ما بعد بشار الاسد؟

ما بعد القذافي؟ ما بعد مبارك؟ ما بعد بن علي؟ وفي لبنان سنة 2005 ما بعد خروج الجيش السوري؟

ودائما الـ"ما بعد" تخيف لأنها تشير الى المجهول، وطبع الانسان لا يجرؤ دائما على التغيير لأنّ الموجود مع شوائبه الكثيرة، يبقى أرحم من الذي لا نعرفه…

لطالما يسيطر الخوف على الشعوب، وتستعمله حجّة لإقناع الناس بالرضوخ للأمر الواقع. لكن لكلّ المحللين والسياسيين ورجال الدين والناس الذين يعتبرون أنّ ما بعد بشار الاسد مخيف وغير مطمئن للبنان وسوريا، كما الوضع اليوم في ليبيا او في مصر، يبقى السؤال: هل يبرّر القبول والتعايش مع أنظمة وحكام يبتعدون كل البعد عن أسس الديموقراطية والحرية، هل يبرّر ذلك صحة تلك الفرضية؟

هل إنّ الخيار في البلاد العربية سيكون دَوماً بين الأمن والاستقرار من جهة، او الحرية والديموقراطية من جهة أخرى ؟! ألا يمكننا ان نكون أحرارا، وفي الوقت نفسه، ألّا نقلق على حياتنا ؟

المعضلة ان كل الاقليات تعيش هذا الخوف، وتعتبر انها محمية ضمن أنظمة معينة ولو ظالمة.

أليست هذه اللعبة او المعادلة مطروحة مِمّن يستفيد منها ؟ او هل يجوز الرضوخ لها، والبقاء في مرحلة مستدامة من الابتزاز ؟

معظمنا يطرح السؤال: ماذا بعد بشار الاسد ؟ لكننا ننسى أن نطرح ماذا مع بشار الاسد ؟

وننسى ان نقول إنه بغضّ النظر عن كل الحسابات الاقليمية وفرضيات المؤامرة، لكن كلّ هذا لا يمنع أن بعض الأنظمة تبتعد كل البعد عَمّا يجب ان تكون لتحترم أقلّ درجات حقوق الانسان.

وعلى أمل ان يصبح الشرق الاوسط بقوّة اوروبا او الولايات المتحدة الأميركية، وألّا يبقى سلعة يضعونها على طاولات الدول الكبيرة. وعلى أمل ان تتحرر الشعوب كما يجب ولو أخذت وَقتا، أو انحرفت مساراتها بعض الشيء، كما معظم الثورات في العالم، فإنّ هذه الثورات ستنتهي حتما لمصلحة هذه الشعوب التي عانَت بما يكفي!  

السابق
إدارة أوباما ومصارف لبنان !؟
التالي
سعد لا يدفع !!