ماذا يجري في برج حمود: هل طلب الطاشناق مغادرة آلاف الأكراد السوريين ؟

بعد الخروقات الحدودية ومطاردة المعارضين السوريين في لبنان والتضييق عليهم، سلطت أوساط تيار المستقبل الضوء على مشكلة جديدة في اطار انعكاسات الأحداث السورية على الوضع في لبنان، وهي مشكلة آلاف الأكراد السوريين القاطنين في منطقة برج حمود ذات الغالبية الأرمنية والذين يبلغ عددهم بين 8 و10 آلاف شخص، ويتعرضون لضغوط من حزب الطاشناق لمغادرة المنطقة لأسباب تقول عنها أوساط المستقبل إنها سياسية لأن الأكراد معارضون للنظام السوري ويشاركون في تظاهرات أمام السفارة السورية في بيروت، فيما يقول عنها الطاشناق انها أسباب أخلاقية لأن الكثيرين من الأكراد يقومون بأعمال مشينة ويتعاطون المخدرات.
وكشف نائب عكار خالد ضاهر في حديث لـ «المستقبل» أن حزب الطاشناق أنذر الأكراد السوريين الذين شاركوا في التظاهرة أمام السفارة السورية، وأعطوهم مهلة لإخلاء منطقة برج حمود، وإذا لم يتركوا برج حمود «يفلت» عليهم العصابات، وهذا الأمر غير قانوني وتجاوز لسلطة الدولة وضد حقوق الانسان ويعني إجلاء قسريا مخالفا للقانون، مع العلم أن الأرمن يقولون إنهم تعرضوا لتهجير قسري، فهل يحق لبعضهم تهجير الناس بدورهم؟

في الاطار نفسه، كشف نائب رئيس الجمعية الخيرية الكردية محمود سيالا لـ «المستقبل» أن ممثلي حزب الطاشناق أبلغوا الأكراد السوريين المتواجدين في برج حمود والدورة والنبعة منذ أربعة أيام قرارا من الحزب يقضي بإخلاء بيوتهم، ووجهوا لهم إنذارا يقضي بتغريمهم مبلغا وقدره ثلاثة ملايين ليرة لكل من يتخلف عن هذا القرار.

أما الذريعة التي تحجج بها الطاشناق ـ بحسب سيالا ـ فهي أن هؤلاء الأكراد يتعاطون المخدرات وأعمــالا مخلــة بالنظــام العــام.

وأكد الناشط الحقوقي الكردي محمد صالح نادر لـ «الشرق الأوسط» أن الشبان المتظاهرين وبعد رجوعهم من المظاهرة تعرض لهم شبان من نادي الأرمن التابع للطاشناق، وأطلقوا النار عليهم وأنزلوا 22 شخصا من بيوتهم ليلا بالاتفاق مع الجيش اللبناني.

لكن الصورة مختلفة تماما من جهة حزب الطاشناق، حيث يقول النائب هاغوب بقرادونيان «ان كل ما في الأمر أن هؤلاء الشبان المستأجرين بلا عقود يزعجون السكان ويقومون بأفعال مشينة وغير أخلاقية».

واكد أن «الأهالي طلبوا من الحزب مساعدتهم بعد توقيع عريضة على أن يخرجوا هؤلاء من المنطقة، لأن الناس صاروا يخافون من أعمال هؤلاء الشبان».

مشددا على أن «الأرمن لديهم تاريخ نضالي عريض مع الأكراد».

وأكد بقرادونيان ان «ليس لما جرى من اجراءات اي علاقة بالاكراد دون غيرهم بل القضية هي مع العمال الاجانب ككل في هذه المنطقة الواقعة ضمن نطاق بلدية برج حمود التي طلبت من العمال الاجانب وهم من أصول مختلفة سورية ومصرية وسريلانكية وفيليبينية وغيرها ممن يقطنون في مبان سكنية في المنطقة، وليس معهم عقود ايجار رسمية مسجلة واوراق ثبوتية، تركها باعتبار ان كل عشرة اشخاص او أكثر يعيشون في غرفة واحدة، وبين المنازل التي تقطنها عائلات، الامر الذي أوجد مشاكل منذ مدة غير قصيرة وممارسات غير لائقة ولا اخلاقية وبعيدة عن الآداب العامة كالتعرض لنسائنا، أدت الى احتكاكات وقع بنتيجتها عدد من الجرحى من الشباب الارمن، وقد تدخل الجيش والقوى الامنية والقوا القبض على 20 عاملا اجنبيا.

واستغلت جهات سياسية عملية التنظيم هذه، واعتبرتها عملية انتقام سياسي من الاكراد الذين تظاهروا»  

السابق
تحريض !!
التالي
هل سيؤيد وزراء امل تمويل المحكمة اليوم !؟