النهار: المعارضة نحو طرح الثقة بوزير الخارجية وجنبلاط: لم نكن نحتاج إلى مثل موقف صالح

على رغم مبادرة كل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي امس الى تبرير الموقف اللبناني الرسمي المعترض على قرار جامعة الدول العربية في شأن الأزمة السورية، بدت الحكومة مقبلة على مواجهة مضاعفات لهذا الموقف ينتظر ان تتوالى فصولها في محطات عدة في الاسبوع الطالع.
فوسط احتدام الحملة التي تشنها المعارضة على الحكم والحكومة غداة رفض لبنان قرار مجلس الجامعة العربية تعليق عضوية سوريا في الجامعة، بينما وافقت على القرار 18 دولة عربية، لم تخف مصادر وزارية بارزة لـ"النهار" خوفها من مواجهة الحكومة واقعاً بالغ السلبية والاحراج يضعها امام إرباكات ان على الصعيد الحكومي – الحكومي، ام على المستوى السياسي العام في البلاد، ام في مواجهة ردود الفعل العربية والدولية. ورأت ان اسوأ ما واكب تصويت وزير الخارجية عدنان منصور في الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب ضد القرار هو ان الوزراء لم يكونوا على علم بالمشاورات التي يفترض انها جرت وسبقت هذا القرار وادت الى اتخاذه، الامر الذي يرجح ان يثار في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء. واضافت ان ثمة مناخاً لدى بعض القوى المشاركة في الحكومة يعكس استياء واسعاً من "تهريب" القرار الرسمي، اذ كان يفترض على الاقل الامتناع عن التصويت اسوة بالعراق التزاماً لما دأب على اعلانه رئيس مجلس الوزراء من اتخاذ موقف الحياد او تحييد لبنان او النأي بموقفه عن انعكاسات الازمة السورية.

وعلمت "النهار" ان نواب المعارضة يزمعون اثارة عاصفة سياسية في جلسة مجلس النواب الاربعاء المقبل المخصصة لمناقشة الاسئلة النيابية، وان ثمة اتجاهاً الى تصعيد كبير قد يبلغ حد طرح الثقة بوزير الخارجية عدنان منصور.
وفي اطار المواقف السياسية من هذا التطور، سألت "النهار" مساء امس رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط عن رأيه في موقف لبنان من قرار الجامعة، فأجاب: "لم نكن في حاجة الى موقف شبيه بموقف الرئيس اليمني علي عبدالله صالح في جامعة الدول العربية". واضاف: "كان من الافضل التمسك بالمبادرة العربية التي عادت اليها سوريا مجدداً على امل ان تترجمها، وهذه المبادرة هي خشبة الخلاص للمحنة السورية".
ويشار الى انه سيكون لجنبلاط اليوم موقف واضح جديد من الازمة في سوريا وتطورات المنطقة عبر افتتاحيته الاسبوعية في جريدة "الانباء" الناطقة باسم "الحزب التقدمي الاشتراكي".
وكان الرئيس سليمان أعلن خلال زيارته لطرابلس امس حيث افتتح اليوم البيئي الذي اقيم فيها تحت عنوان "طرابلس خالية من السيارات"، ان "لبنان ضد العزل الذي يعاقب الناس ويقطع سبل الحوار"، لكنه تمنى على الجانب السوري "الاسراع في فتح الحوار مع المعارضة والسير بسرعة في الاصلاحات". 
اما الرئيس ميقاتي فعزا موقف لبنان في الجامعة العربية الى "اعتبارات ووقائع تاريخية وجغرافية تراعي الخصوصية اللبنانية"، معتبراً ان "العرب يتفهمونها ويدركون ان لبنان سيبقى دائماً متفاعلاً مع محيطه العربي".
ورد الرئيس سعد الحريري على موقفي سليمان وميقاتي عبر موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي، بأن "هذه التبريرات غير مقبولة وان ادعاء ابقاء لبنان بعيداً من الاحداث في سوريا وضعه في قلب العاصفة وفي الجانب الخاطئ الى جانب القتل والديكتاتورية وفي موقف مضاد للهوية العربية".
الى ذلك، من المقرر ان يعقد مجلس الوزراء جلستين هذا الاسبوع، الاولى غداً الثلثاء في السرايا والثانية الاربعاء في قصر بعبدا.
وعلم ان جلسة الثلثاء ستناقش جدول اعمال من 61 بنداً بينها طلب وزارة الطاقة "اعطاء الحزم في استكمال الاشغال المتبقية من خط عرمون – بصاليم (وصلة المنصورية)".
ومعلوم ان اعتصام اهالي المنطقة كان قد اوقف الاعمال في تمديد خط التوتر العالي في هذه المنطقة.
اما جلسة الاربعاء فتتناول استكمال مناقشة مشروع قانون الانتخابات النيابية ومشروع استعادة الجنسية. 

السابق
العرب يخرجون النظام السوري من منظومتهم… والشعب السوري يهاجمهم ويلتفّ حول قيادته
التالي
السفير: دمشق تختبر نوايا التدويل العربية … باقتراح قمة طارئة