الجميل: اكبر هرطقة هو ان هناك مقاومة والتصريح بها هو نوع من الوقاحة

 اكد رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميل "ان لبنان باق على الرغم من الظروف التي مرت عليه منذ عقود من الزمن"، معربا عن تفاؤله بمستقبل لبنان أيا كانت الظروف"، مشيرا الى "ان الاهم ان نحصن البلاد في الوقت الراهن في وجه كل ما يحصل من حولنا".

وقال الجميل في حديث لبرنامج "صالون السبت" عبر اذاعة الشرق: "في ظل وجود ثورات حولنا تطالب باسقاط النظام من دون طرح نظام بديل، من المفترض ان يكون هناك من يفكر بالأمر ليساعد هذه الثورات للوصول الى نظام يضمن تحقيق الحرية والحداثة"، وأشار الى "ان هذه الثورات العربية بحاجة الى بوصلة في مكان ما بخاصة وان هناك ضبابية في بعض الأحيان، لذلك جاءت الشرعة التي طرحناها على شيخ الأزهر في مصر والذي أبدى قلقه على مستقبل العالم العربي".

ولفت الى "ان الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أثنى على الشرعة التي تقدمنا بها"، مشيرا الى "اننا نحاول تحضير بعض الأفكار لوضع هذه الشرعة في نص يكون الاطار الصحيح لانبثاق السلطة"، مؤكدا "ان هذه الشرعة لا تشمل المسيحيين فقط، على الرغم من أهمية المحافظة على الدور المسيحي الموجود في الشرق قبل المسلمين، إنما كل المجتمعات لأنها مجتمعات تعددية يجب ان يكون هناك شرعة تجمع الفرقاء الموجودين في البلدان".

وشدد على تجاوب قادة الدول العربية مع هذه الشرعة، كاشفا "ان اللقاء مع شيخ الأزهر أنتج اتصالا بينه والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي"، لافتا الى "ان هذه المبادرة سيكون لها تفعيل ولا بد من ان تتوسع الى لقاءات متعددة"، معلنا عن تحضير لزيارة قريبة الى مصر تكون استكمالا للمرحلة الأولى مع الأزهر ومتابعة للبحث.

واعرب الجميل عن خشيته من "أن يكون المسيحي ضحية نزاعات وشد حبال داخل الطوائف الأخرى التي ترتد عليه، ويكون "كبش محرقة" من دون ان يكون هو المقصود".

وقال: "لمست عند المسؤولين المصريين تصميما على معالجة هذا الموضوع بالعمق. وأكدت أمامهم أن النيات الطيبة لا تكفي بل المطلوب اجراءات عملية، ان على صعيد الحكومة وضبط الأمن وتأمين المشاركة المسيحية، أو على صعيد التشريع والثقافة والاعلام"، مشيرا الى "ان الاتصالات التي نقوم هي للفت النظر الى هذه الأمور".

وأشار الى انه اطلع رئيس الجمهورية ميشال سليمان على تفاصيل اللقاءات التي عقدها في مصر وكان بحث معمق في هذا الأمر، كما جرى لقاء مع كل من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عدنان منصور، لافتا الى "ان رئيس الحكومة عرض المساعدة في هذا الامر، كما حال رئيس الجمهورية الذي وضع كل امكانات الرئاسة لانجاحه".

زيارة تركيا

وعن زيارته لتركيا، قال الجميل: "الاجتماع في تركيا كان اجتماعا ناجحا وكان اجتماعا في العمق، وتم خلاله التفكير في افضل السبل لتحقيق مصلحة المنطقة، بخاصة وان تركيا دولة مهمة في المنطقة ولها تأثير على الدول الاسلامية وتسعى للدخول مع المجتمع الأوروبي، وتم الاتفاق على استمرار التواصل لتصل هذه الثورات نحو الحداثة ولتصل الى نظام متطور، ولمست من الأتراك قلقا على مستقبل المنطقة خوفا من الفوضى وديكتاتورية الاصولية والعسكر".

ولفت الى "ان لدى لبنان علة أساسية وهي فرض منطق السلاح الذي يقفل الأفق السياسي ويلغي الديموقراطية والحرية، الامر الذي لم نتعود عليه في لبنان. ان مزارع شبعا هي مسمار جحا وهي تحت السيادة السورية، وبموجب القانون الدولي هذه المزارع هي تحت السيادة السورية".

وعن المقاومة، قال: "المقاومة خدعة، لأن السلاح الموجود هو سلاح حزبي سياسي فئوي غرضي، وليس سلاح مقاومة"، سائلا: "ما هو دور هذا السلاح في ظل القرار 1701 وانتشار القوات الدولية". كما ان هناك تسليحا لحزب الله من قبل ايران وهذا يعتبر تعد على الدولة اللبنانية، لذا اكبر هرطقة هو ان هناك مقاومة والتصريح بها هو نوع من الوقاحة".

واعتبر "ان من يحكم لبنان اليوم هو "حزب الله" لأنه هو من يأخذ القرارات السيادية وليس الدولة اللبنانية انطلاقا من شن الحرب في العام 2006 الى الاتفاق والتفاوض مع اسرائيل لتبادل الأسرى".

وراى "ان على حزب الله الاتعاظ من التاريخ لأن السلاح الحزبي لا يعمر وهو سيصبح عبئا على أصحابه لأنه مرتبط باستراتيجيات لا علاقة للبنان بها"، داعيا الى "التفاهم على الكلمات والمفردات من المقاومة الى الولاء والسيادة"، مؤكدا "ان البلد على كف عفريت والأمن استنسابي على الرغم من ان وزير الداخلية تراجع عن تحذيراته من عودة الاغتيالات".

وأضاف الجميل: "هناك قيادة أحادية للبلد، وفي القضايا الأساسية القرارات تتخذ في مكان خارج الحكومة، لكن هذا المسار لا يمكن ان يستمر والتاريخ شاهد على هذه الأمور، فكل شيء مصطنع لا يمكن ان يدوم".

المحكمة الدولية

وعن المحكمة الدولية، قال الجميل: "شعار تمويل المحكمة هو شعار خاطئ لأنه يمكن ايجاد "فزلكة" يقوطبون فيها على المحكمة، ولكن المشكلة ليست في التمويل بل بعدم قناعة "حزب الله" في جدوى هذه المحكمة، وعندما قبل "حزب الله" المسايرة في هذا الامر لم يكن يتصور ان التحقيقات ستكون بهذه الجدية لتطاول أفرادا منه"، معتبرا "اننا سنكون بمواجهة، على الرغم من وجود تأكيدات من رئيسي الجمهورية والحكومة، الا ان المعطيات الموجودة لدينا لا تدل على ذلك".

وسأل: "كيف يمكن لحزب الله الذي يعتبر نفسه من أشرف الناس ان يعطل أقدس الأمور بكشف حقيقة الاغتيالات؟ وكيف يقبل على نفسه أن يكون هناك ابن جارية وابن ست"؟، واعتبر "انه من الطبيعي ان تسأل المحكمة الدولية الدولة اللبنانية بخاصة وان احد المتهمين أجرى مقابلة مع التايم، كما وان حزب الله هو شريك في الحكومة انطلاقا من مبدأ حاميها حراميها"، مؤكدا "ان المحكمة لم تأخذ منعطفا جديدا بل هذا المسار الطبيعي لها"، لافتا الى "انهم سيسيرون في المحاكمات وسيصدرون محاكمات غيابية ستنفذ حتى بعد مرور الزمن".

وراى انه بمجرد وضع الجيش اللبناني بمصاف الميليشيا يعتبر اهانة ويتم تعطيل دوره"، متسائلا: "متى كان هناك مقارنة بين سلاح حزب الله وسلاح الجيش؟" مشيرا الى "ان الجيش أصبح شاهد زور، بخاصة وان سلاح حزب الله يفوق سلاحه".

وتابع: "الجيش يحتمل فوق طاقته بخاصة وان القرار السياسي يتحكم بعمل المؤسسة العسكرية والمؤسف أنه عندما يكون هناك ضغوط بهذا الشكل عليه يخلق نوعا من الاختراقات وتصرفات غير مقبولة داخل المؤسسة، لذا يجب اعادة النظر في عدد كبير من الأمور"، معتبرا "ان أحدا لن يمول الجيش ولا اي دولة ستعمد لتسليحه في ظل وجود مخاوف من استيلاء ميليشيا على سلاحه".

وشدد على "ان اللوم لا يقع على الجيش اللبناني بل على القرار السياسي لأننا في بلد ديموقراطي، فعندما تكون القيادة السياسية معتكفة عن قرارها لا يمكن ان نلوم الجيش"، داعيا الى "التفاهم على طريقة مواجهة اسرائيل، من خلال خطة وطنية متوافق عليها، بخاصة وأن هناك طرقا عدة لمواجهتها انطلاقا من خطة للمواجهة، ولكن عندما يأتي فريق يريد اختزال هذا الحق يكون أول خيانة في حق لبنان".

الوضع الأمني

وعن الوضع الامني في لبنان، قال الجميل: "عمليات الخطف في لبنان تعود الى استقالة الدولة وضعف أجهزة الدولة من القضاء الى المؤسسات كافة، وهناك دولة تهترىء بسبب استقالتها من القضايا الكبيرة، فمتى تنازلت عن الأساس لا تستطيع أن تهتم بالأمور الصغيرة، وهذا كله يعود الى السلاح الذي عطل الحياة السياسية، وعندما تكون الساحة سائبة بهذا الشكل كل الناس "تبل يدها" خارجيا وداخليا".

طاولة الحوار

وعن طاولة الحوار، قال الجميل:" نحن مع الحوار ولكن نريد حوارا لا جلسة مونولوج، وهذا شرطنا للعودة الى طاولة الحوار على ان يتضمن بندا واحدا وهو سلاح حزب الله".

وعن الوضع السوري، قال: "الوضع السوري لم ينته بعد، ولا اعتقد ان الجامعة العربية ستنسحب بهذه السهولة، بخاصة وان الشيخ حمد عنيد جدا في هذا الاطار، والعد العكسي بالنسبة لسوريا بدأ على الرغم من أنه سيأخذ وقتا ولن يتم بسرعة".

ولفت الى "انه لا مصلحة لنا في اقحام أنفسنا في العنف الدائر على الأرض"، مشيرا الى "ان حزب الكتائب مع حق الشعوب في تقرير مصيرها وضد الحملة الشرسة من النظام على الشعب في سوريا ولنترك للشعب السوري تقرير مصيره بيده".

وتحدث عن قضية خطف مواطنين سوريين من قبل عناصر قوى الأمن المولجين حماية السفارة معتبرا عدم التحدث عنها نوع من الفضيحة، وراى "ان الدولة تحاول بشكل ما ان تفرض قيودا معينة على المنطقة تخدم مصلحة سوريا من دون ان تستفز المحيط لأنه في حال تم استفزازه سينقلب عليها وبالتالي هي تسير بين الخطوط لتدعم الدولة السورية وتمنع أي تهديد لها"، معتبرا "ان الدولة تعيش في غرفة سوداء بعيدا من المصارحة وقول الحقيقة وهناك عنصران يمسكان القرارات هما نصري خوري والسفير السوري وكل ما يتعلق بالشأن السوري لا بد من أن يمر على هذين الشخصين".

وتابع: "حزب الكتائب طرح موضوع فصل النيابة عن الوزارة ولكن في الوضع الراهن يخشى ان تصبح حكومة من هذا النوع حكومة تكنوقراط التي لا تستطيع أن تواجه استحقاقات وطنية استراتيجية مهمة، ويخشى ان تصبح هذه الحكومة مسيرة من جهة معينة وهذا لا يخدم البلاد وفي الوقت الراهن هذا نوع من المجازفة لأننا بحاجة الى حكومة سياسية".

وفي سياق آخر، لفت الى "ان اعطاء الجنسية اللبنانية كان خطأ كبيرا والعودة عن الخطأ فضيلة"، عازيا ذلك الى "ان الجنسية التي أعطيت لها انعكاسات خطيرة على البلد بخاصة وانها غيرت في المعادلة الديموغرافية للبلاد".

وعن قضية اللاجيئين اللبنانين في اسرائيل، قال الجميل: "حزب الكتائب تقدم بمشروع منصف أكثر للاجئين اللبنانيين في اسرائيل عبر عفو عام وطي صفحة الماضي. ونتمسك بالمشروع المقدم من النائب سامي الجميل وسيستمر الحزب في طرحه للوصول الى نتيجة".

وتابع: "علينا ان نقنع أنفسنا ان البلد لا يزال في نظام ديموقراطي وهذه الحركة على صعيد مجلس النواب هي نوع من الاحتياط لما يمكن ان يحصل في المستقبل، والأكثرية الحالية لديها مشروعها وتسن قوانين على أساسه، ومن بينه القانون الانتخابي لتحصل على الأكثرية في العام 2013 فتضع يدها كليا على الدولة. هناك رقابة شديدة ودقيقة لحزب الله وهناك ماكنة تراقب الأمور وتنسق ولا شيء يمر دون موافقة بعض الأفرقاء، ومشروع حزب الله هو على الأرض اللبنانية كافة لتأمين التمثيل لحلفائه أيضا".

دور بكركي

وردا على سؤال حول دور بكركي، شدد الجميل على "ان لكل بطريرك أسلوبه الخاص في التعامل، الا ان المهم هو بقاء البطريركية رمزا للمسيحيين بخاصة الموارنة منهم فلا يمكن لاحد ان يخرج عن ثوابت بكركي".

وتمنى "ان تستمر اجتماعات القيادات المارونية في بكركي"، لافتا الى "ان هناك اجتماعات للجان للبحث في موضوع قانون الانتخابات".

وعن العلاقة مع الاطراف السياسية، قال: "هي علاقة تحالف كما هي العلاقة مع تيار المستقبل، والعلاقة مع النائب وليد جنبلاط شخصيا جيدة جدا، كما هناك صداقة شخصية مع الرئيس نبيه بري على الرغم من الكثير من الظروف، والعلاقة مع حزب الله هي علاقة عادية جدا".

وتابع: "ان العلاقة مع تيار المردة هي علاقة خاصة مع آل فرنجية، وهذا الموضوع يهمني، اما في ما يخص العلاقة السياسية هناك اختلاف كبير في وجهات النظر، والعلاقة مع التيار الوطني الحر هي ضمن الخصومة السياسية واختلاف في وجهات النظر، ولكن هذا لا يمنع أنهم لبنانيون ونحن نعمل على بلورة القواسم المشتركة وقد ظهر هذا الموضوع في بعض الأمور في المجلس النيابي".

وأضاف: "العلاقة مع حزب الأحرار والكتلة الوطنية هي علاقة جيدة، والعلاقة مع حزب الطاشناق جيدة على الرغم من أننا تفاجأنا من تصرف حزب الطاشناق، بخاصة وان موقفهم كان من المفترض أن يكون مغايرا لما كان عليه نظرا للتحالف السابق مع الحزب".

أما عن العلاقة مع آل المر، قال: "هناك تحالف انتخابي مع آل المر حتى الآن لأنه في الانتخابات الماضية كان هناك شتاء وصيف على لائحة واحدة، ولكن يمكن اعتبار أن هناك علاقة تحالف".

ولفت الى "ان حزب الكتائب طرح على الطاولة ضرورة وجود آلية تنسيق للتفاهم عليها بمعزل عن الأشخاص لأننا نتفق على الأمور العريضة، ولكننا نختلف في الأمور التفصيلية فبقدر ما نحن متمسكون بالتحالف مع قوى 14 آذار بقدر ما نختلف على الأمور التفصيلية".

وشدد على "ان حزب الكتائب ليس حزبا شموليا ولا فوقيا بل يؤمن بالتعددية وكل هذه اللقاءات التي تجري من سيدة الجبل واللقاء الذي يحضره الرئيس فؤاد السنيورة نرحب بها، واذا دعينا الى المشاركة في الجلسات الافتتاحية سنشارك في هذا الموضوع"، مؤكدا "ان هناك تنسيقا مستمرا مع قيادات 14 آذار وهناك اجتماع مطلع الأسبوع المقبل للبحث في امور عدة نيابية". 

السابق
ضاهر: موضوع عودة الاغتيالات مطروح بقوة
التالي
مراسل الـ”mtv”: وزيرا خارجية عمان والجزائر يغادران القاهرة من دون حضور جلسة الجامعة العربية المخصصة للبحث في الملف السوري