عصام أبو درويش… رجل الخير الجنوبي الذي يطرق أبواب السياسة منذ ستينات القرن الماضي

عصام ابو درويش، الرجل الجنوبي الذي ولد في العام 1940، تخرج من دار المعلمين في اختصاص التربية الرياضية، واقام العديد من مخيمات تدريب كرة القدم، كما أنّه مارس الصحافة في العام 1960 وكان رئيسا لجريدة يومية سياسية عام 1967. هذه النشأة الإعلامية السياسية كانت مؤشرا إلى ما سيكونه هذا الرجل بعد انتهاء الحروب الأهلية اللبنانية.
في العام 1968 أصدر مجلة أسبوعية سياسية، وفي العام 1975 شارك، إلى جانب المجلة، في إصدار جريدة يومية استمرّت في الصدور حتى العام 1979. ولأسباب محض شخصية ونتيجة لمواقف كانت سائدة حينها، قرر التخلص من المؤسستين الصحافيتن في آن معا نتيجة لوضع الصحافي المتأرجح آنذاك بين صحافة أنظمة وصحافة إرتزاق.
 
في العام 2004 أعلن أبو درويش من دارته في المصيلح، وبعد ثلاثة عقود من خروجه على الصحافة والسياسة، أعلن ولادة تيار سياسي تحت اسم "الكيان ـ تجمع لبنان الواحد"، متخطياً كافة الضغوط التي مورست ضد مسيرته، تلك التي تنتمي فعليا إلى مدرسة الامام موسى الصدر، مؤكدا ان هذا التجمع "ليس حزبا سياسيا بل له أهداف تنموية واضحة من أهمها:
1_ العمل على ترسيح بنية الوطن اللبناني شعباً وأرضا ومؤسسات والتأكيد على لبنان السيد العربي المستقل والديمقراطي.
2_نشر الثقافة الوطنية لا الطائفية، والسعي الى توطيد الروابط الخيرة بين جميع اللبنانيين.
3_ القيام بنشر الأفكار الساعية إلى تطوير النظام السياسي لتحقيق بناء دولة حديثة وديمقراطية مدنية، وعدالة اجتماعية، واحترام مبدأ سيادة القانون واستقلال القضاء.
4_ العمل على تحقيق إصلاح إداري شامل لكافة الإدارات والمؤسسات اللبنانية.
5_ محاربة الفقر ومساعدة المعوزين ونشر الفضيلة والأخلاق السامية وإقامة المستوصفات والمختبرات الطبية وفقاً للأنظمة المرعية الإجراء.
6_ إقامة المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية وروضات الأطفال ودور الحضانة وإنشاء معاهد لغة وأبحاث ولجان بيئية وكشفية وتتعاون مع جميع المؤسسات الإنسانية والخيرية محلياً وخارجياً لتحقيق هذه الأهداف ونشر ثقافة وطنية رائدة.

وبناء عليه أنشأ مؤسسة تضم مراكز طبية وتعليمية للغة الإنجليزية والكمبيوتر تقدم الخدمات كافة مجانا للمحتاجين، وهي تضم 6 مراكز موزعة بين بيروت والجنوب بالإضافة إلى مركز طبابة ميدانية ومركز إسعاف وخدمات إنمائية وإنسانية.

وتتعاون هذه المؤسسة تعاونا كاملا مع قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان، بالإضافة إلى تقديمها مساعدات مادية لجمعيات وأندية وأشخاص فضلا عن المساهمة في نشاطات رياضية وإجتماعية وتقديم المساعدات الغذائية في رمضان وأثناء الأزمات التي يمر بها لبنان.

قدم هذا الرجل الكثير للجنوب ولبنان ومازال يقدّم من خلال جمعيته، فالمستوصفات منتشرة في المناطق وتقوم بمعالجة المرضى بتكلفة رمزية مع الدواء، اضافة إلى الحصص الغذائية والمساعدات التي يقدمها لاسيما في شهر رمضان.

على أمل أن يمن الله على أبو درويش بالصحة وطول العمر، يتمنى موقع "جنوبية" له الشفاء من مرضه الصعب الذي اشتدّ عليه في الآونة الأخيرة. 

السابق
معرض الكتاب الفرانكوفوني الـ 18 في البيال
التالي
حاصبيا: كميات جديدة تضاف إلى الخوابي والحاجة الى اسواق لتصريف الزيت