عناوين الخطاب الرئاسيّ في ذكرى الاستقلال

وفي مناسبة عيد الاستقلال الذي يصادف غداً، يطلّ رئيس الجمهورية ميشال سليمان في الثامنة مساء اليوم مباشرة على اللبنانيّين ليلقي خطاب الاستقلال من قلعة راشيا، وعلمت "الجمهورية" انّ سليمان لن يخرج في خطابه عن المألوف، بل سيجدّد التشديد على سلسلة الثوابت السياسية والوطنية التي شكّلت بالنسبة اليه عناوين مهمّة العهد ومهمّته منذ خطاب القسم، بعد الإشارة الى الأسباب التي دفعته الى اختيار قلعة راشيا لإطلاق رسالة هذه السنة.
ومن بين الثوابت التي سيشدّد عليها ما يتّصل منها بأهمّية حماية الاستقلال من أيّ اعتداء خارجيّ وحماية العيش في إطار نظام ديموقراطي برلماني حرّ متوافقين على الميثاق الوطني، وحماية الإنجازات التي تحقّقت على رغم ما تعرّض له لبنان من اعتداءات إسرائيليّة خرج منها قويّا ومتعافيا.
وسيتناول سليمان في خطابه أيضاً بحسب "الجمهورية" عدداً من الملفّات الأساسية في مرحلة تعيش فيها المنطقة العربية، ومحيط لبنان تحديدا، خضّات كبيرة، وسيؤكّد "أنّ الهدوء الذي يعيشه لبنان يفرض علينا العمل بكلّ الوسائل لإحياء الحوار على قواعد صلبة توفّر تحييد الساحة عن الارتدادات السلبيّة المحتملة، وذلك لن يتحقّق إلّا بقدرة اللبنانيّين على اجتراح الحلول المناسبة لقضاياهم، لأنّ الإرادة اللبنانية الحرّة شرط أساس من شروط الاستقلال". كذلك سيؤكّد المحافظة على الوحدة الوطنيّة والسلم الأهلي كأولويّة، ويدعو الى التخلّي عن الخطاب المتشنّج المثير للأحقاد، والعمل من ضمن النظام وأحكام الدستور، والتمسّك بنهج الحوار واحترام المؤسّسات الشرعيّة والاحتكام إليها في كلّ وقت وظرف لحلّ أيّ إشكال أو نزاع.
كما بالنسبة الى التمسّك باتّفاق الطائف واستكمال تنفيذه، من دون تردّد أو خوف، والتوافق معاً على توضيح الإشكالات الدستوريّة التي اعترت تطبيق بعض بنوده بعد أكثر من عقدين على اعتماده. والتمسّك بصيغة لبنان الحضاريّة والعمل على إنجاح التحدّي اللبناني القائم على مشاركة جميع الفئات والطوائف في إدارة الشأن العام وليس فقط على العيش المشترك، وسيشير الى أنّه من المفيد التمسّك من ضمن هذا التوجّه، بقاعدة المناصفة وتمثيل الطوائف، من دون تكريس الطائفيّة.
وسيتناول سليمان في جزء من خطابه متابعة الجهود الهادفة الى إرغام إسرائيل على التزام القرار 1701 وتنفيذ كلّ بنوده، "مع الاحتفاظ بحقّنا في تحرير أو استرجاع ما تبقّى لنا من أراضٍ محتلة بكلّ الطرق المتاحة والمشروعة". كذلك سيدعو الى "القيام بما يجب لحماية ثرواتنا البحرية الوطنية من نفط وغاز، من دون أن نوفّر وسيلة لإرغام اسرائيل على وقف اعتداءاتها، وعدم السماح لها بوضع اليد على أيّ من هذه الثروات اللبنانية".
وسيدعو سليمان أيضاً الى "العمل قدُماً في عمليّة البحث والتوافق على استراتيجيّة وطنيّة دفاعيّة ترتكز، الى الدور الأساسي للجيش الذي أثبت فاعليّته وجدارته في الدفاع عن الوطن في مناسبات عدة".
وتحضيراً للعرض العسكري في عيد الاستقلال غداً، جرى أمس، في جادة الرئيس شفيق الوزان قبالة القاعدة البحرية في بيروت، تمرين على العرض شاركت فيه وحدات من الجيش وقوى الأمن الداخلي والدفاع المدني والإطفائية والإسعاف.

السابق
عن مختبرات الشفاء الطبية في صور.. د.عطوي:عملُنا إنساني وليس تجارياً
التالي
استراتيجيات اسرائيل حول الحرب مع إيران: لن نزول لكننا سنفقد 200 ألف مواطن