تعليق العضوية في ميزان السياسيين

"الله يرحمنا ويرحم جامعة الدول العربية التي تفرّق ولا تجمع، وهي لم تعرف طعم النصر مرة، بل طعم المرارة والفشل"، بهذه العبارة علّق بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام على قرارات الجامعة، داعياً المؤمنين الى "الصلاة من اجل لبنان، ومن اجل نمو المحبة بين جميع ابنائه"، ومن اجل سوريا "التي تجتاز محنة كبيرة، والتي ستنتصر بقيادة رئيسها وتضامن جميع أبنائها". ولفت في كلمة موزعة في بيروت الى "أن مقياس نجاح الدول العربية هو قدرتها على حل الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني – العربي بشرف عربي وإباء، وليس من طريق استقواء دولة على دولة، والاصطفاف من الخارج والتعادي والتباغض والفرقة".

زار غريغوريوس الثالث عصر أمس أبرشية زحلة ("النهار") لتهنئة مطرانها الجديد عصام درويش بتسلمه مهمات الابرشية. وبعدما قدم صلاة الشكر في مقام سيدة زحلة يحوطه المطرانان درويش وسلفه أندره حداد وكهنة وفاعليات، انتقل الى مستشفى تل شيحا حيث أقيمت صلاة الغروب الخاصة، في حضور النائبين طوني أبو خاطر وعاصم عراجي، والنائب السابق سليم عون، السيدة ميريام طوق سكاف، رئيس البلدية جوزف دياب المعلوف، رئيس اتحاد بلديات قضاء زحلة ابرهيم نصرالله وفاعليات. وشارك في الصلاة أساقفة زحلة: أسبيريدون خوري، منصور حبيقة، جورج اسكندر وبولس سفر وكهنة الابرشية وراهباتها.

وألقى البطريرك لحام كلمة أشار فيها الى "أن رسالة لبنان أكبر منه، هي رسالة للعالم العربي. اليوم العالم العربي ممزق بظروف صعبة وثورات، أريد أن أسمع صوت لبنان أكثر، لا أريد أن أسمع صوت لبنان مع فلان او فلان. الآن وقت أن نسمع صوت لبنان كلبنان، وعلى العالم العربي ان يسمع صوت لبنان. موقفه في الجامعة العربية بعد التصويت لتعليق عضوية سوريا لا يكفي، كان يجب أن يكون ايجابيا أكثر، ان يكون لبنان حقيقة رسالة، وكيف نفكر كلبنانيين، كيف يمكننا ان نعطي رسالة للعالم العربي لمعالجة الثورات لأجل خير هذه المجتمعات المباركة؟"
 أحيا "حزب الله" "يوم الشهيد وذكرى المقاوم أحمد قصير، باحتفال في صور، حضره رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" محمد رعد، وراعي أبرشية صور للموارنة المطران شكر الله نبيل الحاج، ومفتي صور الشيخ مدرار الحبال، ووفد من قيادة حركة "أمل" في جبل عامل، وممثلون للأجهزة العسكرية والأمنية والفصائل، ووفود من الأحزاب.
وقال رعد في كلمة "إننا حرصاء على أن يسود الاستقرار وطننا، ولدينا قدرة الصبر على شركائنا الذين ما زالوا يراهنون حتى على اعدائنا من أجل أن يحدثوا تغيراً في موازين القوى الداخلية في بلادنا".
¶ رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض أن "القرارات غير القانونية للمجلس الوزاري العربي تجاه سوريا، لا تهدف الى وقف العنف والسير في العملية الاصلاحية، بل الى اضعاف سوريا واستنزافها ودفعها الى الفوضى، وشرعنة العبث بأمن سوريا واستقرارها مع ما له من تأثيرات على الأمن القومي العربي برمته".
واعتبر في احتفال تأبيني في الجنوب "أن كل "النيات انكشفت وسقطت كل الادعاءات، وخصوصاً أن تلك القرارات لم تكترث بالاستعداد السوري غير المشروط وغير المسبوق لالتزام كل بنود المبادرة العربية، وما يجري فعلاً هو أن المجلس الوزاري العربي يشعل حريقاً على مستوى المنطقة من الصعب اطفاؤه".

وصف الحزب السوري القومي الاجتماعي قرار وزراء الخارجية العرب بانه "استباحة لميثاق الجامعة، وجريمة سياسية موصوفة تطيح عن سبق إصرار وتصميم مؤسسات العمل العربي المشترك، وجريمة كهذه تعد خطوة ممهدة لطمس الهوية العربية، والتخلي عن فلسطين لمصلحة الاحتلال الاسرائيلي".
واعتبر ان "تورط أنظمة عربية معروفة في التحريض على سوريا اعلامياً وسياسياً ولوجيستياً من خلال دعم المجموعات الارهابية، كان يجب أن يلقى إدانة عربية جامعة، لا أن توفر الجامعة العربية الغطاء بتواطؤ مكشوف من أمينها العام". وسأل "لماذا كل هذا الهجوم على سوريا، في وقت تتعامى عن مسار تصفية المسألة الفلسطينية، حيث يقوم العدو الاسرائيلي باقتلاع البشر والشجر من أرض فلسطين، وزرع هذه الارض بالمستوطنات والهجرات".

وقال: "إن الجامعة العربية استخدمت مطية من بعض الأنظمة العربية التي تعمل منذ الأساس على إطاحتها، وهذه الأنظمة تعمل على توسيع مجلسها للتعاون الخليجي".

تنوّعت المواقف اللبنانية من قرار الجامعة العربية تعليق عضوية سوريا وسحب السفراء العرب منها، ففيما انتقدت قوى المعارضة "موقف الحكومة اللبنانية في الجامعة" واصفة إياه "بالمخجل"، رأت الاكثرية ان القرار "اميركي بامتياز وبصمت عليه الحكومات العميلة".
وقال النائب بطرس حرب: "اكد موقف الحكومة اللبنانية تبعيتها للنظام السوري، ما يناقض تراث لبنان الديموقراطي والتاريخي موئلاً للحريات ومدافعاً عن حقوق الإنسان، ولا سيما أنه شارك في وضع شرعة حقوق الإنسان".
واضاف: "أخجل بأن تكون الحكومة قد اتخذت هذا الموقف، وانحازت عن سياسة لبنان الأخوية في عدم الإنجرار في صراع المحاور واختارت الوقوف إلى جانب نظام ينكّل بمواطنيه ضد العرب، واتفهّم واقع لبنان السياسي وعلاقاته المميزة مع سوريا، ولكن لا يمكنني القبول بأن تنصب الحكومة نفسها عدوة للشعب السوري مدافعة عن نظام قمعي استبدادي، وكنت أتفهم موقف الحكومة لو امتنعت عن التصويت كما فعل العراق".
اما رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان فأسف "لما آلت اليه اوضاع الجامعة العربية من تدخل في الشؤون السورية، وامتهان للتحريض بين مكونات الشعب السوري الواحد".
من جهته، رأى النائب محمد كبارة في بيان ان " هناك اعتقالا للبنان في زنزانة علي عبدالله صالح وبشار الاسد"، وشكر لجامعة الدول العربية "تحمل مسؤوليتها الأدبية في الدفاع عن الشعب السوري المظلوم، وإن بعد تأخر".
وقال النائب قاسم هاشم ان "قرار الجامعة انذار بدخولنا مرحلة الخطر. فقد صدرت الاوامر الاميركية للاتباع والازلام، فأتى القرار اميركيا بامتياز، وصياغته بحبر الخيانة العربية".
كذلك اعتبر النائب السابق نجاح واكيم ان "قرار الجامعة العربية صاغه البنتاغون، وبصمت عليه الحكومات العميلة"، واشار الى ان " الدور الذي تؤديه الحكومات العربية العميلة في التآمر على سوريا هو تكرار للدور الذي ادّته في التآمر على العراق".
 

السابق
النهار: دمشق تُسابق مهلة الأربعاء بالدعوة إلى قمة الجامعة وتُعدّ آلية الحماية مع تصعيد تركي
التالي
مراكز تنصّت على مَدّ عينك والنظر