قوة قطر الغريبة

.في 23 آب، رفع المتمردون الليبيون علمهم فوق باب العزيزية، الذي كان ذات مرة مجمع ومقر إقامة وقيادة معمر القذافي الحصين في طرابلس. ورغم أن الديكتاتور نفسه لا يزال موجوداً عموماً، فإن إجتياح إحدى مراكز عصب نظامه كان له قوة رمزية هائلة وبدا بأنه يقدم برهاناً حاسماً على قوة المتمردين. ومع ذلك، وفي نشرات إخبارية عديدة، كانت رواية مختلفة حول الثورة تبرز: الى جانب الألوان الثلاثة للمتمردين مع الصليب والنجمة، فقد ظهر، ولوقت قصير، في المقر الرئاسي في باب العزيزية علم قطر الأبيض والنبيذي، الإمارة العربية الصغيرة الغنية بالغاز والبعيدة أكثر من ألفيْ ميل تقريباً.

رغم أن القلة لاحظوا في الغرب، فإن حماسة قطر للثورة الليبية كانت بادية للعيان منذ البداية. فالإمارة كانت مفيدة في تأمين الدعم للجامعة العربية لتدخُّل الناتو مرة أخرى في شهر آذار، مساهمة بطائراتها العسكرية في المهمة. كما أعطت قطر مبلغ 400 مليون دولار للمتمردين، ساعدتهم في تسويق النفط الليبي خارج بنغازي، وأسست محطة تلفزيونية لهم في الدوحة، العاصمة القطرية. في كل الأحوال، وعقب إحتلال باب العزيزية، بدا واضحاً بأن القطريين كانوا متورطين بعمق على الأرض أيضاً. فقطر لم تسلح المتمردين وتؤسس مخيمات التدريب لهم في بنغازي وجبال نفوسة غرب طرابلس فحسب، لقد ساعدت قواتها الخاصة – وحدات غير معروفة حتى اليوم – بقيادة هجوم آب على العاصمة. ( بالرغم من أن جيش قطر هو الأصغر في الشرق الأوسط، إذ يبلغ تعداده أكثر من 11000 رجل بقليل، وكانت قواتها الخاصة قد تدربت على يد فرنسا وبلدان غربية أخرى ويبدو بأنها تمتلك كفاءة لا بأس بها.) وفي اليوم الذي إستولى فيه المتمردون على باب العزيزية، أشار محمود جبريل، رئيس الحكومة الليبية المؤقتة، الى قطر بسبب دعمها البعيد المدى ، برغم " كل الشكوك والتهديدات."
بالواقع، إن المعركة لأجل ليبيا ما هي إلا واحدة فقط من عدة ثورات عربية هذا العام لعبت فيها قطر دوراً إستفزازياً. ففي تونس ومصر، لم تقم أية وسيلة إنترنت أو بث بأكثر مما قامت به الجزيرة في نشر سبب التظاهرات الشعبية، شبكة الأخبار الفضائية المدعومة من حكومة قطر. كما دعا رئيس الوزراء القطري علنا، في أوائل نيسان،ً الى إستقالة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح – تصريح إنحرف عن أكثر المواقف تصالحية لدول الخليج الأخرى وقاد صالح الى إتهام قطر " بالتآمر ضد اليمن."

في أيار، إستضافت الحكومة القطرية منتدى الدوحة، مؤتمر سنوي يشبه دافوس، حول الديمقراطية وحرية التجارة والذي قدم جلسة مفتوحة حول " الثورات" التي " صدمت العالم العربي." وفي تموز، وبرغم العلاقات الجيدة لقطر مع نظام الأسد قبل بدء الثورة السورية، فإنها أصبحت أول دولة خليجية تغلق سفارتها في دمشق.

لم يكن العام 2011 أيضاً المرة الأولى الذي تُتهم فيه قطر بتحريك القلاقل والإضطرابات ضد أنظمة متحصنة في الشرق الأوسط. فبالعودة الى العام 2002، كان كل بلد تقريباً في الجامعة العربية قد إحتج رسمياً على التغطية غير المستحسنة للجزيرة، وفي وقت من الأوقات كان هناك لا أقل من ستة بلدان – الأردن، العرية السعودية، الكويت، تونس، ليبيا والمغرب- قد سحبت سفراءها من الدوحة. " في الماضي، لم يرد عدداً من القادة العرب التحدث إلي حتى،" قال أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، لصحيفة " الفايننشال تايمز" في مقابلة معه العام الفائت.

في نفس الوقت، كانت قطر نوعاً من النعرة في ديبلوماسية الشرق الأوسط، مصممة نفسها ( وليس بنجاح دائماً) كفريق ثالث وسيط في كل مكان بدءاً من إسرائيل ولبنان وصولاً الى دارفور وأفغانستان. فمنذ خريف 2010، ساعدت قطر على البدء بسلسلة إجتماعات بين مسؤولين غربيين وممثلين عن طالبان – ما يقود الى تكهنات بأن طالبان قد تفتح مكتباً لها في الدوحة. وفي منتصف حزيران، نشرت ويكيليكس برقية صادرة عن وزارة الخارجية الأميركية تظهر الى أي مدى أثار التورط القطري في السياسات الإقليمية حساسية مصر في عهد مبارك، التي يبلغ تعداد سكانها الأصليين ضعف سكان قطر بحوالي 300 مرة:

إن مصر مصممة على إعاقة كل مبادرة تعرضها قطر خلال مدة رئاستها الحالية للجامعة العربية، بما فيها العروض التي هي في المصلحة الوطنية لمصر…فقد قال نائب رئيس البعثة المصرية بأن التورط القطري في السودان، فلسطين، والبث اللاذع لقناة الجزيرة ضد مصر كانوا السبب الرئيس في غضب القادة المصريين، بمن فيهم الرئيس مبارك. وفي تحد لقائمة الإجراءات التي إتخذتها قطر في السودان ضد مصلحة مصر، قال نجيب بسرعة بأنه لم يكن هناك من قائمة. وقال بأن جريمة قطر نبعت من مجرد فعل وساطتها في حديقة مصر الخلفية.

ليس هناك الكثير بشأن قطر لكي نعرضها كمرتع للإثارة السياسية. فبإحتلالها شكل شبه جزيرة لها شكل الإبهام في الخليج الفارسي، تعتبر قطر بلداً بحجم ولاية كونيكيتيكت، مقحمة بين أكبر قوتين وأشدهما رجعية في المنطقة: العربية السعودية، المتاخمة لها، وإيران، التي تتقاسم معها حبل نجاتها الإقتصادي، أكبر حقل غاز طبيعي في العالم.

كمعظم جيرانها القريبين، قطر ملكية وراثية؛ لقد كانت محكومة من قبل العائلة نفسها منذ القرن التاسع عشر. ( الخطاب الإفتتاحي لمؤتمر الديمقراطية ألقاه الوريث الواضح لقطر، سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.) ليس هناك من مجلس تشريعي مستقل والأحزاب السياسية ممنوعة؛ جماعات المجتمع المدني خارج نطاق الدولة غير موجودة عملياً. كما أن قطر هي البلد الوحيد أيضاً عدا العربية السعودية الذي يهيمن عليها الفرع الوهابي المحافظ للإسلام السني، ونظامها الشرعي مبني في جزء l منه على الشريعة الإسلامية. علاوة على ذلك، وبسبب الطلب الحاد في البلد على اليد العاملة، فإن أكثر من 85 % من مجموع الشعب البالغ تعداده 1.7 مليون نسمة يعيشون في قطر – و90 بالمئة من القوة العاملة – هم عمال أجانب لا حقوق سياسية لهم. ( عدد السكان الأصليين هو 225000 نسمة.)

في طريقة عرض وضعها الإقتصادي الإستثنائي، من الصعب رؤية السبب الذي لأجله تريد قطر قلب الوضع السياسي القائم. فكونها تمتلك ثالث أكبر إحتياطي غاز لأي بلد في العالم، تعتبر قط اليوم المصدر الرئيس للغاز الطبيعي (LNG). فعلى إمتداد العقد الماضي، حول الطلب المتزايد بسرعة على الغاز المسيًّل ( LNG) قطر الى أغنى بلد في العالم بحسب معايير الناتج المحلي الإجمالي للفرد ( GDP)، والذي تقدره الـ CIA بـ 179000 دولار – صورة لا يتوقع لها إلا أن تتزايد في السنوات المقبلة. بالسماح للإمارة بأن تتطور بهذه السرعة الفائقة، أتاح هذا المورد الضخم لقطر بأن تقدم لمواطنيها مستوى عيش يُحسدون عليه من دون أن تقلقهم أعباء وعوائق الديمقراطية التداولية. وعندما زرت الدوحة هذا الصيف، كان هناك كلام كثير عن كشف يقول بأن 29000 قطري – أكثر من عشر السكان الأصليين – هم الآن من أصحاب الملايين.

بالواقع، يبدو بأن قطر لديها مقاربة مختلفة قطعاً تجاه الثورات الشعبية الحاصلة في جوارها. فعندما أُدينت قوات الأمن الإيرانية دولياً بسبب مهاجمتها المتظاهرين بعد إنتخابات 2009 المثيرة للجدل، أكد رئيس الوزراء القطري على أن تلك " مسألة داخلية" و "علينا إحترام حق كل دولة في حل مشاكلها الخاصة." وفي آذار، وما أن بدأت البحرين بقمعها العنيف للمتظاهرين في ميدان اللؤلؤة في المنامة، دعمت قطر التدخل العسكري المثير للجدل بقيادة العربية السعودية لدعم النظام هناك.

في نفس الوقت، ورغم أن قطر تحتوي على مراكز القيادة الأساسية للقيادة الوسطى للجيش الأميركي عبر البحار ( CENTCOM) ورغم كونها كانت أرض الإنطلاق لغزو العراق، فإنها قدمت الدعم أيضاً لحماس ومجموعات مسلحة أخرى. وبعد زيارة له في العام 2009، قال السيناتور جون كيري متذمراً، " لا يمكن لقطر أن تستمر بكونها حليفة للولايات المتحدة يوم الإثنين وترسل الأموال الى حماس يوم الثلاثاء." لكن الروابط تستمر: ففي أواخر نيسان، ظهر تقرير الى السطح يقول بأن القيادة السياسية لحماس كانت تستكشف مسألة إنتقالها من دمشق الى الدوحة؛ وفي آب، كشفت الصحافة الإسرائيلية بأن وزارة الخارجية الإسرائيلية تتخذ خطوات للحد من نفوذ قطر في المناطق الفلسطينية بسبب دعمها لحماس والجماعات " المعادية لإسرائيل" في الخارج.

كانت قطر، لعقود، موطن رجل الدين السني المصري البارز الشيخ يوسف القرضاوي في المنفى، الذي لديه علاقات وإتصالات عميقة مع الإخوان المسلمين. ورغم أن وجهات نظره الحادة حول إسرائيل قد رسمت جدالاً حوله في الغرب، فقد أُعتبر إسلامياً معتدلاً من قبل كثيرين عرب، ويتم مشاهدة برنامجه " الشريعة والحياة" على قناة الجزيرة بشكل واسع عبر الشرق الأوسط. وقد نشر دعم الشيخ القرضاوي الثورات في شمال أفريقيا والشرق رسالة الثورة الشعبية لتصل بذلك الى عشرات ملايين الأتباع المتدينين. في كل الأحوال، وبعد أسبوع فقط من عبور القوات السعودية وقوات خليجية أخرى الى داخل البحرين، أعلن القرضاوي بأن " ليس هناك ثورة شعب في البحرين وإنما ثورة مذهبية،" قاصداً بذلك الأكثرية الشيعية التي كان لها زمام المبادرة في التمرد، مقدماً بذلك دعماً دينياً للإجراءات الصارمة المتخذة ضد الشيعة ولمصادقة قطر الظاهرة على ذلك.

ومع ذلك لم تحجم قطر عن إحتضانها- بكلفة عالية- كثيراً من زخارف الكونية (المدينة العالمية) الليبرالية. فعلى إمتداد العقد الماضي، لم توظف سوى مركز دراسات RAND الأميركي، لتجديد نظامها التعليمي K-12 (من صف الروضة وحتى الصف 12) إنسجاماً مع الخطوط الغربية المعاصرة؛ كما شددت قطر بقوة على ما وصفته لي نائبة رئيس جامعة قطر، الشيخة بنت جبر آل ثاني، بأنه " تعليم شعبنا كيفية التفكير." فمن خلال كيان ممول حكومياً إسمها " مؤسسة قطر"، بنى البلد " مدينة التعليم" على مساحة 2500 آكر لمواقع محلية تابعة لكلية " Weill Cornell Medical College"، مدرسة " Georgetown’s School of Foreingn Service"، مدرسة " Northwestern’s Medill School of Journalism" ، مدرسة " Texas A&M’S School of Engineering" ومعاهد ومؤسسات غربية أخرى. ودعمت "مؤسسة قطر" أيضاً فرع Bloomsbury، بيت النشر البريطاني، مركز " Center for Media Freedom" ، كما دعمت برنامج للنقاش السياسي تبثه الـ BBC، ويدعى " نقاشات الدوحة"، الذي يتحدث فيه المشاركون فيحاججون أمام جمهور حي حول مواضيع محرمة عادة مثل محاسبة الحكومة، الإسلام السياسي، ومكانة المرأة في العالم العربي.

كل هذه الأمور قادت بعض المراقبين الى التساؤل عما ترمي اليه قطر تماماً. " إنه الأمير، لكن من أين يحصل على هذه الأفكار؟" قال لي ديفيد روبرتس، محلل السياسة القطرية في قسم الدوحة التابع لمعهد " Royal United Services Institute"، مركز دراسات أمنية بريطاني.

2. بالنسبة للزائر لأول مرة، يمكن أن تبدو الدوحة، عاصمة قطر وواجهتها البحرية، مجموعة مذهلة ومحيرة من النشاط المحموم والنعاس الإقليمي. إذ أن قسماً كبيراً من منظر المدينة ( السيتي سكيب) الحالية، وحتى الأرض الموجودة عليها المدينة– عمرها أقل من عشر سنوات. وسوف يحل مطار جديد ضخم، مصمم لإستقبال 24 مليون مسافر سنوياً، محل المطار الحالي مع نهاية عام 2012؛ وهذا بدوره، سيضاعف السعة والقدرة مرة ثانية في عملية توسع أكبر ليُستكمل البناء في العام 2015. وقبل ثلاث سنوات، إفتتحت قطر "متحف الفن الإسلامي"، مجمع مبني من حجر الترافيرتين الجيري وضع تصميمه سيد العمارة الحديثة المهندس المعماري الأميركي – الصيني I.M Pie، والذي يحتل جزيرته الخاصة به على الواجهة البحرية لقطر ويضم في جنباته مجموعة تنافس كل ما يشبهها في الغرب؛ وفي سنوات ثلاث أخرى، تهدف قطر الى إنهاء " متحف وطني " جديد من تصميم " جين نوفل" – مشروع أكثر طموحاً حتى ووُصف بـ " الفرعوني". والى شمال غرب المدينة، تبني " مؤؤسة قطر"، إضافة الى صفوف التقنية العالية لـ " مدينة التعليم"، مستشفى تعليمي وبحثي والذي سينال، بحسب المزاعم، هبة مالية أكبر من أية هبة تم تقديمها لأي معهد طبي في العالم– مبلغ 7.9 مليار دولار.

مع ذلك، وبالنسبة لكل التطور الحاصل، ليس هناك إحساس كبير بالحيوية الحضرية. فرغم أن الدوحة مركز الحياة السياسية والإقتصادية للبلد، فإن سماتها البارزة هي مراكز التسوق الكبرى، أبراج المكاتب، والفنادق المنتصفة الإرتفاع ذات الشواطئ الخاصة، البعيدة عن بعضها البعض مساحات كبيرة ومفتوحة وفارغة بشكل مقلق. حتى الآن، لم تجتذب الجامعات الغربية في قطر إلا بضع مئات من الطلاب، وخلال زيارتيْ الإثنتيْن إلى " متحف الفن الإسلامي"، كان المكان وكأنه ملكي عملياً. فكل مكان ذهبت إليه – بالسيارة على الدوام، بما أنه ليس هناك نقل عام لنتحدث عنه وبما أن هناك مسافات وطقس يمنعان المرء من المشي– كان هناك مشاريع بناء هائلة تجري على الأرض وكانت الجادات العريضة مسدودة بزحمة سير خانقة . لكن بعيداً عن السوق التاريخي الموجود في الهواء الطلق حيث لا يزال القطريون يتسوقون ويأتي الرجال في الليل لتدخين " الشيشة"، لم أر أماكن تجمعات عامة، وبالكاد رأيت أية حياة شارع.

بالواقع، من الصعب الإحاطة بقطر من جميع الجوانب. لقد قاد السيارة الى فندقي رجل أريتري لديه عقد عمل أجنبي مدته عامان؛ وعندما وصلت، حياني بواب فييتنامي وموظف إستقبال تايلاندي. وفي عدد من المكاتب التي زرتها وجدت بأن المراكز المتوسطة المستوى، وغالباً الرفيعة، يحتلها غربيون وعرب من غير القطريين. كما أن المهيمنين على القطاع الخاص هم من المهاجرين بحيث بدأت الحكومة القطرية سياسة " القطرنة" لإجبار هؤلاء على توظيف مقدمي الطلبات المحليين. علاوة على ذلك، فإن التجمع الضخم للعمالة الأجنبية الكفوءة يتضاءل بحد ذاته أمام عدد المهاجرين غير الكفوئين الذين يفوق تعدادهم المليون تماماً والذين يغذون الطلب النهم على عمال البناء.
إن صعوبة فهم المجتمع القطري يتشكل مما يصفه المغتربون في الدوحة بأنها الجزيرية التقليدية للسكان المحليين."هذا يتناقض مع أي مكان آخر في العالم العربي. ففي المغرب وسوريا يتم إحتضانك، جلبك الى منازلهم. لا يحدث هذا الأمر هنا، "هذا ما قاله لي بروفسور غربي إستلم مركزاً رفيعاً لصالح منظمة حكومية قطرية. "ليس من الغريب أو غير الشائع أن تجد شخصاً أمضى هنا عشر سنوات ولم يدخل الى بيت قطري أبداً."
مع ذلك، يبدو واضحاً بأن الشيخ حمد، أمير قطر، يتمتع بشعبية غير عادية. فالبحرين ، التي تبعد 25 ميلاً تماماً الى الشمال الغربي، قد إشتعلت بالعنف؛ الإمارات العربية المتحدة، الى الجنوب الشرقي، سجنت نشطاء يدعون الى اللبرلة والإصلاح؛ شهدت العربية السعودية أكبر تظاهرات لها منذ ثلاثين عاماً في محافظتها الشرقية. على النقيض من ذلك، المرة الوحيدة، في الذاكرة الحديثة، التي نزل فيها القطريون الى الشوارع، كانت عندما فاز البلد، ولم يكن ذلك محتملاً، بإستضافة كأس العالم للعام 2022 في كانون أول الماضي.
أظهر قلة من الشباب القطري كنت قد إلتقيت بهم إهتماماً بالبروز الفجائي للبلد بإعتباره "بلداً مهماً" أكبر بكثير من الإهتمام بأن يصبح البلد أكثر ديمقراطية، كما وضعت الأمر إحدى الشابات. وقد وجد مسح أجرته " دراسة الشباب العربي" في آخر دراسة لها للأعمار المتراوحة ما بين 18 و 24 عاماً في عشر بلدان عربية، بأن ثلث المتجاوبين القطريين فقط – النسبة الأدنى لأي بلد جرى فيه الإستطلاع – صنفوا الديمقراطية على أنها " مهمة جداً" مقارنة بثلاثة أرباع الشباب في إمارة أبو ظبي المجاورة. كما وجد نفس المسح أيضاً بأن 88 بالمئة من الشباب القطري يعتقدون بأن بلدهم " يسير بالإتجاه الصحيح." في أواخر شباط وأوائل آذار، عندما حاول نشطاء على الفايسبوك تنظيم " يوم غضب " قطري، تم حذف الصفحة بسرعة ولم يظهر أحد.

3.
عندما جاء الشيخ حمد الى السلطة في العام 1995 عن طريق إقالة والده، الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، كانت قطر ملكية خليجية صغيرة نموذجية، بالكاد معروفة في الخارج، ورغم أن الشيخ خليفة كان قد أسس دولة رعاية سخية خلال الإزدهار النفطي في السبعينات، فإن قسماً كبيراً من ثروة قطر كان متركزاً عند القمة. فالدوحة كانت لا تزال تمتلك جو بلدة الغطس القديم بحثاً عن اللؤلؤ – كان البحث عن اللؤلؤ عماد الإقتصاد القطري الأساسي الى حين إنهيار الصناعة في الثلاثينات – وكانت إمارة محافظة حتى بالمعايير الخليجية. لم يكن يُسمح للنساء بقيادة السيارة ونادراً ما كن يُشاهدن في الأماكن العامة؛ أما مجلات الأخبار العالمية فكانت تفحص بعناية بسبب صور إيحائية مفرطة قبل أن تظهر في أكشاك بيع الصحف.
بعض هذه الأمور كان بسبب روابط تاريخية مع العربية السعودية. فشبه الجزيرة القطرية كانت مأهولة بنسبة قليلة حتى القرن الثامن عشر، عندما نمت سلسلة من قرى الصيد على الساحل وبدأت عشائر وهابية بالهجرة من الداخل السعودي. وفي القرنين التاسع عشر والعشرين، أصبحت قطر تحت الحكم العثماني ومن ثم تحت الحماية البريطانية، لكنها ظلت فقيرة للغاية وبالكاد كان فيها أية مؤسسة حديثة الى حين إكتشاف النفط في منتصف القرن العشرين. وكانت سياستها تبدو بأنها تتحرك، حتى بعد حصولها على الإستقلال الكامل في العام 1971، على نفس وقع خطى العربية السعودية الى حد كبير. في كل الأحوال، وفي أوائل التسعينات، أصبحت قطر غارقة في شرك نزاع حدودي مع جارتها الأكبر منها بكثير وكانت تشعر بالإستياء في ظل النفوذ السعودي، بحسب عدد من المحللين الخليجيين الذين تحدثت معهم.
في مقابل هذه الخلفية، أصبحت إمكانية وصول الشيخ حمد الى السلطة فرصة للبلد لإعادة تحديد وتعريف نفسها. ففي العام 1996، أسس الشيخ حمد قناة الجزيرة، التي أصبحت، وبسرعة، أول محطة عربية كبرى تبث التقارير بقوة حول التطورات على إمتداد الشرق الأوسط. في نفس تلك السنة، وصلت بعثة التجارة الإسرائيلية الى الدوحة – حدث غير مسبوق في الخليج تبعه زيارة لرئيس اوزراء آنذاك شيمون بيريز الى قطر. بعد ذلك بوقت قصير، بدأ الأمير حمد ببناء قاعدة جوية للجيش الأميركي بكلفة مليار دولار، والذي كان يواجه ضغطاً متزايداً للرحيل عن العربية السعودية.
كان المحفز لهذه التحركات، جزئياً، مستشار الأمير الحميم، وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ( ومنذ العام 2007 رئيساً للوزراء). بدا الإثنان عازمين على تعزيز شرعية الإمارة الصغيرة كدولة مستقلة. " هذا هو الشيئ الذي قام به الشيخ حمد عندما أقال والده، " قال لي مؤخراً ج. إي. بترسون، متخصص في شؤون الخليج ومستشار سابق لدى حكومة عُمان. " لقد أظهر بأن قطر سوف تواصل إستراتيجية مستقلة وبأنها لن تكون فقط في ظل إبهام اليد السعودية."
في هذه الأثناء، وفي الوطن، أغلق الأمير وزارة الإعلام، الرمز التقليدي لسيطرة الدولة على الصحافة، وأعلن بسرعة سلسلة من الإصلاحات السياسية البعيدة المدى. وتضمنت هذه الإصلاحات مجسي بلدي منتخب في العاصمة القطرية؛ كتابة دستور جديد، ينتظر الإستفتاء للمصادقة عليه؛ وإعطاء النساء الحق بالتصويت والترشح لمناصب البلدية ( بالإضافة الى قيادة السيارات). وكان هنالك حديث حتى عن برلمان منتخب.
على خلاف الجهود الأخيرة لملكيات خليجية أخرى – كإعلان العربية السعودية في أواخر أيلول الماضي بأنها هي أيضاً ستمنح النساء حق التصويت والترشح للإنتخابات البلدية، في الوقت الذي تحتفظ فيه بمنعها من قيادة السيارة – لم تكن الإصلاحات القطرية مدفوعة بضغط سفلي. وفي بعض الجوانب، كانت التغييرات دراماتيكية. فبتشجيع من زوجة الأمير الفاتنة، الشيخة موزة، التي ترأس " مؤسسة قطر" وكانت ذات تأثير ريادي على الإصلاحات المحلية، بدأت نساء قطريات بتحدي النظام الأبوي بجرأة متزايدة. ( لا زلن يرتدين الرداء التقليدي – برغم إرتدائهن، بعض الأحيان، ثياباً غربية الطابع تحته مع أقراط ظاهرة للعيان تحت حجاب ملفوف بطريقة رخوة.) وقد واصلت بعضهن العمل بمهن عامة رفيعة المستوى، كما إن نسب الطلاق هي الآن من بين النسب الأعلى في الشرق الأوسط. وقالت لي الشيخة بنت جبر آل ثاني من جامعة قطر، حيث الطلاب مقسومين بحسب الجنس، " 77 بالمئة اليوم من الطلاب الآن هم من النساء. أعتقد بأننا سنصل الى نسبة الـ 85 بالنمئة قريباً. هذا يعتبر هاجساً بالنسبة لبعض الناس. الرجال يُتركون في الخلف."
مع ذلك، فقد توقف العمل بعدد من الإصلاحات السياسية. فالإنتخابات البرلمانية، الموعودة بالأصل في العام 2005، قد تم تعليقها الى أجل غير مسمى. في الوقت الحاضر، وبرغم حديث الشيخ حمد عن الإنتخابات، يستمر البلد خاضعاً لنظام حكم قديم، غير عرضة للمحاسبة بشكل كبير، مع وجود قرارات كبرى ورئيسة منبثقة كلها عن الديوان الأميري، مكتب الأمير.
بحسب مهران كامرافا، مدير " مدرسة جامعة جورج تاون للخدمات الخارجية " في الدوحة، فإن الإصلاحات المعلنة كانت طريقة للأمير لتأمين الدعم الدولي في الوقت الذي يقوم فيه بتمتين السيطرة على عشيرة آل ثاني المنقسمة؛ ما أن تم ذلك له، حتى توقف الضغط. وفي دراسة 2009 حول السياسات القطرية، كتب كامرافا يقول، " لا يبدو بأن فرص دمقرطة النظام السياسي أمر ممكن حتى على المدى البعيد."

4.
عندما أسس الشيخ حمد قناة الجزيرة في العام 1996 بهبة وصلت قيمتها الى 140 مليون دولار، كان إبتكارها الرئيس، وببساطة، بحسب ما يقول مراقبون وأفراد طاقمها القديم، قدرتها على تغطية الأخبار العاجلة باللغة العربية مع شيئ ما يقارب معايير الإستقلالية الغربية. " لم يكن لدينا هذه المهمة المتعلقة بالدفع نحو الدمقرطة،" قال لي محمد كريشان في الدوحة، مذيع أخبار على قناة الجزيرة العربية منذ تأسيسها. " لكن ذلك كان هو المنطق الذي أنشأناه عندما بدأنا بإظهار جانبيْ أية قضية من القضايا. لم يكن سهلاً إظهار إسرائيليين على القناة."
على إمتداد عقدها الأول، صنعت المؤسسة إسماً لها بتغطيتها الإستفزازية لـ 11 أيلول، العراق، وأفغانستان. وقد طرح بثها المتكرر لتصريحات أسامة بن لادن ووصولها الفريد الذي لا نظير له الى المسلحين إتهامات متكررة بأنها لديها إنحياز معاد لأميركا. ( دعتها صحيفة نيويورك دايلي نيوز بالـ " بعدة بروباغندا عربية تسيطر عليها حكومة القرون الوسطى القطرية المتنكرة بقناع شركة إعلام حقيقية.") لكن بالنسبة للمشاهدين في الشرق الأوسط، جاءت مصداقية الجزيرة من إستعدادها لتجربة حدود ما يمكن ذكره والإفادة عنه – وجاءت قبل كل شيئ، من قدرتها الغريبة على أسر مزاج الشارع السائد.
في كل الأحوال، ومع التأثير المتنامي للجزيرة، أصبحت القناة عنصراً قوياً في سياسة قطر الخارجية. ففي برقيات نشرتها ويكليكس، ذكرت السفارة الأميركية في تقرير لها بأن العلاقات القطرية – السعودية قد تحسنت نتيجة لـ " لهجة الإنتقاد المنخفضة للعائلة المالكة السعودية للجزيرة،" وبأن رئيس وزراء قطر قال لمبارك، " سنوقف الجزيرة مدة عام إذا ما وافقت ( مبارك) في تلك الفسحة الزمنية على تقديم تسوية دائمة للفلسطينيين." ( مبارك رفض العرض.) وفي الوقت الذي يصر فيه على إستقلالية المحطة، إعترف كريشان بأنه " بعد خمسة عشر عاماً، وكل ما حصل – الإنتفاضة، 11 أيلول، بن لادن، العراق، والآن كل هذه الثورات – هناك، عموماً، الكثير من التشابهات الآن" بين ما تغطيه الجزيرة والسياسة الخارجية لقطر.
بدت المشاركة المتنامية للحكومة في الجزيرة آكد في 20 أيلول، عندما أُعلن بأن وضاح خنفر، الفلسطيني المقدَِر عالياً والذي كان المدير العام للشبكة منذ العام 2003، قد تم إستبداله بالشيخ أحمد بن جاسم بن محمد آل ثاني، مدير تنفيذي للغاز الطبيعي وأحد أفراد العائلة المالكة. وقبل بضعة أسابيع، نشرت ويكيليكس برقيات أخرى تظهر فيها بأن خنفر إجتمع بمسؤولي وزارة الخارجية ومسؤولين آخرين بمناسبات عديدة على مدى العقد الماضي للإستماع الى هواجس حول الجزيرة؛ وفي حين يبقى تبقى أسباب رحيل خنفر غير واضحة، فإن الحكومة القطرية قد تكون الآن مهتمة وقلقة بشأن ظهورالتأثير الخارجي أكثر من ظهور من تأثيرها هي.
خلال الثورات الأخيرة، أشار مراقبون في الشرق الأوسط الى أن القسم العربي لقناة الجزيرة تجنب ذكر التظاهرات في شرق العربية السعودية وكان بطيئاً في البداية في ذكر الثورة في سوريا، التي كانت حليفة لقطر. وقبل كل شيئ، بدت الجزيرة بأنها تتجاهل القمع العنيف في البحرين. " كنت في البحرين في شهر شباط، وكل فرد في الشارع كان يتحدث عن سبب عدم تغطية الجزيرة للأحداث،" قال توبي ماتهيسن، الذي كتب مؤخراً عن الثورة في هذه الصفحات. " إنها لا تبعد أكثر من 35 دقيقة بالطائرة عن الدوحة. الناس يصابون بالرصاص في الشوارع. والقطريون لم يكونوا يُظهرون ذلك."
في كل الأحوال، قد يكون من الصعب قراءة الموقف القطري، حتى في الخليج. ففي العام 2006، على سبيل المثال، وبعد حرب إسرائيل في لبنان، تحدث أمير قطر عن " إنتصار" حزب الله على الإسرائيليين وقدم ملايين الدولارات للمساعدة لإعادة بناء قرى حزب الله التي قصفت بشدة. مع ذلك، وبعد بضعة أشهر، وجهت قطر دعوة إلى وزيرة الخارجية تسيبي ليفني لحضور "المؤتمر الدولي السادس حول الديمقراطيات الجديدة أو المستعادة"، منتدى برعاية الأمم المتحدة، ما أدى الى توبيخ شديد اللهجة من قبل العربية السعودية. ( ليفني رفضت، لكنها قدمت لاحقاً الخطاب الرئيس في منتدى الدوحة 2008 حول الديمقراطية، التطور، والتجارة الحرة.) وفي أوائل أيار من هذا العام، ومع مساعدة جيوش خليجية لقادة البحرين السنًّة بفرض إجراءات صارمة ضد متظاهرين معظمهم شيعة، كان مقتدى الصدر، القائد الشيعي العراقي والناقد الصريح للتدخل الخليجي، ضيفاً على الأمير القطري في الدوحة.
في هذه الأثناء، كان القسم الإنكليزي لقناة الجزيرة، الذي بدأ البث في العام 2006، ممتدحاً في الغرب بسبب تقاريره العدائية والشاملة حول الثورات الأخيرة – حتى في الخليج. ( القناة متوفرة الآن في مدن أميركية عدة، بما فيها واشنطن ونيويورك.) وفي تموز، أنتجت الشبكة الفيلم الوثائقي "صرخة في الظلام (shouting in the dark)" ومدته خمسون دقيقة حول الثورة في البحرين والذي تسبب بتقديم حكومة البحرين إحتجاجاً رسمياً لقطر بسبب الفحص الدقيق والفظ للحملة العسكرية. مع ذلك، وعلى خلاف القسم العربي لقناة الجزيرة ( الذي لم يعرض الفيلم الوثائقي)، لا يشاهد القسم الإنكليزي لقناة الجزيرة عشرات ملايين المشاهدين العرب في الشرق الأوسط؛ فمشاهدي القناة هم من النخبة، الغربيين، والدوليين في الغالب – أناس لا يشكلون تهديداً مباشراً للإستقرار القطري أو الإقليمي.

5.
كلما بقي المرء وقتاً أطول في الدوحة، كلما أصبح من الواضح أكثر أن واقعيها الإجتماعي والسياسي يداران بدقة وذكاء ملحوظين.
فالعمال المهاجرين، معظمهم من جنوب آسيا، يشكلون غالبية السكان، لكنهم مع ذلك يظلون غير مرئيين تقريباً: يسكنون في مخيمات للعمال بعيدة عن المدينة حيث يتم نقلهم من هناك بالحافلات الى مواقع البناء قبيل الفجر. أما الأمر الأكثر حكمة وحذراً فهو المراكز العسكرية الأميركية الموجودة في طيات الصحراء. وفي زوايا أخرى غير بارزة أو ملحوظة هناك الآن كنائس كاثوليكية وإنكليكانية، وحتى متجر كحول خارج البلدة، لتزويد المهاجرين المتزايدين بها ( أنت بحاجة الى رخصة خاصة لإدخال الكحول). في هذه الأثناء، يتحدث السكان المحليون عن ثقافة التبادل الإجتماعي الحية، الموجودة في كل الأحوال، وبشكل رئيس، خلف الأبواب المغلقة. ( التجمعات العامة منظمة بطريق صارمة ونادرة الحدوث.) وبحسب التقاليد، غالياً ما يشارك الرجال القطريون في "مجلس"، مراكز مجاورة تقام عادة في منازل خاصة.
في النهاية، يبدو بأن عبقرية الشيخ حمد بالتحديد تكمن في الترويج لقطر كأكثر مجتمع متطور ومنفتح في الخليج العربي، في حين يحافظ كل الوقت على عدم المس بنظامها السياسي والإجتماعي المغلق – وعدم المس بمكانتها في العالم الإسلامي وبين الملكيات الخليجية التقليدية. بالواقع، وبالنسبة لكل سياستها الخارجية الناشطة، فإن هواجس قطر، كتلك التي لدول خليجية أخرى، هي هواجس ضيقة: الأمن العسكري، الأمن الغذائي، الإستقرار الإجتماعي، ونظام إقتصادي بإمكانه الثبات، في جو عدائي، على المدى الطويل جداً – حتى ما بعد حقبة الغاز والنفط.
من هذا المنظور، فإن تورط قطر في الثورات العربية، وتدخلها العسكري اللافت في ليبيا، قد يتخذ منحى مختلفاً. " لقد كانوا يلعبون لعبة عميقة،" قال لي كريستيان كوتس أورليشسن، متخصص في السياسة والأمن في الخليج في مدرسة London School of Economics. فبإتخاذها زمام القيادة في دعم العالم العربي للمتمردين الليبيين، بحسب ما عرض أورليشسن، لم تضع الإمارة نفسها الى جانب الحركات الثورية فحسب ( وكذلك في دعمها المباشر لقادة تمرد فرادى مختلفين ما أدى الى تكبير فرصها، الى أقصى حد، بإلتقاط رابح نهائي)؛ لقد سمح ذلك لقطر ولدول خليجية أيضاً إتبعت هذا الأسلوب بأن تظهر بأنها دول أعضاء مسؤولة في المجتمع الدولي، في الوقت الذي تحرف فيه الإنتباه عن الخليج نفسه. بالنسبة لقطر، على الأقل، فإن الترويج للديمقراطية في الخارج والإستثمار بإسراف في المجتمع الداخلي الذي هو بالمقارنة مجتمع شاب، قد سمح للأمير بالبقاء متقدماً بما يتعلق بالتغيرات التي تكتسح المنطقة، معززاً قبضته، كل الوقت، للإمساك بالسلطة.

27 أيلول، 2011

قدم الدعم للبحث Investigative Fund of the Nation Institute

1. صحيفة الفايننشال تايمز، 24 تشرين الأول، 2010.

2. كان التدخل مدعوماً من قبل الأعضاء الست في مجلس التعاون الخليجي، منظمة الدول الخليجية التي تعتبر قطر عضواً مؤسساً فيها. بقيادة جيشيْ العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، أعتبر التدخل بمثاية مبادرة سعودية، رغم أن وكالة أخبار قطر ذكرت لاحقاً بأن عدداً صغيراً من الضباط القطريين كانوا مشاركين أيضاً. أنظر " القوات القطرية تنضم الى قوات درع شبه الجزيرة في البحرين،" QNA، 17 آذار، 2011.

3. تظاهرة الفايسبوك الفاشلة، التي كانت ستجري في 16 آذار والتي قد تكون نُظمت من خارج البلاد، بدت ذات نغمة معادية للغرب، بدعوتها وضع حد للعلاقات مع إسرائيل، طرد القوات الأميركية من قطر، وإقصاء زوجة الأمير الليبرالية الذهنية عن الشؤون العامة، في الوقت الذي يدينون فيه بيع الكحول وبناء كنيسة. أنظر ل. باركان، " صدامات على الفايسبوك حول دعوات للثورة في قطر،" معهد Middle East Research Institute، 3 آذار، 2011.

4. مع منتصف القرن الماضي، لم يكن لدى قطر وسائل إتصال هاتفية وكانت العبودية أمراً لا يزال ممارساً هناك.وقد كتب رابرت هاي، مسؤول سياسي لبريطانيا في قطر في ذلك الحين، فقال " قبل العام 1949 لم يكن هناك إدارة، وأني أتحدث بشكل عملاني، وكان الحكم القطري عبارة عن سلطة أبوية بالكامل. " أنظر جيل كريستل، النفط والسياسة في الخليج: الحكام والتجار في الكويت وقطر (Cambridge University Press، 1995).

5. ظلت البعثة التجارية الإسرائيلية في الدوحة، التي عملت كقناة غير رسمية للإتصالات السياسية مع إسرائيل، مفتوحة خلال الإنتفاضة الثانية والحرب في لبنان، الى حين إغلاقها رسمياً من قبل الحكومة القطرية في العام 2009 إحتجاجاً على الحرب في غزة. في كل الأحوال، لقد قال عدد من الناس كنت قد تحدثت إليهم بأن الوجود الإسرائيلي المتدني المستوى إستمر في الدوحة حتى العام 2011. للإضطلاع على مناقشة هذه العلاقة، أنظر أوزي رابي، " علاقات قطر مع إسرائيل: تحدي المفاهيم العربية والخليجية،" The Middle East Journal، 2009.

6. بسبب تاريخ قطر الطويل بالإنقلابات داخل القصر، إتخذت الحكومة خطوات لتهميش المنشقين داخل العائلة الحاكمة وفي أوساط العائلات القيادية، بما فيه الحظر الموضوع على أفراد عشيرة مرتبطة بمؤامرة 1996 لإستعادة الأمير السابق الذي كان مدعوماً، بحسب ما قيل، من قبل العربية السعودية. أنظر مهران كامرافا، " الإنقسام الملكي واللبرلة السياسية في قطر،" The Middle East Journal، صيف 2009.

7. لرواية رائعة للسنوات العشر الأولى اللافتة لقناة الجزيرة، أنظر كتاب هاغ مايلز " الجزيرة: الرواية الداخلية للقناة الإخبارية العربية التي تتحدى الغرب،" ( Grove، 2009).
8. بعد يوم من الإعلان، أعطى وضاح خنفر مقابلة لقناة الجزيرة أنكر فيها أن تكون إستقالته مرتبطة بما كشفته وثائق ويكليكس أو إرتباطها بضغط سياسي.

9. جوست هيلترمان و توبي ماتهيسن، " حريق البحرين،" The New York Review، 18 آب، 2011.

السابق
نقولا نحاس: لجلاء صورة تمويل المحكمة قبل نهاية العام
التالي
عريس تيك أواي في مصر