دمشق توافق بشروط على بروتوكول المراقبين.. والجامعة العربية تتّجه نحو الرفض

أعلنت دمشق أنها ردت بـإيجابية على جامعة الدول العربية في ما يتعلق بتوقيع بروتوكول نشر مراقبين في البلاد "وفق الاطار الذي يستند الى الفهم السوري لهذا البروتوكول" واشترطت ان يتلازم التوقيع مع رفع العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الجامعة على سوريا وأن يلغى قرار تعليق مشاركة دمشق في الاجتماعات التي تعقدها الهيئات التابعة للجامعة. ووقت قال الامين العام للجامعة نبيل العربي ان مشاورات تجري في شأن الرد السوري، سقط العشرات من القتلى في تصاعد لموجة العنف الطائفي في مدينة حمص.

وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي في مؤتمر صحافي بدمشق بأن سوريا "ستوقع بروتوكول جامعة الدول العربية ضمن اطار ايجابي يستند الى الفهم السوري للبروتوكول".
وأضاف "ان الطريق بات سالكا لتوقيع البروتوكول وأن دمشق اتخذت هذه الخطوة حفاظا على العلاقات العربية – العربية وحرصا على السيادة السورية". وأوضح ان "ما قدمته سوريا لا يمس بجوهر البروتوكول وهي لم تضع شروطا، لكنها أرادت ان يكون البروتوكول متجانسا، وأرادت ايضاحات واستفسارات لكي يكون هناك تنسيق عالي المستوى من أجل نجاح مهمة الوفد".

وسألته "النهار" هل تسمح السلطات السورية بحرية الحركة لخبراء الوفد في زيارة الاماكن التي يختارونها من دون مرافقة السلطات السورية، فأجاب مقدسي: "ان التنسيق سيكون عالي الجودة، وسوريا تريد حرية تحرك للوفد، لكنها ستشكل لجنة وطنية لمواكبة الوفد… دمشق تريد منع التدويل وتريد وقف العنف والتعاون الايجابي".

وردا على سؤال آخر، قال ان "البروتوكول ليس هو الخلاص انما هو خطوة على طريق الحل. هناك معارضة في الخارج تريد إقصاء السلطة وترفض الحوار وتقوم بالاقصاء".
وهل ثمة رسائل تريد دمشق توجيهها من خلال المناورات العسكرية التي قامت بها الاحد؟ أجاب: "هي مناورات تدريبية تجري كل فترة، لكنها في هذه الظروف بالذات تريد تأكيد الجاهزية القتالية للجيش، خصوصا ان سوريا تعيش في منطقة معقدة".
وقال ان "دمشق تريد التأكيد مجددا على التعامل بايجابية مع جامعة الدول العربية لضخ النبض في العلاقات العربية – العربية"، وأن "السلطات السورية أحاطت الجانب الجزائري بالموقف السوري". وشدد على ان سوريا في "ايجابيتها في التعامل مع البروتوكول لا تقوم بأية مناورات، وان القيادة السورية تختار مصلحة بلادها".

وهل سوريا ورقة مساومة بين الدول العربية؟ أجاب: "سوريا تأسف لهذا الموقف، للدول العربية حقها المطلق في السيادة، كما أن لسوريا الحق في ذلك، ومن هنا تنطلق سوريا من مبدأ ان يكون الحل سوريا بامتياز".
واعتبر ان "الدور القطري الحالي لا يمكن ان يكون المحرك للعمل العربي، فهناك وهن عربي، مع الاحترام للجميع، وهناك مخطط للمنطقة واستهداف لمحور الممانعة، فهم يريدون كسر الضلع السوري. ومثال ذلك تصريحات المعارضة في الخارج ("المجلس الوطني السوري") التي قالت انها اذا وصلت الى السلطة في سوريا ستقطع العلاقة مع ايران وحزب الله، وهذا مؤسف ولا يمت الى الشارع السوري بصلة".

وردا على سؤال عما اذا كانت دمشق متفائلة بتوقيع البروتوكول، قال: "نحن متفائلون ولكن بحذر". 

إلا أن مصادر ديبلوماسية مطلعة في الجامعة العربية ترى  أن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بعث بنص الرسالة التي تلقاها من وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى الدول الاعضاء في اللجنة الوزارية العربية المعنية بسورية، كما أجرى مشاورات مع وزراء الخارجية العرب تشاور خلالها حول الرسالة السورية.
وأضافت هذه المصادر  ان اللجنة الوزارية تتجه إلى إبلاغ سورية برفض الشروط السورية وأن عددا من الدول العربية اعتبر الرسالة مجحفة وفيها شروط تصل إلى حد لي ذراع الجامعة وأن ذلك يوضح أن سورية تستهلك الوقت ولا تريد الحل.

وقال العربي إن المقاطعة الاقتصادية لسورية تقررت الشهر الماضي وهي لاتزال سارية وهي مقررة من قبل وزراء الخارجية، مضيفا ان «الأمانة العامة تلقت الأحد خطابا من وزير الخارجية السوري وليد المعلم، يقول فيه إن سورية مستعدة للتوقيع على بروتوكول بعثة مراقبي الجامعة، ولكن وفق شروط وطلبات وهذه الشروط والطلبات تدرس حاليا بالتشاور مع وزراء الخارجية العرب».

وأوضح العربي أنه لا توجد مهل أخرى لسورية وأن المقاطعة الاقتصادية تقررت بقرار من الوزاري العربي الذي اجتمع يوم 27 نوفمبر الماضي وهي سارية ولا تــــوجد أي مهلات أخرى.

وفي رده على سؤال حول ما إذا كانت الشروط السورية مخالفة لروح الوثيقة وتفريغها من مضمونها، قال: إن «الشروط السورية تتضمن أمورا جديدة لم نسمع بها من قبل».
وأشار العربي إلى أن اتصالاته لاتزال جارية مع وزراء الخارجية العرب وتم اطلاعهم على رسالة المعلم ولم يتقرر شيء حتى الآن. 

السابق
حماس والنظام الأسدي
التالي
لبنان يقدم شكوى ضد إسرائيل لقصفها الأراضي اللبنانية في الجنوب