أحداث البحرين للسطح بأي شكل، ولربما لأحداث أخرى في الكويت إذا فشل مخطط الاستحواذ الداخلي.

ان الراصد السياسي الإيراني للحدث في الكويت اعتقد أن شراء الولاء السياسي بات سهلا وللأسف في أعقاب أحداث ديوان الحربش، او في مناسبات عدة كنا فيها ننام على اتفاق فنصحو وإذا بالناس وقد تغيروا.

ولهذا لا أستبعد اطلاقا ان يكون ما يحدث الآن مخططا له وأكبر بكثير من مجرد حكومة تعبث داخل المجلس.

وللأمانة فقد سمعت أن أحدهم يبرر لأصحابه التحويلات في حساباته بأنها دعم لمبرته التي تعمل في جنوب لبنان!

فبينما يحرم على الجمعيات الخيرية جمع التبرعات إلا بشكل وبصورة واضحة يدعي أخونا أن مبرته عملها الخيري في لبنان بل وفي جنوب لبنان تحديدا!

والسؤال: كم هي المبالغ التي حولت من إيران للكويت ولو بشكل غير مباشر في السنوات الثلاث الأخيرة؟

وكم هي المبالغ التي استفاد منها تجار، كويتيو الجنسية إيرانيو التبعية في شراء مشاريع وهمية في السنوات الثلاث الأخيرة؟

بل كم هو عدد العمالة الإيرانية اليوم في الكويت وما طبيعة أعمالهم وأين تمركزهم؟

أيها الاخوة الكرام.. تذكروا ان الصعايدة عندما احتجوا في خيطان والفروانية لم تستطع القوات الخاصة وقفهم في تلك الأيام.. فهل نستطيع اليوم فعلا السيطرة على بنيد القار؟!

اسمحوا لي، فالقضية ليست بالسذاجة التي نعتبر فيها ما حدث مجرد نائب يبيع ذمته لأن الأحداث الجسام دولية وليست محلية الآن.

وبعبارة أخرى، لماذا لم يتكلم النواب السنة تحديدا على أحداث سورية منذ البيان الذي وقعه فقط نصف الأعضاء أو أكثر بشيء يسير؟ هل هي المصلحة الانتخابية فقط؟!

ثقوا بالله، الموضوع أكبر بكثير من ذلك.. ان بقاء النظام والمخطط الإيراني أهم بكثير، واهتزاز عرش بشار قلق كبير بالنسبة للنظام الإيراني، واستمرار الحزب الحاكم في العراق هدف رئيسي للقضاء على ما تبقى للسنّة في تلك الدول.

إذا فشلت الثورة في سورية، لا قدّر الله، فإن الثورة ستندلع بالأردن، ليس كرها في الأردن وملكها بل لإسقاط نظام سنّي موال للسعودية.

وللتفصيل تفصيل آخر في وقت آخر. سامحونا.

ـ ملحوظة مهمة:

البعض انتقد مقالي بالأمس بالقول: ما علاقة ايران بديون العراق؟

وللتفصيل أقول إن حكومة المالكي التابعة قلبا ومضمونا لايران، والتي قامت بتصفية مراكز مهمة للسنّة في العراق باسم محاربة الارهاب، تعاني من مشاكل داخلية بالجملة.

واسقاط ديون الكويت المستحقة عليها سيعتبر انتصارا لسياستها ولاستمرارها.

ايران مستعدة لان تدفع في العراق والكويت وسورية وفي البحرين واليمن من اجل سيطرتها.

واللي ما فهم.. يجيب له مترجم من بنيد القار، واخيرا فالمقال تحليل لا علاقة له بالسنّة والشيعة في بلدي فالوطن فوق كل اعتبار والله يعلم بالقصد. 

السابق
هل يتفكك الهلال الشيعي قبل اكتماله؟
التالي
تلبية لنداء برهان غليون