اللواء: حمد يحذّر النظام من اللف والدوران ويطالب بخطوات ملموسة لتجنب عاصفة كبيرة

قدمت اللجنة الوزارية العربية المكلفة الملف السوري ورقة عمل لوقف العنف في سوريا خلال اجتماعها أمس في الدوحة بحضور وزير الخارجية السوري وليد المعلم، الذي طلب مهلة حتى اليوم لتقديم الرد السوري عليها· وجاء هذا الاجتماع للجنة العربية بعد ساعات على نشر حديث صحفي للرئيس السوري بشار الاسد حذر فيه من ان اي تدخل غربي ضد دمشق سيؤدي الى <زلزال> من شأنه ان <يحرق المنطقة بأسرها>·
كما تزامن مع تواصل سقوط الضحايا برصاص قوات الامن السورية حيث قتل امس ثلاثة اشخاص على الاقل فيما اعتقل العشرات خلال تظاهرات مناهضة للنظام·

ولم يتردد الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني رئيس اللجنة العربية بالرد ضمنا على الحديث الصحفي للرئيس السوري عندما حذر من <اللف والدوران والاحتيال> داعيا الى اتخاذ خطوات ملموسة سريعة في سوريا لتجنب <عاصفة كبيرة> في المنطقة·

وقال الشيخ حمد في ختام الاجتماع ان الاجتماع <كان جديا وصريحا· وتوصلنا الى ورقة تتعامل مع كل القضايا، وطلب الوفد السوري ان يرد على هذه الورقة غدا> اليوم·

واوضح رئيس الوزراء القطري الذي يشغل ايضا منصب وزير خارجية بلاده ان الورقة <جدية لوقف كل اعمال العنف والقتل في سوريا>·

وذكر ان هناك اجتماعا للجامعة العربية يوم الاربعاء في القاهرة <سواء اتفقنا او لا> مشددا <الاهم من الجواب هو العمل السريع والفوري والعمل بالاتفاق وتنفيذه>·

واوضح الشيخ حمد ان الوفد السوري الذي خرج من الاجتماع للتشاور ثم التحق به مجددا، <سيبقى الليلة في الدوحة واذا تم الاتفاق على الورقة نقدمها الى الجامعة الاربعاء> مشددا مرة اخرى ان <اهم شيء هو التنفيذ>·

وردا على سؤال عن تحذير الاسد في حديث صحفي نشر امس من زلزال في المنطقة في حال حصول تدخل اجنبي في سوريا، قال الشيخ حمد ان <المنطقة كلها معرضة لعاصفة كبيرة، والمهم ان يعرف القادة كيف يتعاملون، ليس باللف والدوران والاحتيال>·
 
واضاف <المطلوب هو القيام بخطوات سريعة تجنبنا ما حصل في بعض الدول> في اشارة على ما يبدو الى ليبيا· وخلص الى القول <نأمل الا يكون هناك تدخل عسكري>·

وحضر الاجتماع في الدوحة وزراء اللجنة الذين اوفدوا الاربعاء الماضي الى العاصمة السورية للقاء الرئيس السوري ضمن مهمتهم التي حددتها الجامعة العربية بالعمل على وقف العنف في سوريا والبدء بحوار بين السلطات والمعارضة·

وكانت اللجنة الوزارية وجهت مساء الجمعة <رسالة عاجلة> الى الرئيس السوري اعربت فيها عن <امتعاضها لاستمرار عمليات القتل> وطالبت بفعل <ما يلزم لحماية المدنيين>، اثر سقوط عدد كبير من القتلى الجمعة· وسرعان ما جاء الرد من الخارجية السورية التي وجهت انتقادا مباشرا السبت الى اللجنة والى رئيسها وزير الخارجية القطري·

ونقل مصدر في الخارجية السورية عن وزير الخارجية السوري قوله أنه كان من المفترض برئيس اللجنة الوزارية بالجامعة العربية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الاتصال بوزير الخارجية السوري للاطلاع على الرواية الحكومية للاحداث قبل الاعلان عن موقف للجنة <تروج له قنوات التحريض المغرضة>·

وافادت صحيفة القبس الكويتية الاحد نقلا عن مصادر عربية واسعة الاطلاع ان الوزراء العرب الذين زاروا دمشق الاربعاء الماضي حذروا الرئيس بشار الاسد من امكانية خروج الازمة السورية من الاطار العربي وتدويلها، وطالبوه بوقف العنف فورا·

وكان وزراء الخارجية العرب دعوا في 16 الجاري في بيان صدر في ختام اجتماع طارىء عقدوه في القاهرة الى عقد مؤتمر حوار وطني يضم الحكومة السورية و<اطراف المعارضة بجميع اطيافها خلال 15 يوما>، الا ان سوريا تحفظت عن هذا البيان· وحددوا مهمة اللجنة على انها <الاتصال بالقيادة السورية لوقف كافة اعمال العنف والاقتتال ورفع كل المظاهر العسكرية وبدء الحوار بين الحكومة السورية واطراف المعارضة لتنفيذ الاصلاحات السياسية التي تلبي طموحات الشعب السوري>·

الى ذلك أعلنت مصادر رسمية في دمشق امس أن اللجنة الوطنية المكلفة بإعداد دستور جديد للجمهورية العربية السورية ستعد أول اجتماع لها اليوم·

ميدانياً أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان ثلاثة قتلى سقطوا امس برصاص قوات الامن والجيش فيما توفي عدد اخر متأثرين بجروح اصيبوا بها في الايام الماضية·

ونقل المصدر ان شابة قتلت في حي دير بعلبة في مدينة حمص، كما قتل شاب في حي الخضر في المدينة نفسها، في حين سقط القتيل الثالث برصاص قوات الامن في قرية الغنطو بمحافظة حمص·

واضاف المرصد ان عشرة اشخاص اخرين اصيبوا بجروح، اثنان منهم في <حالة حرجة>، في اطلاق رصاص من احد الحواجز الامنية المنتشرة في حي دير بعلبة في حمص· كما اعلن المرصد وفاة شاب من حي بابا عمرو في حمص متأثرا بجروح اصيب بها السبت، موضحا ان قوات الامن السورية <نفذت حملة مداهمات واعتقالات في بلدة القريتين في محافظة حمص اسفرت عن اعتقال 12 شخصا>·

وافاد المرصد ايضا ان شابا توفي في مدينة معرة النعمان في محافظة ادلب متأثرا بجروح اصيب بها الاربعاء الماضي، مضيفا ان قوات الامن والجيش <تجوب شوارع المدينة مدعمة بآليات مكافحة الشغب ونصبت الحواجز في أغلب شوارع المدينة وقامت بالاستيلاء على الدراجات النارية للمواطنين وإحراقها>·

وتصاعدت أعمال العنف بشكل ملحوظ في شتى أنحاء سوريا في الأيام الأخيرة· فقد قال نشطاء إن القوات السورية قتلت أكثر من 60 مدنيا خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية·

وقالت جماعة إن من يعتقد أنهم منشقون عن الجيش قتلوا 30 جنديا في مدينة حمص (وسط) وفي كمين في محافظة ادلب (شمال غرب) خلال اليومين الماضيين·

ودعا المعارضون السوريون على صفحة <الثورة السورية ضد بشار الاسد> على الفيسبوك الى التظاهر الاحد للمطالبة بتجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية·

وكتبوا على الصفحة <اوقفوا دعمكم للقتلة وجمدوا عضويتهم في الجامعة العربية>·

دبلوماسيا اعلن الموفد الصيني الى الشرق الاوسط وو سيكه من القاهرة انه حذر السلطات السورية خلال الزيارة التي قام بها الخميس الى دمشق من ان قمع التظاهرات <لا يمكن ان يستمر>·

وقال الموفد الصيني انه <اكد لمسؤولين رفيعي المستوى في سوريا خطورة الوضع وانه لا يمكن ان يستمر> مضيفا ان الرئيس السوري بشار الاسد يجب ان <يحترم ويستجيب للتطلعات والمطالب المشروعة للشعب السوري>·
 

السابق
كيف ستوظف حماس انتصارها؟
التالي
أشباح البعث والمأزق الأميركي