الانباء: مصادر جنبلاطية يريدوننا معهم.. وهذا مستحيل!

يشهد الوضع الحكومي في لبنان، نوعا من «الاحتباس» السياسي، عكسته تصريحات ومواقف الوزير التقدمي الاشتراكي غازي العريضي، المعتكف عن حضور جلسات مجلس الوزراء، بسبب عدم صرف وزارة المال الاعتمادات اللازمة لوزارة الأشغال والنقل التي يتولاها، ورد وزير المال محمد الصفدي بأن العريضي أخذ من الاعتمادات المالية ما يكفي.

وقد يكون ظاهر الخلاف ماليا محضا، لكن هذا الاختلاف بين «وزراء» رئيس الحكومة نجيب ميقاتي «وزراء» حليفه، وليد جنبلاط، لم يكن مطروحا، او ملموسا، قبل المواقف المتطورة لرئيس جبهة النضال الوطني، الداعمة لتمويل المحكمة الدولية، والمتناعمة مع التحركات الشعبية لإصلاح النظام في سورية.

العريضي: بين سوء الإدارة أو الإدارة السيئة

وكان وزير الأشغال غازي العريضي حمل على الحكومة ووزير المال، رادا مقاطعته لمجلس الوزراء الى الاحتجاج على حجب السلف المالية عن وزارة الأشغال، وقال في مؤتمر صحافي ان الحاصل هو سوء إدارة وهذه إدارة سوء، لا يمكن ان أكون شريكا فيها ولا يمكن ان أكون شاهدا عليها، ولا يمكن ان أخرج عن التزامي تجاه الناس، ومن يتصرف بهذه الطريقة فليتحمل المسؤولية تجاه الناس.

الصفدي يستهجن

ورد وزير المال الصفدي على وزير الأشغال العريضي بالقول: إني أستهجن ما صدر عن العريضي أسلوبا ومضمونا، لما فيه من التجني وسوء النية، ولفت الى ان العريضي يعرف أكثر من غيره ان وزارة الأشغال تخطت سقف الاعتمادات المالية المحددة لها في موازنة 2010 ومشروع الموازنة المقترح للعام 2011، وهو يطلب الآن تخطيا جديدا بمبالغ ضخمة.

وأكد الصفدي انه ليس على استعداد لتجاوز القوانين او كسرها او منح استثناءات لها تحت اي ظرف.

بعض المصادر تعتقد بوجود خلفية سياسية لهذا الخلاف المالي، تتمثل بتململ البعض من المواقف المستجدة لوزراء كتلة جنبلاط داخل الحكومة، مشيرة

إلى المداخلة التي أدلى بها الوزير وائل أبوفاعور في الجلسة الأخيرة منتقدا موقف لبنان الرسمي في الجامعة العربية، وعاود في تصريحات متكررة الحديث عن إرباك الحكومة وإحراجها.

وفي المقابل، يتحدث بعض نواب 8 آذار، الأكثر تحالفا مع دمشق ضمن عوامل معينة كانت وراء تحول جنبلاط، وهي عوامل غير سياسية، وذلك في معرض حديثها عن الضغوط القطرية.

ويرد مصدر وزاري من كتلة جنبلاط عبر «الأنباء» بالقول: انهم يريدون ان نكون معهم حيث هم، وهذا مستحيل.

لكن من الواضح ان الرئيس نجيب ميقاتي يدرك أهمية الوجود الجنبلاطي داخل الحكومة، ولذلك تحدثت المصادر عن اتصالات يجريها مع رئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط لتقييم مجمل الأداء الحكومي.

جنبلاط ينفي الأبعاد السياسية

وتقول «السفير» ان ميقاتي تلقى تأكيدات من جنبلاط بأنه لا أبعاد سياسية لاعتراض العريضي، بدليل عدم مشاركة وزيري الحزب وائل أبوفاعور وعلاء الدين ترو في هذا الاعتراض.

ميقاتي دعا القيادات السياسية في لبنان الى وعي دقة المرحلة وحراجتها، والتعاون لتجنيب لبنان اي انعكاسات سلبية تهدد أمنه واستقراره. وأي مجازفة بالاستقرار الأمني ستعيدنا أشواطا الى الوراء.

وقال ان لبنان يراقب عن كثب كل ما يجري في محيطه العربي ويأمل استقرار العالم العربي وتطوره سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وهو يدعم بثبات القضايا العربية المحقة على كل الصعد واحترام القرارات الدولية.  

السابق
الحياة: لقاءات السنيورة في الفاتيكان ومصر ركزت على طمأنة مسيحيي الشرق
التالي
هل لاسرائيل علاقة في محاولة اغتيال اوباما !؟